• ×

قائمة

Rss قاريء

سحرُ عاطفة ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
أروى الزهراني . نبراس 

جرّدتني من النرجسية عاطفتي ،
اشتعل اليباس اخضراراً ،
و فاض من الجفاف نبع ،

أتسائل بكل اندهاشي :
كيف يُبدلنا الحب للنقيض !
كيف يحولنا لشيءٍ آخر لا نعرفه عنا ولا يمتّ لنا بصلة ؟
أي قدرة تلك التي تنتشلنا من لُبّ التصحّر للجنون وَ الغرق '
لتصبح المساحات وردية وَ الأمكنة ولع وَ الفكرة نبيذ ؟
لم تكن الغرابة في الشعور بقدر ما كانت في التحول
وَ الإنشطار ،

ولم يكن الحب شاقّاً بقدر مشقة إستيعاب كل هذا التخلّق و الأسئلة
الـ بلا إجابة منطقية ،
يُبدل فينا الحب حتى نغمات أصواتنا ،
فيجعلها تُغرّد عوضاً عن نشاز النحيب ،
تُغرد حتى ألماً ،
يحوّل انعكاسات الحزن في ملامحنا فتعكس قلوبنا المُشبعة حب
في ملامحنا ملامح المُنتشي بِعفّة !

أتصور أن العاطفة التي هي محض حُب عفيف صادق ؛
نوع من الهِبات لنوع خاص جداً من البشر ،
و كل حصاده و ثمراته تظهر على المحيا كعلامة وَ وسم خصيصاً لأولئك
بمثابة القدّيسين وَ المُصطفين ،

و ليس كل حب يُظهِر تحول و ثمار ،
و ليست كل عاطفة تفرض تخلّق كهذا ،
إن المحبة الصادقة العميقة في أصلها تُحولك لفاضل لم يعهد نفسه بهذه الفضيلة من قبل ،
تحولك لمُناضل في سبيل أمر سامي وَ نبيل ،
تجعل منك حياً مثلما توجب الحياة ،

تعلمك شكل الثبات أخيراً وَ تُذيقك الخلاص وَ تُطعّمك كل حين
لذة الفرج ..
تجعلك تنظر لكل الأشياء نظرة حالمة ،
فترى الظهيرة ليلاً و الليل نهار مُشرق ،
و تتعامل مع الحزن الذي يخصه كـ عطاء
وَ تجد البهجة المتواضعة التي تأت من خلاله [ احتفال ]
وَ لا تنفكّ تُعطيك كل لحظة درس وَ حكمة وَ مـتعة ،

النوع من تلك المحبة حتى وإن خرجت من قالبها لن تخرج خالي الوفاض '
ستخرج مـشبعاً بالكثير الطيب الجميل ،
ستخرج إما حكيماً أو كاتباً ،
ستخرج مُتأملاً مثلما دخلت .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  346

التعليقات ( 0 )