مؤخراً صليت كثيراً ..
مددتُ ابتهالات عِدة ،
ووطدت علاقتي برجاءات متوحّدة
و رغم أنها كانت كثيرة إلا أنها مُلحّة وشاخصة بإتجاه قبلة واحدة ،
لم تُفقدها كثرتها أهميتها ،
ولم يأخذ أحد منها عن الآخر تفضيل و أهمية ،
كانت بكل كثرتها متساوية في المكانة و الابتهال و انتظار المردود ..
قلبي مؤمن و داخله مقدسات ، لذا قبلتي هي واحدة لا تتبدل ،
يمر الوقت و يمضي العمر و تتنامى المُعتقدات و الأشخاص ،
و يبقى قلبي قابضاً على إيمانه و مقدساته و قبلته كالقابض على الجمرْ ،
ألهذا الحد وصلت ؟
ولأكثر من هذا حد أن صلاتي كلها لا تدور حولي
تـنادي صلاتي طوال عمري أن تظل المقدسات في جوفي مصلوبة ،
لا يمسّها خراب ولا يُزيحها استعمار ،
أن أثبت كـ صراط فيما يخص أشياءي تلك لا أحيد عنها ولا يتبدل فيّ تجاهها أي رأي ، و إن كان للأجمل !
لا أقبل في معتقداتي أي إصلاح أو تغيير
لا أرضى لإيماني أن يترنّح ،
و سأظل آخذ مداد حياتي من المُغالي غلوّه الحميد في تقديس أشياءي
ومن الزاهد زُهده العظيم في الزُهد عن بقية الأشياء و الأشخاص ،
ومن الناسك وفاءه لذات المحراب و القبلة .
للحد الذي لا أقبل لجُدران قلبي أي ترميم
ولا لندوب عمري أن يحل محلها الزهر ،
ولا للأشياء في داخلي أي تأبين ..
أقبل بها جـثثاً و تماثيل
أرضى بكل تعفّنها و انتصابها و ازدحامها ،
أقبلها قدري وَ كل شيء آخر ليس إلا نقاط عبور وجب أن أعبُر منها و أستظل تحتها وَ أساومها لأحيا فحسبْ ..
وما الإيمان سوى الوفاء وَ البقاء أياً كانت شكلُ العبادة وَ الطقوس ،
و الوفاء للأحبة القـدامى و الصداقات المتينة ليس إلا نوع من الإيمان الذي يُوجِب بقاءهم في الشعور و الذاكرة و الانفعالات ،
وَ يُبغِض النسيان وَ البدائل ،
و كـمؤمنة بأشياءي و إن لم تُنصِفني ،
أنا لا أتذكر فحسب أنا أسكُن محرابهم طويلاً و دون زحزحة و محاولة .