عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية اليوم اجتماعاً بمعالي وزير خارجية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير وذلك بمقر فرع الوزارة بجدة .
وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في العديد من المجالات، وذلك في إطار اللجنة السعودية - الألمانية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني ، والمزمع عقد دورتها التاسعة عشرة في شهر مارس القادم بالرياض.
وعقب الاجتماع عقد سمو وزير الخارجية مؤتمراً صحفياً مشتركا مع نظيره الألماني أكد خلاله أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل أسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب الذي وجد ملاذا آمنا يعبث في أراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره.
وقال سموه " نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا وفق ما نص عليه إعلان (جنيف1) ، كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به ، وأنه لا يمكن أن يكون جزءا من الحل باعتباره فاقد للشرعية".
وفيما يتعلق بالقضايا السياسية ، أوضح سموه أنه تم بحث مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية ، بما في ذلك جهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراق وسوريا، بوصف ذلك مسئولية دولية نشارك جميعا في تحملها، لدرء خطر الإرهاب الذي يهددنا ،ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل ضرورة محاربة الإرهاب في إستراتيجية شاملة أينما وجد ومهما كانت مبرراته أو التنظيمات والدول التي تقف وراءه، آملاً أن لا تكون جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة ، وضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام، حتى لو استغرق الأمر سنوات.
وأردف سموه قائلاً " لقد بحثنا في الاجتماع نتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة بالأمس وشاركت فيه المملكة وألمانيا، خصوصا وأن بلدينا من الدول الأعضاء في لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، وإذ تنوه المملكة بالمؤتمر وبجهود الشقيقة مصر وجميع الدول المشاركة فيه، إلا أننا نرى في نفس الوقت أن المجتمع الدولي دائما ما يتحمل أعباء هذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت إلى جانب الشعب الفلسطيني" .
وشدد على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة .
وأوضح سمو وزير الخارجية أن الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها مؤخراً، مبيناً أنه لابد من الإشارة إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية دون تغليب فئة على الأخرى .
ومضى سموه يقول " هذا الحل قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لذلك فإننا ندعو اليمنيين بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح ، وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لا تروم الخير لليمن ولا لشعبه ولا حتى للأمة العربية".من جانبه عبر معالي وزير خارجية ألمانيا الأتحادية فرانك فالتر شتاينماير عن شكره الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية على حسن الضيافة ,عاداً هذه الزيارة الأولى في منصبه كوزير خارجية ألمانيا للفترة الثانية .
وشدد معاليه خلال المؤتمر على عمق العلاقة التي تجمع بلاده بالمملكة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية وتكثيف التعاون في مختلف النواحي, مبيناً أن ألمانيا ستصبح في عام 2015م دولة الضيف في مهرجان الجنادرية , متطلعاً من هذه الفرصة لزيارة المملكة في هذا الوقت .
وقال معاليه " تم خلال المباحثات اليوم مناقشة الأوضاع في اليمن, وبفضل المملكة ومجلس التعاون الخليجي بدأ اليمن عملية تحول وهناك تقويض الآن لهذه العملية من قبل بعض القوى في اليمن مما يعرقل تشكيل حكومة جديدة في اليمن عمداً , مبيناً أن المحور الثاني في المباحثات كان الوضع في الشرق الأوسط في العراق وسوريا.
وأضاف " أن تنظيم ما يسمى داعش الإرهابي يهدد المنطقة ، ويشكل تهديداً للعالم مما يفرض ضرورة القيام بالعمل المشترك ضد التنظيم , مشيراً إلى أن المملكة تسهم في العمل العسكري من خلال الغارات الجوية, مؤكداً أن العمل العسكري ضروري من ناحية ولكنه ليس كافياً ولذلك لابد من بحث سبل كفيلة لإيجاد إستراتيجية سياسية مواكبة للعمل العسكري.
وتابع معاليه يقول " أجرينا هذه المباحثات اليوم حول التداعيات بالنسبة للسياسة الداخلية بالعراق ,وتحدثنا عن مواقفنا المتبادلة فيما يتعلق بإيران لتسهم بشكل بناء في مكافحة ما يسمى تنظيم داعش وما يجب اتخاذه إلى جانب الخيار العسكري والعمل السياسي مما يجب العمل في مجال الإغاثة الإنسانية وفيما يتعلق باللاجئين" .
