" قُم للمعلّم وفّهِ التبجيلا .. كادَ المعلّمُ أن يكون رسولا" '1 '
كنتُ طفلةّ في ذلِك الوقت عُمري لايتجاوزُ السبعِ سنوات، كانت أمي تردِدُ هذا البيت قبلَ كلِّ عملية استذكار ، لم أفهم المغزى حينها ،
" كادَ المُعلِّمُ أن يكون رسولا "
ترنُّ في دماغي ويتركُ صداها أثر ..
تهاتَفتِ الأيام وتعاقبت السنوات ، تخرّجتُ من الإبتدائية وانتقلتُ إلى المُتوسطة !
هنا نِقطةُ التحوّل
مركزُ التغيير
خطوةُ الانطلاق الكبرى.
ازدادَ شغفي الدراسي ، أين كنت وأين أصبحت ، والفضل الأول والأخير
" للمعلم الرسول " .
لم أنسى معلمة الرياضياتِ تلك التي وبّختني عندما خَسِرتُ نِصفَ درجةٍ في الإختبار الشهري ، خاطبتنِي قائلة
" أمثالك تجيب الدرجة كامله "
لم أنسى معلمات اللغةِ العربية حينما أخبرت إحداهنّ أُمي
" بنتك قطعة سكر "
وأخرى التي كانت مِسكُ الخِتام ، رأيتُ فيها الأم والأخت والصديقة
تمثّلت لي كبشرٍ صالح تجلّت فيها القدوةُ الحسنة ، والشخصية القوية الصامدة ، الإنسانة الطموحه المتفائلة .
من أعطتني الورقةُ والقلم ودفعتني إلى الأمام ، وصفّقت إليّ بحرارة .
عندما أقفُ أمامَ المرآةِ اليوم ، أتساءلُ من أنا ؟؟
تُحاصرني الأسئلة من كل جانب ، تتخبطُ في بعضها البعض ..
وفي نهاية الأمر !!
أرى مُعلمتي في شخصيتي
في قوتي
في طموحي
في مكابَدتي ومحاربتي
وأخيرًا في حَزمي .
- مُعلمتي مختصر جميعُ الاجابات -
سُلّمي الدراسي قاربَ على الإنتهاء ، وبوادر النجاح تكللت بالظهور .
هنا أيقنت المعنى الحقيقي
ِلِـ " كادَ المعلّمُ أن يكون رسولا "
أيّ قلعةٍ أيها المعلمُ بنيتها ؟ أي قلعةٍ من الإعصارُ حميتها ؟
" سُبحانك اللهم خيرَ معلمٍ .. علّمت بالقلمِ القرون الأولى " ' 2 '
1 ، 2 - لِـ أحمد شوقي .