امتنان :
للعاطفة التي جعلتنا نحن '
لأولئك الذين عرفنا بخيباتهم وجع السقوط
وحلاوة الوقوف بعد سقطة مُدوية ،
للذي عرفنا به شكل الحياة
وخُضنا بسببه في دروب لم نكن لنخضها أبداً '
تخبطنا إثره بين عوالمٍ عدة
وتعلمنا على يديه معنى أن تقدم نفساً أخرى على نفسك ،
وتعطي وأنت في عز الحاجة له ؛ حاجتك ،
عرفنا معه القنوط والنضال لأجل الربح الروحيّ '
اختبرنا التنازل لأجله في القناعات والمبادئ
لنحظى بلحظة خارج المألوف ..
للحظاتٍ عرفنا فيها أننا ضعفاء إرادة
لا نقوى مقاومة إغراءات الهوى
ورغباتنا فيه : كل العرفان '
للأوقات الحالكة التي أرغمتنا على فض الصمت
وتخطّي الكلام و الصوت لشكل آخر لا يعادل غيره قداسة
ننزف فيه نُثارات دواخلنا
" الكتابة "
للساعات المرّة التي مرت ببطئ وازددنا يقيناً فيها
أننا أهلٌ للصبر والجلد ،
للأرواح الدخيلة التي آمنت بجمال دواخلنا
واستجدت القرب ولكن لسذاجة الوفاء فينا صددنا عنها ،
للغائبين الذين امتهنّا بعدهم التعمق في أشباههم الأربعين
الذين علمونا اشكال الوجع الستة
" انتظار - سهر - أرق - كتابة - بكاء - عزلة "
كل الامتنان وإن طالت القائمة '
النوع من الامتنان الرفيع
الذي وإن غلبنا النُبل فينا
تظل الندوب إثرُهم تقطـر حد أن نسترجع بلذعتها كل الذي مضى
حد أن نصبح إثرها عصيين على النسيان أبداً ؛
فكل الامتنان يا هؤلاء .!
كل الامتنان لأننا عرفنا أننا نحن - نحن
وليس من شيءٍ آخرْ '
نحن الأوفياء حدّ الغلو
وليست من نَقلَة ..
كل المحاولات للانقلاب و الثأر و المُضيّ نتيجتها صفر !
وَ التذكر أمره محتومْ كـشهيق و زفرة
وَ التفاصيل بكل حلوها المُرّ فينا ؛ إرتكازٌ حقيقيّ '
أشبَهُ بموتٍ و حياة .