اختتم ملتقى أسواق العملات والنفط والذهب أعماله في الخبر شرقي السعودية التأكيد على ظهور علامات تدل على قرب تعادل سعر الدولار واليورو، وهو ما لم يحدث منذ استحداث العملة الأوروبية الموحدة قبل 16 عاما.
وفي هذا الخصوص، قال أشرف العايدي كبير استراتيجي الأسواق أمام حضور الملتقى البارحة الأولى إن تعادل سعر الدولار واليورو سيتم على الأرجح خلال فترة تتراوح بين تسعة أشهر إلى ثلاثة أعوام، في إشارة منه إلى أن سعر الدولار يسير نحو الصعود على المديين القصير والمتوسط.
وأوضح أن "سوق العملات هي أكبر سوق في الكرة الأرضية، بقيمة تداولات يومية تصل إلى نحو 7 آلاف مليار دولار"، مشيراً إلى أن "هذا الرقم ضخم جداً، ولا توجد جهة ما، سواء كان شخصا أو شركة أو حكومة تستطيع امتلاكه".
وركز على أن "العلم وحده هو الذي يتحكم في تداولات سوق المال، ونسعى من خلال الملتقى إلى أن يكون المتحكم في هذا السوق الفن أكثر من العلم"، في إشارة منه إلى أهمية التحليل الفني في قراءة مستقبل الأسواق.
وأوصى العايدي بألا تتجاوز قيمة ما يتداول به الشخص في السوق 10 بالمائة من قيمة رأس المال، حتى لا يتعرض إلى خسائر أو انتكاسات أثناء عملية التداول، مشدداً على أهمية أن "يتحكم الشخص في نفسه جيداً، ولا يترك العوامل النفسية غير الطبيعية، تؤثر فيه".
وقال: "إذا تداول الشخص تحت تأثيرات نفسية غير متزنة أو غير طبيعية، مثل التسرع أو الغضب أو الخوف، فقد يقع في أخطاء تكلفه الكثير، لذا لابد أن يحافظ المتداول على هدوئه واتزانه"، مشيراً إلى أن "أفضل الأوقات لدخول السوق، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً بتوقيت مكة المكرمة". وقال "هذه الفترة تشهد زخماً في السوق، وتداولات كثيرة، أما قبل أو بعد هذه الفترة، فإن السوق يفقد زخمه المعتاد، وتبدو حركته ضعيفة ولا تشجع على التداول".
ودعا العايدي إلى أهمية أن يدرك المستثمر ما يشهده السوق من تحولات وتناقضات قبل بدء التداول فيه، وقال: "إذا كان المتداول لديه العلم والخبرة في معرفة أحوال السوق ويستطيع قراءته جيداً، فهذا شيء جميل ورائع، وإذا لم تكن لديه الخبرة، فلا مانع أن يسأل من لديه الخبرة لمساعدته في قراءة السوق وتحليل ما يحدث فيه".
وشهد اختتام الملتقى الإرشادي الثامن لأسواق العملات والنفط والذهب أمس الأول، زحاماً كبيراً من المتداولين والمهتمين بهذا النوع من الاستثمار من داخل المملكة وخارجها، الذين حرصوا على حضور المحاضرات التي وفرها الملتقى لهم على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين في فندق موفنبيك الخبر.
وتناوب في اليوم الأخير من الملتقى، عدد من الخبراء والمختصين على إلقاء المحاضرات والندوات، التي شرحوا من خلاها كيفية قراءة السوق، وتحديد الأوقات المناسبة للتداول، وآليته، وتحديد حجم الأموال التي ينبغي أن يدخل بها المستثمر المبتدئ للسوق، وكذلك المستثمر صاحب الخبرة، متطرقين إلى العوامل النفسية النموذجية التي يفترض أن يكون عليها المتداول أثناء دخول السوق.
وتناول خبير التداول محمد الشميمري في ورقة عمل تقدم بها، المميزات والمؤثرات في أسواق المال، وكيفية وطرق استثمار المتداول لهذه المؤثرات، والاستفادة منها في تحديد أوقات التداول وأحجامها، بما يضمن له ربحاً جيداً. وتقدم المتحدث رامي أبو زيد بورقة عمل، تحت عنوان "نظرة تحليلية على تحركات النفط والذهب بدراسة تقرير التزامات المتداولين" وركز على نقاط فنية، تفيد المتداولين في أسواق العملات والذهب. وأكد رامي أن ثقافة المتداولين ودرجة التزامهم بقواعد التداول وأساسياته تضمن لهم أداءً طيباً في أثناء إجراء عمليات التداول".
وكان الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة مجموعة الأوسط للاستشارات الاقتصادية لتنظيم المعارض والمؤتمرات، والمتحدث الرئيس في المؤتمر، قد حذر من التعامل مع شركات تتحايل على المواطن، من خلال ما تروج له بشكل غير مهني، مستخدمة الأساليب الإغرائية التي تزج بالمستثمر المبتدئ للدخول فيه دون وعي أو إدراك لنوع هذا الاستثمار، لافتاً في مؤتمر صحفي، عقد على هامش افتتاح المؤتمر السبت الماضي، إلى أن الشركات الموجودة في الملتقى مسجلة لدى حكوماتها، ومرخصة في التداول في نشاطات العملات والنفط والذهب.
وأكدت شركة "ستاي كنكتد" العالميةّ المتخصصة في تنظيم وإدارة المعارض والندوات التي نظمت المعرض أن النسخة الثامنة من الملتقى حققت أهدافها العامة المتمثلة في ترسيخ مفاهيم وثقافة أسواق العملات في أذهان المستثمرين السعوديين والخليجيين، وتنمية مهاراتهم في القدرة على تحليل الأسواق التي يتداولون فيها، ومساعدتهم على تطبيق استراتيجيات التداول، بما يضمن لهم أرباحاً وفيرة، ويبعد عنهم شبح الخسائر.