.
في حوار حصري لنبراس
عبر عددٌ من ضيوف وزارة الثقافة والإعلام من الإعلاميين ممثلي وكالات الأنباء العربية والعالمية عن اعتزازهم بمشاركتهم في تغطية موسم حج هذا العام، عادين أنفسهم مرآة تعكس للعالم واقع رحلة الحج في المشاعر المقدسة وتفاصيلها الإيمانية ، حيث تتميز هذه التغطية الإعلامية للمناسك برسالة يقدمها الإعلام للعالم قاطبة عن سماحة وعالمية الإسلام.
وأبدوا مشاعرهم والأثر النفسي والروحاني الذي صاحب تغطيتهم ، واستشعارهم عظمة المكان والنسك وقد توشح ضيوف الرحمن بالبياض ووقفوا على صعيد واحد لمقصد واحد ، كل ذلك ابتغاءً لمرضاة الله تعالى.
وأوضحوا في تصريحات لـ " صحيفة نبراس " ،أنهم عاشوا لحظات إيمانية مفعمة بالطمأنينة ، وشهدوا هذا الركن الذي تجلت فيه حكمة البارئ جل وعلا ، فلا فرق بين غنيٍ وفقير ولا عربيٍ وأعجمي ولا أبيض وأسود، قلوبٌ توجهت كلها لله سبحانه وتعالى ترجوا مغفرة ورحمة.
المشاركون في تغطية الحج من مديري وكالات أنباء وصحفيين ومصورين شكروا وزارة الثقافة والإعلام ممثلةً بوكالتها للإعلام الخارجي على إتاحة الفرصة لهم في تغطية هذا الحدث الإسلامي العظيم، حيث قال الاستاذ خالد عليان نائب رئيس التلفزيون اليمني ومذيع في قناة اليمن الأولى
منذ ثلاث عشرة عام وقناة اليمن الأولى هي القناة الرسمية والام لكل القنوات الفضائية اليمينة لكن بعد الاحداث التي حدثت والتي لاتخفى على أحد واجتياح الحوثيين موقع القناة في صنعاء وسيطرتهم على كل وسائل الإعلام المختلفة انطلقنا نحن مجموعة من الإعلاميين الى الرياض ومن هنا بدأنا فكرة إعادة بث قناة اليمن الفضائية باللغة الشرعية لأن الرئيس اليمني المنتخب كان في الرياض
وبدأنا بث القناة منذ خمسة اشهر من العاصمة الرياض وكنا في البداية ثلاثة أشخاص رئيس القناة جاء من القاهرة وانا جئت من اليمن وشخص آخر مهتم في موضوع البلياوت الذي هو عملية البث وكان اطلاق القناة يحتاج الى مكتبة كبيرة ويحتاج الى موقع وموازنة تشغيلية وطاقم كبير لكن الرئيس الشرعي أراد ان تنطلق القناة بأي وسيلة .
وأضاف الأستاذ خالد "التقينا بوزارة الإعلام السعودي وطرحنا عليهم الفكرة وكم تمثل هذه القناة من أهمية عند الشعب اليمني وان لها صورة نمطية عند الناس منذ سنوات طويلة فمنها يتلقون الأخبار ومنها يعرفون حركة الدولة فرحبت وزارة الإعلام السعودي ودعمتنا ووفرت لنا الأستديو في قناة " عالي " واعتمدت رواتب الموظفين ومن ثم بدأنا منها واستعدنا بعض المواد التي لها علاقة بالقناة من الأرشيف الشخصي لنا ولان الحوثي مازال يبث منتجاتهم على نفس القناة في صنعاء فكان من المدهش اننا اعدنا هوية القناة بنفس الشعار وألالوان والخط وبنفس الهوية الصوتية
فعند انطلاق القناة الناس اندهشوا كيف اصبح هناك قناتين في اليمن لكن الجميل ان المذعيين هم من أبناء القناة فلم يتغير على الجمهور المتابع شي من ذلك استطاع الجمهور التمييز بين القناتين ،والأمر الاخر ان هؤلاء جاءو ليعبروا عن الشرعية المفقودة ويتحدثوا عن الانقلاب الذي حدث فشعر الناس أنهم انتصروا لأنهم توقعوا أننا نبث من اليمن وأن الإنتصار قد تم ولما علموا أننا نبث من مكان آخر باركوا لعملنا
