منذ أن خلقني الله أنثى
ونظرت للعين التي أزعجها مقدمِ فتاة
منذ أول حـقنة يتعادل إثرها دمي بدم أمي
منذ أول ثُقب نصِبوه في أذني بغية التفرقة
منذ أن أبصرُت النور و اخترقتني العواصف
منذ أن نضج و عيي و نضجت سلفاً بكياني
منذ النظرة الأولى المختلفه للحياة
منذ أن صفعتني عـنصرية الجنس
منذ أول ألم حقيقي يُباغتني كـنقلة نضج
منذ الفظاظة التي جرّحتني حينَ تعدّت أقدامي باب المسموح بخطوة
منذ الوقع الأول الكبير الذي دقّ باب قلبي ولم أفتح له
منذ الدعاء الذي أختبرت فيه حقيقة إهتماماتي
منذ الجرح الذي أخرسني و عرّفني بالعجز
حين لم أجد أية طريقة لمجابهته سوى أن أكتب
منذ أن نضجت ثمرة قلبي و عواطفي حد أن باتت عورة !
منذ أول نصٍ عارٍ من الكبرياء اضطررت أن أستُره باسم مستعار
خشية أن تنكشف عورة قلبي
منذ الصِبا واقترافات الأنام ..
عرفت لمَ أختار الله أسفل أقدامي [ جنّة ]
عرفت أنها طريق طويل محفوفٌ بالصعاب منتهاه نعيم
كهذا الذي يقبع تحت أقدامي ،
مسيرة الشتات والإجحاف التي جرّحتني
منتهاها شفاهٌ من صلب وجعي تُحيك كل جرحٍ
ورّثته المسيرة
بقُبلة عفيفة تُزهر في ثقوب عمري فخراً كلما لامستني شفاههم
بأنني أنثى .