ضمن السلسلة العلمية "التعريف بكتب الدراسات القرآنية" نظمت كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية اللقاء الثالث والعشرين بعنوان: "كنز المعاني في شرح حرز الأماني" للإمام إبراهيم بن عمر الجعبري (ت 732هـ) قدمه فضيلة الشيخ: أحمد بن عبد الله سليماني، الأستاذ المشارك بقسم القراءات.
وأوضح فضيلته أن الكتاب من شروح الشاطبية المتقدمة، وأن أهميته مستمدة من أهمية أصله, ومن ذلك أنه اعتمد عليه من جاء بعده، ومنهم ابن الجندي في الجوهر النضيد وابن الجزري في النشر، وذكر القسطلاني أن هذا الشرح لم يصنف مثله.
وأضاف فضيلته أن الإمام الجعبري اعتمد في هذا الشرح على كتاب السبعة لابن مجاهد, وإبراز المعاني لأبي شامة, والتبصرة لمكي بن أبي طالب, وغيرها من الكتب.
وبين فضيلته أن الكتاب حقق في رسائل علمية؛ ثلاث منها في هذه الكلية، وواحدة في جامعة الأزهر، كما حقق جزء منه في المغرب وطبع هناك, وطبع الكتاب كاملا في طبعة تجارية تقع في خمسة مجلدات.
وأشار فضيلته إلى شيء من سيرة هذا المؤلف، وذكر أنه ولد في جعبر سنة 640ه, وأن كنيته: أبو إسحاق وأبو محمد وأبو العباس، ولقبه برهان الدين، وأنه كان قوية الذاكرة, رحل في طلب العلم إلى بغداد، وعُد من علمائها، ولُقِّب فيها بتقي الدين.
وذكر فضيلته أن مؤلفات هذا الإمام تزيد عن مائة وخمسين مؤلفاً في سائر الفنون، ومنها: جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد, والاهتداء في الوقف والابتداء, وحدود الإتقان في تجويد القرآن, وحسن المدد في معرفة العدد, ونهج الدماثة في قراءات الأئمة الثلاثة.
وختم فضيلته بذكر ملامح من منهجه في الكتاب، فبين أنه يعرب الشاطبية، ويذكر وجوهاً متعددة للإعراب, ويشرح غريب الأبيات, ويذكر وجه الارتباط بين الباب والذي قبله, ويوجه القراءات, ويذكر اختياراته في القراءة, وينبه على أهمية علم الرسم.