أخبَرنِي . .
"كَ ورقةِ شَجر نَمتْ وتفطَّرت أزهارهَا وفِي الخَريف سَقطت . .
كَ آخِر ورقَة فِي التَّقويم قَد طُويت . .
كَ لحَن تراخَى عزفَه فِي دقائِقه الأخيِرة . .
كَ شَمسِ أنَارتْ الكَون ثُم فِي المسَاء غَابت . .
كَ غَيثٍ انهَمر . . وبعَد سَاعات توقّف . .
كَ حُبٍ انبَثق نُوره . . ثُمّ اضمَحلّ . .
كَ نزوَةٍ غَضبٍ . . هَدأت . .
كَ صولَةِ عَين عَلى مشَاعِر قَلبٍ . . قَد سكَنت . .
كَ شهوةٍ مسعُورةٍ لِـ تحقيِق حُلم الصِّغر . . ومَع رسائِل الإحبَاط قَلّت . .
كَ مُسكَة الرِّزق إِذَا أحجَمتْ بِ فَقيِر . . وَيئِس . .
كَ نجمَةٍ لَمعتْ فِي غسقِ اللِّيل ومَع انبِلاج النّهار اختَفت . ."
انتَظرتُ دقيقتَين رَيثمَا يفرَغ الهُدهد مِن هَدهدتِه . .
وَقُلت . .
"كَ أنتَ عندمَا أتِيت . .
وطوَّقت رأسِي بِ أكَالِيل الريَحَان . .
وجمّلتَ معصَمِي بِ سِوارٍ من الوَرد . .
وَاعتنَيت بِ جَنين الذِّكريَات . . حتّى كَبُر وشَاخ . .
وَلا زال يُحلّق أمَامي . . فَ ألتَمس مِنه عبقَاً يَخلق لِي ألفَ سَبباً للِحيَاة . .!
تشبيِهاتُك تِلك . . خلّفت فِي النُفوس عَلامةً . . يَعزّ على القَلب والعقلِ نسيانِها . .
فَ زهرَة الخَريف نشَرت أثِيرها . .
وورَقة التقوِيم حقّقت آمالاً . .
ولَحن المَساء أيقَظ حُباً . .
وشَمسُ الصَّباح دفّأت يتِيماً . .
وغَيث الغَيمِ روَى ظمَآناً . .
وحُب العَاشِقَين زادَهم قُرباً . .
ونزوَة الغَضب جَرحت صَدِيقاً . .
وصَولة العَين تَرجمتْ إحسَاساً . .
وشَهوة تحقِيق الحُلم بلّغت رِسالة . .
ومُسكَة الرِّزق علّقت مُهجة الفقِير بِ خالِقه . .
ونجمَة الدُّجى زيّنت سَماءً . .
فَ هَذا يعنِي أنّ لِي وَلك . . أثرَاً بعدَما نَرحل بِلا شَك"
: