وحين راوغ الفجر سطح منزلي
سقط من فاهِه عوداً خشبيا
التصق في يميني وشاء الصباحُ لَهُ أغنية !
شاء في كفية صوتاً لا يقارن بهدهدتي !
صوتي الذي يتماهى على جبين تلك الغابة !
التي رسخ في أشجارها لبنُ جدتي
وخشونة جدي !
رسخ فيها برقاً ومطراً ورمال التل تحت أوراقها
رسخ فيها أقدامنا حين سقطنا من فاه البالون
كانت جدتي تنتطِرنا كالثمار وتجمعُنا في قميصها
المزركش.
‘أنا لا أتذكر كيف كان حجم قدمي التي بحجم النمل
لا أعلم كيف التحف جسدي الصغير بقماشً من زخات المطر .
أيعقل قطراته كانت تسقي عيناي وترسم في يداي طيراً يشبهك !؟
أيعقل .. السماء حشرت في أناملي سحابً ينطق
بِاسمك !
هل العصفور رأى خطوتي حين عبرت .. ونمت ساقي وطالت يداي وركضت إلى حضن الصباح ؟
هل شاهد ذالك البائع أمي وهي تخض الحليب من صدرهُا وتطعمُني إياه !
هل مازال ذالك الرجل الذي قبل يداي وخبىء في جيبي نقوداً حين كنت مع والدي !
هل مازالت تلك العجوز مستلقيه على الدنيا !
لا أعلم من بقى على هذا العالم؟
لِأعزف ويستمع إلى الطفلة التي كَبُرَت
وطالت أشجارها وسقط رحيقها على ارضها القاحلة .
هل صدر لكِ كتاب !*