ووضح خلال حديثه "قد اعتمدنا على على البرامج المباشرة في البداية لأنه كان لايوجد أرشيف فكان لابد أن نشغل الحيز الكبير المباشر فبادرنا بالعمل ست ساعات مباشرة وكان هناك مؤتمر في الرياض فتواجدت شخصيات يمينة كثيرة فكانت انطلاقة القناة بالإستفادة من هؤلاء الشخصيات ثم بعد ذلك بدأنا نكون شبكة المراسلة من داخل اليمن لينقلوا لنا الأحداث التي تحصل في الميدان وكنا حلقة الوصل بين المقاومة في الداخل والمملكة والدولة المتواجدة هنا وكانت القناة هي التي توصل رسالة الدولة الى الشعب
وعبر الأستاذ خالد خلال اللقاء "ان اليوم يصادف الذكرى المؤلمة والمؤسفة لسقوط العاصمة صنعاء واليمن بيد الميليشيات الحوثية في 21 سبتمبر من العام الماضي 2014 م مر العام وكأنه دهر وفي نفس اليوم الذي سقطت فيه الدولة والقناة غادرت انا القناة حيث كنت انا وبعض الزملاء في مبنى القناة المطل على جبل مرتفع وكان الحوثيين يقصفونا بقذائف الهاون كنا نشعر انه لاعودة والموت يستهدفنا لكن بفضل الله تمكنا من الخروج بشكل فردي وكان هناك مصابين وجاء الحوثي واحتلوا القناة لان سقوط القناة الرسمية يعني سقوط الدولة .تباعاً استطاع الحوثيون أن يدخلوا الى صنعاء ويحتلوا المعسكرات والأبنية الحكومية ويهددوا الناس ويفرضون عليهم نوع من القمع الفكري .فاليوم كثير من زملاءنا الإعلاميين اما معتقلين او مشردين في القرى والأرياف والحوثيون استهدفوا حتى الناشطون في الفيس بوك وفي صحافة المواطن فكل من كتب عنهم سوءً يعتقل ، وبعضهم أخذوهم دروع بشرية يضعونهم في المعسكرات حتى اذا جاء التحالف يقاتل يرى ان من يدافع عنهم هم من يقاتلوهم فلم يعد احد يستطيع ان ينتقدهم حتى في المواقع الاجتماعية الخاصة مثل الواتس اب وغيره
و ذكر خالد عليان "ان هذا الوضع في عدد من المناطق وخاصة العاصمة لانهم يرونها مركز لقوتهم ولايردون أي صوت فيها
وكان هناك كثير من المناطق تحت سيطرتهم لكن استطاعت قوات التحالف على رأسهم السعودية والإمارات تحرير ستة من المحافظات اغلبها في المنطقة الجنوبية ،وبقية المحافظات سيتم تحريرها تباعاً .
قناة اليمن شاركت في نقل الأحداث عبر شبكة من المراسلين الموجودين في عدن ومأرب وتعز التي تعرضت للقذف فالمراسلين ينقلو لنا الأحداث كل يوم عبر التقارير لكن لم يكن هناك بث مباشر حيث كان الحوثيون يمنعون الانترنت في بعض المناطق حتى يقطعوا سرعة وصول المعلومات
وقال "انا ذهبت في رحلة الى اليمن مع مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية وذهبت الى عدن عن طريق الطيران السعودي والقيت نظرة على الدمار الذي تسببت به الميليشية وهالني ماوجدت وقمت باعداد عدد من التقارير وهناك تقرير بث على عدد من القنوات العربية والأجنبية وهو تقرير الأسرى الأطفال حيث كان الأطفال مستضافين في احد المدارس وكانوا يقاتلون مع الحوثيين في عدن ومن المؤسف ان الأطفال مادون الخامسة عشرة عام وجاءو من دون علم اهاليهم فالحوثي كان يمنيهم بالسلاح والمال فالحوثي استغل فقر بعض الأسر وحاجتهم للسلاح والمال وكانوا يضعون الأطفال في مقدمة الجيش
،قطع السلاح الموجودة في اليمن ثلاثة أضعاف السكان انفسهم لان اليمنيون يعتبرون السلاح جزء من تقاليديهم فلا بيت يخلو من سلاح فالبيت المتوسط يمتلك أسلحة شخصية لكن الأسر والقبائل تمتلك السلاح الثقيل على مستوى مدرعات وقاذفات وراجمات صواريخ وقد حاولت هذه القبائل الدفاع ضد الحوثي لكن كان هناك تحالف بين الحوثي ورئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح حيث رتمكن من فتح المعسكرات الكبيرة التي تحوي اسلحه ثقيلة فأجبروا القبائل على الخضوع لهم.