وأضاف " نحن نرفض أي محاولة لخلق معادلة بين الإسلام وتنظيم ما يسمى داعش الإرهابي ، ونشكر من أوضحوا أنهم يرفضون أيدلوجيته وكل من يعمل في هذه الأعمال البشعة , مشيراً إلى أن هناك عدة مواضيع تم التطرق إليها في المباحثات مثل العمل المشترك الذي تم مناقشته أمس في مؤتمر إعادة بناء قطاع غزة .
وقال " نحن نسهم كل فيما يخصه في هذا الإطار ونتوقع في نفس الوقت أن يدوم ما يتم بناؤه الآن بعد الحرب الرابعة على غزة ولذلك لابد من أن ندعم مسارا معينا ألا وهو استثمار إعادة البناء ولكن في نفس الوقت وقف إطلاق النار بشكل مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى تتم العودة للمباحثات حول الدولتين". بعد ذلك أجاب سمو وزير الخارجية ومعالي وزير الخارجية الألماني على أسئلة الصحفيين , حيث قال سمو الأمير سعود الفيصل في إجابته على سؤال بشأن الاستياء من العمل ضد ما يسمى تنظيم " داعش " ، : في الواقع لا أعتقد أننا عبرنا عن استيائنا للعمل ضد " داعش " ولكن، اتفقنا انه يجب أن يكون هذا العمل يتم وفق إستراتجية واضحة ، وأهداف واضحة ، وإمكانيات مؤثرة، مشيراً سموه إلى أن العمل الجماعي ضد " داعش " ضروري، لأنه خطر يهم المجتمع الدولي وليس فقط العراق، خاصة فيما يتعلق بتواجد " داعش " في سوريا، التي تستخدم الأراضي السورية وكراً لها ، وتعتبرها مكاناً آمناً لها ، مؤكداً ضرورة أن يقترن العمل في العراق بالعمل في سوريا بهذا الخصوص.
من جهته قال الوزير الألماني : إن الغارات الجوية في العراق أوقفت الزحف الغازي لتنظيم ما يسمى بداعش ، وأرجو أن ينجح ذلك رغم الأخبار المتناقضة التي وردت بالأمس من سوريا ، بأن الموضوع ينفذ في ظروف أكثر تعقيداً ، بحسب ما رأيناه في الأسابيع الماضية أن " داعش " يشن عملياته من خلال المناطق المأهولة بالسكان ، مما يعني أن الغارات الجوية تنفذ بصعوبة للغاية حفاظاً على أرواح المدنيين .
وعن رؤية المملكة حول نظام بشار الأسد بعد تنظيم ما يسمى بداعش وهل ممكن أن تمتد ضربات التحالف الدولي لتطال النظام السوري ، وماهي المعايير في تصنيف المجموعات المقاتلة في سوريا ، وهل من الممكن تأهيل بعض منها إلى مجموعات معارضة معتدلة ، قال سمو وزير الخارجية : " في الواقع النظام السوري يدين نفسه ، لأن النظام الذي يقتل شعبه بدون هوادة وبدون أي رادع يبطل شرعيته ، كما فقدها نظام بشار الأسد من قبل، مؤكداً سموه ضرورة حماية الشعب السوري من الضربات المقيته التي يقوم بها الجيش النظامي.
