الرباط (إينا) - طالبت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، اليوم الثلاثاء، العالم الإسلامي باتخاذ موقف جماعي موحد، من دول أظهرت وجهـًا عنصريًا كريها، وتمييزًا غير أخلاقي في استقبال اللاجئين، وذلك بعد تقارير تحدثت عن لجوء مئات المهاجرين المسلمين إلى اعتناق المسيحية في كنائس أوروبية لتحسين فرص لجوئهم في الدول الأوروبية.
ودان مدير المنظمة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، في أول رد فعل إسلامي، "بشدة هذا التمييزَ العنصريَّ اللاأخلاقي الذي دفع بالدول التي تمارسه، إلى رفض استقبال لاجئين مسلمين".
وتابع "هؤلاء اللاجئون أبرياء يبحثون عن الملاذ الآمن والعيش بكرامة". مشيرا إلى أن "غالبيتـُهم من الشعب السوري الهارب من الحرب التي يشنها ضده نظام طائفي دموي مدعوم من قوى دولية وإقليمية وميليشيات إرهابية".
وقال لوكالة (إينا): "إن رفض بعض الدول الأوروبية استقبال لاجئين مسلمين، يعكس في الحقيقة، العنصرية َ تجاه المسلمين، والخوف من استقرار هؤلاء اللاجئين في تلك الدول، ما يشكل زيادة في عدد المسلمين فيها.. وهو الأمر الذي طالما تخوفت منه الأحزاب اليمينية التي كانت دائمًا من دعـاة الإسلاموفوبيا والمروجين لها في الغرب".
وانتقد التويجري "الدول التي عبرت عن موقفها العدائي الصريح تجاه الإسلام والمسلمين" وقال: إنها "لم تراع القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية وفي مقدمتها احترام كرامة الإنسان والحفاظ على حقوقه التي كفلتها له المواثيق الدولية، ولم تلتزم حتى بالتعاليم المسيحية باعتبار أنها دول ذات خلفية دينية، وإن ظهرت بالمظهر العلماني".
وأكد أن ما زاد أزمة اللاجئين السوريين استفحالا "رفضُ بعض الدول الأوروبية استقبال المسلمين منهم، لدوافع دينية متعصبة تتعارض مع القانون الدولي" وما يتعرضون له من مضايقات وصعوبات في الحصول على اللجوء السياسي طبقـًا لاتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951".
ودعا مدير الإيسيسكو المنظمات الإسلامية والعربية سواء أكانت حكومية أم أهلية إلى اتخاذ دور فاعل في الاتصال والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني في الدول الأوروبية، والتحرك من أجل "نشر ثقافة العدل والسلام، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات".
وتطرق التويجري إلى البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين الدائمين لمنظمة التعاون الإسلامي، وقال إنه "جاء في الوقت المناسب للتأكيد على ضرورة اتخاذ الموقف الإسلامي المنسجم مع أهداف المنظمة، والمعبر عن التضامن الإسلامي الذي هو القاعدة الصلبة للعمل الإسلامي المشترك"