• ×

قائمة

Rss قاريء

إنبعاثْ ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة . أروى الزهراني . نبراس . 

وَ وجدت قلبي في لحظة تُشبه الطفو و النجاة '
و كأنني رئة تستقبل الشهيق الأول
بعد نوبة ضيق تنفس طويلة ،
لحظة تُماثل الولادات الأولى ، وَ مطلع الشمس ،
كنتُ من فرط العتمة في داخلي ،

غارقة بعمق في غياهب كثيرة ،
وَ كأن العالم انطفىء ، و كأن الحياة لا تستقيم إلا موتاً ،
و كأن قدرتي على التجديف في الظُلمات تجمدت إثَرَ عجز ،
لم يكن الموت في روزنامة عمري مرة واحدة ، بل مرات عديدة ،
وكل ارتطام في كينونته يُعدّ موتاً جديد ،
ينقلني من غيهبٍ إلى آخرْ ومن عُمقٍ للأكثر عُمق

كنتُ كلما اشتقت للحياة أغمضت عيني بقوة ،
ثم صليت صلاة مضطرّ ،
كنتُ أتهدّج على ضفاف السكينة لوهلة ،
لكنني لم أكن أعرف كيف أثبُت طويلاً
مُحافظة على ذات الإتزان و الخشوعْ ،

كنت أترنّح ، أدركت أن الخوف يُعيدني للغرق ،
و الندوب العالقة فيّ ، تُثقلني و أسقط ،
لم أكن متأكدة أنني سأبقى ثابتة طويلاً على ذات الضفاف
التي وهبتني الحياة لثانية ،

لم أكن أحب هذه الزعزعة و لم أكن أرتاح لهذا التخبط ،
لقد كان قلبي يُحزنني لأنه لا يستطيع أن ينجو لليلة واحدة ،
وقد كنت أشفِق على يدي لأنها لسنين طويلة تُجدف هباءً ،
أنه النوع من الغرق الذي نعيشه وحيدين مع الداخل فينا ،
شيءٌ من الخسارات التي نشهدها بشكل متكرر ،
حتى كان النور ؛
طوق النجاة الذي يخصني،

روح تتنفس في الحياة جَدّفَتْ عوضاً عن يدي ،
و تنفستها في الغرق عوضاً عن أنفاسي ،
حتى وصلتْ ،
بَعِثٌ هو قلب صاحبها
عرّفني النجاة ،
بصّرني الحياة ، زرع في داخلي شمس
و أشعل في الغياهب ومضة ،
إنه نوع من مزحات القدر ،
أن يركلك لطرق الموت بكل قسوة ، مراراً ،
لتسقط صدفة ذات قنوط وَ اللا توقع،
في رصيف يعجّ نورْ و حياة !

إنه أحد أنواع اليقين المتأخر ؛
بأن بعد السفر الطويلْ لابد من وصولْ
وبعد الموت هناك حتماً حياة ،
و نهاية الظلام دائماً نورٌ قادم ..
فكان النور الذي يخصني [ بشراً سَويّا ]
نفخ في قلبي من قلبه
و انتشلني من بين جـنبات الغرق
لنحلق سوية في أوج النورِ وَ السماء .

أؤمن أن النور سينطفئ و اللحظة ستتوقف
ولكن حسبي من الحياة أنني تذوقت الحياة
لوهلـة وإن لم تستمر .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 1  0  415

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    16 أكتوبر 2015 07:40 مساءً فاطمة علي :
    دائمًا مُتميزة بجمالِ أحرُفِك ، استمري ..