لا تزال تِلكَ الأيام عالقةً في ذاكرتي...
كَبرتُ نعم وتخصصت بعيداً عن اللغة العربية درست وتعمقت... ولكن أعلم أن اللغة العربية تجري في عروقي مجرى الدم وأنها هويتي وهوايتي ولا يمكن للإنسان أن يتنكر لهويته ووطنه الذي وجد فيه حضناً ومستقبلاً شق إليه طريقه وجعله يرتوي يوماً عن يوم من بحر قيمه و آدابه ...!
لا زلت أبتسم حين أتذكر تفوقي في الإعراب...!
ولا زلت أبتسم حين أتذكر شغفي الذي يجعلني أتردد على مكتبة المدرسة ما بين فراغ وآخر...!
كُنت أشعر أن ثمة شيء جميل يتنبأ بمستقبلي بين رفوف الكتب...!
وها هي السنين مرت وتلك الأيام الجميلة انقضت ...وما زادت بي إلا حنيناً لأروقة ذاك المكان...وأخذتُ أسترجع حكايا ذاك الزمان...!
عذراً لنائبة رئيس تحرير صحيفة نبراس أ سمر ركن لحديثك حين قلتي دعو أقلامكم تتحدث عن المعلم...!
لم أجد كلمات تعبر عن ما اختلج في فؤادي ولم أجد ما يوفي حق حنيني ووجدت كلماتي تخون وتعود للوهلة الأولى ويعود شريط ذكرياتي لمعلمة اللغة العربية أ سكبة مدخلي التي نمّت وزرعت بداخلي حُب اللغة العربية وحب القراءة وها أنا اليوم أكتب وأطلق العنان لقلمي الذي أصبح بمثابة رئة ثالثة أتنفس منها كلما ضاق الكون بي وبين الحين والآخر أعقد هدنة مع السعادة برفقة قلمي وأنّى له أن يخونني فيها وها أنا أجد مُتسعاً للقراءة رغم كل الظروف مما يجعلها تستفز كلماتي فأكتب وأكتب وأكتب حتى آخر قطرة من حبري حتى يكاد قلمي ينطق كفاكِ بطشاً بي فكل الحروف باتت من معانيك وسطورك في خوف....!
معلمتي ماذا عسآي أن أقول...لأيامٍ انقضت وأعلنت الأفول...!
ولكنها زرعت بي حب الفضول وأنه لأرقى أنواع الفضول الذي جعلني قارئة نهمةً أستنشق صفحات الكُتب حتى تنتهي جميع الفصول...!
لكن أُحيي هذا الشغف فيك ، إلى الأمام دومًا ، أصحابُ هذهِ المواهب شرفٌ لنا .
راءعة أنت بأسلوبك المنفرد فى حفظ الجميل
نعم المتعلمة أنت .. ونعم ما شكرت "معلمة مخلصة " أيقظت فيك حس القراءة والكتابة وتذوق الكلمة والحرف فأصبحت إستثناء تعطرى جو من حولك بأعذب ألحان الكلمة وجمالها .
دمت بود
Samar