#لأجلكِ محمد. *

حيٌ قديم جدران مبللة من المطر جعلت عليها شوائب وبوابة سوداءٌ كبيرة
ولوحة قديمة .. الشمس جعلت أحرفها باهتة
وأنا في تأمل لكل ركن لكل صغيرة وكبيرة ثم درجٌ ليست الخطى متباعدة قريبة جدا جدا لدرجة أنها جعلت أقدامي تتصادم ببعضها وتعرقل خطاي ليس لبنيانها بل من رهبتي ومابعد كل هذا؟!
*مرحبا ..(نحن زوارٌ من كلية الآداب والعلوم الإنسانية)
أهلا أهلا .........ومن هنا لم أعد أسمع شيئا وكأني فقدتٌ حاسة السمع .
حياة هنا أخرى حياة موجعة حياة مؤذية أواه إنه الشقاء ياسادة.
على يساري رأيتُ مكتب وفيه الكثير من الإداريات ويميني ليتني ليتني لم ألتفت ..رأيت نساء منهم من هي بعمر والدتي وهناك من هي بعمر جدتي وبالضفة الأخرى رأيت مسنة كاهلة الجسد مترهلة الجلد وشاحبة الصوت والملامح :عرفت ممن حولي أن إبنها تركها هنا ورحل!!؟
أسعدناهم بالقليل من الهدايا وأهدوني الكثيير الكثير من الذهول لما حدث؟
وبالأمام هناك سلمٌ طويل تمنيت أنه لا ينتهي خشية من أن أرى أعظم مما رأيت ؟!

*الكثير من الدموع التي أتداركها حينما رأيت أطفالا من سن السابعة الى الثالثة عشر أو ربما أكثر .. الصبر والسلوان هذا ما دعيتُ به ربي قبل دخولي ذلك المبنى ومع كل خطوة يارب يارب ضم قلبي وأرزقه القوة .
*عيناه وبريق حزنها أوقفتني وكأنني عدت أشعر بكل شيءٌ حولي لا أعلم لمٓ أمسكت يداه مسحتُ على رأسه نظر إلي مبتسما جعلني أتدارك ما فعلت حسنا أخبرني ما إسمك ؟ أنا إسمي محمد زادت رجفة يداي وتشنجُ فاهِ شدني إلى طاولة بيضاء كبياض طفولته ( بالرغم مما فعلاه أبواه.).تعالي فلنرسم .•.وماذا تود أن أرسم لك؟
أرسمي وجهكُ لأعلقه على ذاك الركن حينما ترحلين ....

بكى قلبي بكت عيناي بكت يداي بكت أذني •تمنيت لو أني والدتك يامحمد.
*ماذا تتمنى أن أجلب لك يا صغيري المرة الأخرى ..أريد هاتف ..أريد دراجة ..أريد أريد وأنا فقط مبتسمة آهٌ يامحمد أتمنى أن تبقى طفلا لا أريد أن تكون شابا فستتغير أمنيتك ميقنة بذلك •(أتمنى أن أجد أمي وأبي) إبقى طفلا أرجوك ..

*إنتهت الزيارة بتلويحة من محمد ولمعة ماء عيناه جعلتني أجهشُ ببكاء داخلي *صباح سأنتظرك عودي مجددا..
*أنا يامحمد كل صباحٌ أزورك من خلف ذلك المبنى (دارٌ الأيتام)
أنا يا محمد أستودعك إياه أدعي لك أتمنى أنك لم تنسني و أردد
(كيف حالك يامحمد)
#إنتهت