فوائد الدعاء لولي الأمر
إن الدعاء لولي الأمر له فوائد كثيرة إذا تتبعها منصف عاقل يضع الأمور في موازينها :
الفائدة الأولى :
إن المسلم حين يدعو لولي أمره , فإنه يتعبد ربه بهذا الدعاء , ذلك لأن سمعه و طاعته لولي الأمر إنما كان بسبب أمر الله له و أمر رسوله صلى الله عليه وسلم , فالله تعالى يقول : (( ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( على المرء المسلم السمع و الطاعة فيما أحب و كره إلا أن يؤمر بمعصية )) متفق عليه . فالمسلم إذن يسمع و يطيع تعبدا , و من السمع و الطاعة لولي الأمر الدعاء له , قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : " الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات و من أفضل الطاعات "
الفائدة الثانية :
إن في الدعاء لولي الأمر إبراء للذمة , إذ الدعاء من النصيحة , والنصيحة واجبة على كل مسلم , قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : (( إني لأدعو له ( أي السلطان ) بالتسديد و التوفيق – في الليل و النهار – والتأييد و أرى ذلك واجبا علي ))
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :" من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر , ومن النصح الدعاء له بالتوفيق و الهداية و صلاح النية و العمل وصلاح البطانة "
.
الفائدة الثالثة :
إن الدعاء لولي الأمر من علامات أهل السنة و الجماعة , فالذي يدعو لولي الأمر متسم بسمة من سمات أهل السنة . قال الإمام أبو محمد البربهاري رحمه الله :" وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان , فاعلم أنه صاحب هوى , وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح , فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله "
.
الفائدة الرابعة :
إن في الدعاء تصديقا لمبدأ السمع و الطاعة , وتأكيدا له وإعلانا به , ولهذا حين اقتحم رجال الخليفة المتوكل على الإمام أحمد بيته – على إثر وشاية – كان فيما قال لهم رحمه الله : " ....إني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السر و العلانية , وفي عسري و يسري , ومنشطي ومكرهي , وأثرة علي , وإني لأدعو له بالتسديد و التوفيق , في الليل و النهار ففي قول الإمام أحمد :" وإني لأدعو له "تأكيد لما يعتقده من السمع و الطاعة وإقرار به .
الفائدة الخامسة :
إن الدعاء لولي الأمر عائد نفعه الأكبر إلى الرعية أنفسهم , فإن ولي الأمر إذا صلح صلحت الرعية , و استقامت أحوالها , وهنئ عيشها
الفائدة السادسة :
إن ولي الأمر إذا بلغه أن الرعية تدعو له , فإنه يسر بذلك غاية السرور , ويدعوه ذلك إلى محبتهم و رفع المؤن و نحوها عنهم , و لايزال يبحث عما فيه سعادتهم و ربما بادلهم الدعاء بالدعاء
الفائدة السابعة :
امتثال أمر الله تعالى , وابتدار طاعته , فإن من أطاع الأمير بالمعروف فقد أطاع الله . كما قال سبحانه : (( يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) .
وفي الحديث الصحيح : (( من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع أميري فقد أطاعني , ومن عصى أميري فقد عصاني )).
و لاشك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله , وخضوعه له وإيمانه به ربا وإلها و شارعا .