أسبغ الله علينا نعمة بوقع أمر عظيمة
في يوم من عام ١٣٥١هـ / ١٩٣٢ مجيدة
سجل القدر لأمة الإسلام تاريخاً تليدة
مولد المملكة العربية السعودية فرحة بهيجة
إثر ملحمة بطولة قادها مؤسسها شجيعة
عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه مديدة
وبصم تاريخها بذكرى مجد وطن خليدة
موطنا شامخاً حكم وفخر سنوات عديدة
يهيم في السماء ويرنو إلى سحب مضيئة
يالسعودية إسمك بمرور الزمن ضوء لميعة
والله لأنكِ تاج على الرؤوس عالياً سنيمة
شعب ودستور وأمه ترتوي خيرك مديمة
لاحرمنا الله عز حكمك الذي فينا عديلة
يامهبط الوحي لنبي يصدق بنهج بليغة
بالله رباً والإسلام دينا وشرعه توحيدة
وحَبىَ الله أرضك الطاهرة معالم فريدة
الحرمين المكي والنبوي بقدسية رفيعة
وجعلك قبلة للمسلين بمكانة مهيبة
ومقصداً حجاً وعمرة بمنزلة مميزة
فإنتمائي لك ياأرض الوطن عزيزة
وإنتسابي لك يامهد الرسالة قديرة
جعلنا الله لأولي الأمر فيك مطيعة
وخضوعنا لرفع رآية التوحيد مديمة
فحمداً لرب رحيم جعل لنا فيك سكينة
وشكراً لإله كريم أنعمنا بك مرتع مكينة
فحبك أيها الوطن دمغة بالفؤاد أصيلة
فكل نبض يُنبض قلباً لك وداً وحنينة
وكل حرف لا يكتب إسمك فينا هوينة
فياقلم لا تدون لنا غير إسمك نسيبة
مارضينا غير أرضك مهداً لنا قريرة
ولن نرضى غير حِماك ومجدك بديلة
من شمالك وجنوبك وكل شبر فيك غيرة
من حاسدك وعزالك ومن أرادك ضريرة
ومن عاش بأرضك ولم يحميك ضحية
لايستحق أن يكون لك ولإسمك نسيبة
فديتك روحاً وقلباً وحساً وكل ذخيرة
ووهبتك نفساً وفكراً وكل ما أملكه ثمينة
فوالله لأنك وطن رائدّ وراعي لكل جيرة
ومقدام بعطائك دوماً وأوقات الأزيمة
يحتمي في كنفك كل لاجيء مجيرة
لأنه لم يجد من يضاهيك عوناً معينة
يا منار الحق لمن ضاعت حقوقه زمينة
ومهما دارت الأيام يلقاها عندك رهينة
دام سلمان قائد لها ولمسيرتها يسيره
ذا الرأي الموزون والحكمة الحكيمة
أطال الله عمره وأبقاه عالياً عليمة
وملأ سجيته وفقاً لبلاده قدماً زهيرة
ورعاه حفظاً بمنأى كل نائبة عسيرة
ومن كل فاجعة تزعزع أمنة الأمينة
وجعل الله موطنه نصرٌا وجودا غنيمة
يزخر عز بكل ما أوتي رفعة وعزيمة
ويزهو فخرا بكل مجدله علواً وقويمة