فقدان الذات .

أصعب أنواع المرارات

هو الشعور بفقدان الذات

عِندها تُغلق الأبواب

وتُخنق الأنفاس

تَتحجّر الأصوات وينقطع الكلام

يَعمّ الظلام وتسودُّ السماء

أظلمت نجوم المَساء

وتغيرت الألوان

حتى التواريخ والشهور

و الأيام

حتى السعادات قد غادرت

الأرواح

ما الذي حدث هُنا ؟

أين الضحكات ؟

والأصوات التي ملأت المكان ؟

أين ذلكَ الضجيج الذي يزعجُ المار ؟

لمَ تشابهت الأشياء ؟

وأصبحت لاتملكُ الجمال !

إلى أين الفرار ؟

والعالم مخيف سوادٌ فِي سواد

والظلام يَعمّ المكان

أين تلكَ الصورة التي جَمعت

إبتساماتَ الأشخاص ؟

و السماء التي زاد جمالَها

نورُ تلكَ النجمات ؟

والحديقة التي أمتلأت

بِالإزهار؟

و زُرقةُ السماء ؟

وروعةُ صوتِ البحار ؟

أين رحلتُ أنا ؟

وإلى أين الوصال ؟

لم يعد هُنالك معنى لِلحياة

أصبحَت ظالمة مُظلمة مُخيفة

بَاهتة نتنة عَجوزٌ مَيتة جُثة هامدة

هِي تلكَ الحياة

عِندما تُغادر الأشواق

و تَتشبثُ بِها الأحزان

و تتساقطُ لِـ أجلها الأوراق

جف القلم وانسكبت الأحبار

ماتت الروح و غادرت الزمان

مات القلبُ و أعلن الفِرار ..




#هِند_محمّد | مكة المكرمة