وَقفتُ أمَام بحرٍ هائجٍ أشكُو مَا بي ،
فَترامتْ الأموَاجُ إليّ متحِدَّةً مَع أوجاَعي !
لِـ تروِي لِي بُطولات المُشتَاق ، وَسَير كُل العشاق
أتُرانِي هائِمة بِحُبّك أَم أنَا فِي عُمقِ الحنِين أُنادي بِ اسمَك ؟!
أيَا بحر ، أجبنِي على سؤالي ،
يَا مَوطن الأسْرَار ، ومخبَأ نزِيف الأوتَار !
ألستُ بِ حَبيبةِ ذَاك ؟
أمْ أننِي أتوهم قصص العُشّاق ، وَأبتذلُ ألحَان الوَله ؟
نجمةُ مسَائك ، وَبَياض زبدِك فِي غسَق اللَّيالي ،
يوحِيان لِي بِ نقطَة من الأمَل ،
يوحِيان لَي بِعودته !
مِن بعْد نُقطَة الأملِ بَدأتُ أشكّل لَك معزوُفَة حُبّ وَلِقاء قَد طَالا '
تزيّنتُ لأجْلك ، ووَضعت أحمَر الشِّفاه الذِي تُحب أنْ ترَاني فِيه ،
وَجنَيت ثِمار الكَرزِ الحَمراء
كَ وجَنتيِك فِي عزِّ الصَّيف ،
كَي تُمطر سَاعة اللِّقاء بِ جمالِه ..
أطفَأتُ الأنوارَ وبدَأت سَاعة ظُهور معشوُقٍ طَال غيَابه !
بَدوت لِي كَبدرٍ يَتوسّط السَّماء '
ركضتُ إليكَ دونَ وعيٍ منِّي
لأبحِرَ فِي ملكوتِ حُضنك '
تشبَثتُ بكَ إلى أنْ التَصقت رَائحة عطركَ الفُولاَذيّة بِي '
تبّاً لِـ نزقةٍ مِثلي !
قدّستُ مَن لَا يُقدّس ،
ووهَبتُ قلبِي لِمن لَا يستحقّ !
أوَلا يكفُّ عقلِي عَن الإِتيان بِ تفاصِيله المُملّة ؟
كم كُنت أحلم ، وكم كنت أتوهّم !
أيّ لِقاء ينمُو بَعد فِراق يؤلمْ !
أوَليس الجَدثُ أحقُّ لِي مِن لُقياه ؟
ألقيتَ بِالوشائجِ المَوصوِلة خَارج إِطار الصُّورة !
تِلك التِي خففّت مِن كَدماتُ الغُربة ، والبُعد !
لَا تنتَظرْ منِّي أيّ شَيءٍ بعَد الآن !
سَأرحَل عَن عالمٍ بَات يُؤلم قَلب عَاشِقة !
أصَابك وَباءُ الغُرورِ ،
ولَقّبت ذَاتك بِ ملكِ الكِبريِاء !
أتُنَاشدنِي بِ المجيءِ إِلى عرشِك الظَّالم ؟!
لَا ، ،
فَلا أمِلك سِوى قلبَاً ينبُض بِ بُطئٍ ،
أبطَأ مِن خُطواتِ الحلزُون . .
كَي يُحَافظ عَلى نَبضَاته ، فَـ يُحييك ،
وَيمنحك عُمراً مَديداً ،
وَلكنك خُنت الأمَانة ، ونعتّني بِالجبَانة ،
فَ سلامٌ عَلى قلبِي ،
"فَ لتتوقّف عَن ذكرِ اسمِه"
أمجَاد بَاعظيم
سماهِر باسيِف