كما لاحظت خلال الزيارة ان الحوثيين لم يكونوا يستهدفوا المعسكرات فقط وإنما أرادوا العقاب الجماعي للناس فضربوا خزانات المياه التي كانت تغطي ثلاث مديريات ودمروا الكثير من المعالم الحضارية
كما أضاف الأستاذ خالد " انه سابقاً عندما جاءت السفن المسلحة من إيران التي تم اكتشافها بعدما فرغت مابداخلها كانت تحت أسماء تجارية حتى تتمكن من الدخول، لم يكن احد يعلم لمن جاءت هذه السفن والقت الدولة القبض على من كان في السفن وكان هناك شكوك انها مع الحوثيين ، اول ماقام به الحوثيين بعد احتلال العاصمة هو تحرير هؤلاء المساجين وإعادتهم الى إيران لان الحوثيين هم الحاضنة للمشروع الإيران الكبير المتجه الى الخليج الفارسي .
وقد عبر خلال الحديث " نأمل ان تعود اليمن قريباً لكن هناك عدة خطوات يقوم بها التحالف فيضع بعين الإعتبار التفاعلات الدولية وأيضاً للأبرياء والسكان المحاصرين في عدد من المدن
اما عن بعثة الحج قال " جئت ممثلاً عن قناة اليمن ضمن كثير من الزملاء الإعلاميين القادمين في كثير من دول العالم
فمثل مايأتي الحجاج ويجتمعون في هذا المكان يصل عددهم الى الثلاثة ملايين يعتبر أيضاً ملتقى للإعلاميين يتبادلون فيه مايحدث في بلدانهم ،وكيف يتفاعلون معه ،وكيف يتعاملون مع القضايا الدولية الكبيرة ،ويتدارسون كيف يكونوا في المستقبل مجموعة عمل واحدة . وقمنا بزيارة لمصنع كسوة الكعبة وطباعة المصحف وكيف يتم الاهتمام بالحجاج ولاشي يأتي من فراغ هناك جهود ملموسه وليس من باب المدح او الشكر ولكن الاعتراف بجهودهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام وهذا الأمر متوارثينه كابراً عن كابر وليس من اليوم
كما عبر عن رأيه في خدمات وزارة الحج والإعلام خلال الأعوام السابقة واليوم فقال " فيما مضى كان السكان يسعون الى وفادة الحاج وكرمة وكان الكرم مقتصر على الطعام والشراب ومساعدة المسافرين فكان عدد الحجاج قليل ،أما اليوم في منطقة واحدة وحدود جغرافية ضيقة يوجد أكثر من مليوني حاج يحتاجون لخدمات متنوعة من طعام والشراب والخدمات العامة والأمن والصحة شي كبير جداً لايستطيع احد أن يتخيل ان دولة بسيطة يمكن ان ترعى هؤلاء ؟لكن الذي يحصل ان هؤلاء كلهم يمرون ويحجون ويطفون في وقت واحد وبلبس واحد وزمن واحد مع ذلك تحيطهم رعاية الله أولا ثم رعاية المملكة العربية السعودية برجال أمنها ورجال الصحة والإعلام والمتطوعين والخدمات المتنوعة من مساعده وإرشاد وفي الطرقات نجد من يقدم الطعام والشراب دون مقابل فهم يعتقدون انه جزء من واجبهم كمسلمين إتجاه إخوانهم .
وقد هنأ الأستاذ خالد المملكة بمناسبة اليوم الوطني السعودي " في هذه المناسبة السعيدة وقال : نهنئ خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده و ولي ولي عهده والشعب والحكومة بهذه المناسبة ،فالمملكة تغيرت لم تعد كما كانت في السابق او حتى في العام الماضي فالمملكة الأن هي عاصمة الحزم وإعادة الأمل والحلف العربي الكبير ،اليوم المملكة تقوم على اكثر من عشر دول عربية والعالم .
فقد إستطاعت الدبلوماسية السعودية والخليجية أن ترغم مجلس الأمن على إصدار قرار 22.16 القرار الأممي المشهور الذي لأول مرة يصدر في شأن القضية اليمينة وشأن إيران هذا شيء بارز تغيرت به ملامح المملكة ،وأصبح لها شأن والناس يعملون لها حساب عالمياً ودولياً والمملكة اليوم فتحت آفق جديدة (مركز الملك سلمان للإغاثة )سيعد من أكبر مراكز الإغاثة في العالم يقال الرجل بأمة وهذا الرجل فعلاً أعاد للعالم العربي كرامته.
نشكر الأستاذ خالد عليان على هذا اللقاء ونتمني له حج مبرور وسعي مشكور وكل عام واليمن والمملكة والأمة الإسلامية بأالف خير .