وتابع سموه يقول : إن القوات السورية الموجودة مصيرها أن تتحد، ونحن نعتقد أنه من مصلحتها أن تسرع في هذا الاتحاد وفق ما نص عليه الميثاق الذي عقدوه بينهم ، موضحاً أن المعارضة للنظام هي لتوحيد سوريا وليس لتمزيقها وتفريقها ، ولحفظ كرامة الإنسان السوري، وليس لإهانته ، وهي ليست للانتقام ، ولكن لتضمن أن الإنسان السوري يعامل كأي إنسان آخر أياً كان مذهبه أو هويته، وبالتالي وفق هذا الطرح نحن نعتقد أن لا مجال لمن يرفض من الجهات المقاتلة في سوريا أن ينظم للجيش الحر ، لأن في وحدتهم زيادة في قدرتهم ، وتأثيرهم على الوضع في الأرض ، وذلك بزيادة إمكانياتهم ، وإذا ما استطاعوا أن يغيروا الوضع على الأرض ، استطاعوا أن يغيروا الوضع السياسي ، وينقذوا الدماء السوريةوعن انضمام إيران إلى المساعي الدولية ، أشار معالي وزير الخارجية الألماني إلى أن إيران خارج التعاون الأمني الإقليمي ، بسبب النزاع الإيراني المستمر منذ عشر سنوات حول التسلح النووي ، الذي يشكل تهديداً على أمن المنطقة بأسرها ، لافتاً الانتباه إلى أن إيران بحثت عن طرق خاصة بها لتوسيع تأثيرها في المنطقة ، وإذا نجحت المساعي الدولية في صد إيران من مواصلة التسلح النووي ، فإن ذلك يعدّ خطوة لرفع مستوى أمن المنطقة .
وأكد أن الجماعات الإٍرهابية مثل " داعش " تشكل تهديداً على أمن إيران ، آملاً أن تتصرف إيران برغبة أكثر مصداقية للتعاون مع المجتمع الدولي أكثر من الماضي ، ويجب على إيران أن تتخذ خطوات إستراتيجية في المستقبل القريب ، مفيداً أن الاتصالات التي جرت خلال الأسابيع الماضية أبرزت أن دول الخليج العربي مستعدة لبحث تصرف إيران المحتمل من أجل تعاوناً إيجابياً مع دول الجوار.
من جانبه أكد الأمير سعود الفيصل أن قيام إيران بدور في شؤون المنطقة يتوقف على إيران نفسها، وليس هناك أي تحفظ على إيران كوطن وكمواطنين، وإنما التحفظ على سياسة إيران في المنطقة، مشير سموه إلى أن كثيرا من النزاعات في المنطقة تكون إيران جزءاً من هذه المشكلة ، وليست جزءأ من الحل.
وأردف سمو قائلاً " في سوريا لدى إيران قوات تحارب سوريين، فكيف يكون ذلك من المعقول أن دولة خارجية تأتي حرب أهلية ، وتقف مع هذه الصفوف ، تحارب فئة من الشعب نفسه، مشيراً سموه إلى أن القوات الإيرانية قوة محتلة ، لأن النظام فقد شرعيته ، ولا يمكن أن يكون ممثلاً للشعب السوري الذي دعا القوات الإيرانية لتساعده،فجاءت بحكم إرادتها .
ومضى سموه يقول : " إذا أرادت إيران أن تسهم في حل المشاكل ، فعليها أن تسحب قواتها من سوريا، وهذا الأمر يسري على المواقع الأخرى التي تعمل فيها إيران سواء كان في اليمن ، أو في العراق، أو في أي مكان آخر ، وإذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل ، فأهلًا بها، ولكن إذا بقيت جزءاً من المشكلة ، فلا يمكنها أن تؤدي دوراً في المنطقة.
وفي سؤال عن دور المملكة في لم الشمل الليبي، قال سمو وزير الخارجية " إن لمّ الشمل الليبي يتوقف على الليبيين أنفسهم، وأنا أعتقد ما يحدث في ليبيا مأساة كبيرة ، وفوضى عارمة ، ونحن مستعدون كدولة عربية ضمن الدول العربية التي اتخذت قرارات في جامعة الدول العربية أن نسهم في الحل ".
وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في العديد من المجالات، وذلك في إطار اللجنة السعودية - الألمانية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني ، والمزمع عقد دورتها التاسعة عشرة في شهر مارس القادم بالرياض.
وعقب الاجتماع عقد سمو وزير الخارجية مؤتمراً صحفياً مشتركا مع نظيره الألماني أكد خلاله أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل أسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب الذي وجد ملاذا آمنا يعبث في أراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره.
وقال سموه " نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا وفق ما نص عليه إعلان (جنيف1) ، كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به ، وأنه لا يمكن أن يكون جزءا من الحل باعتباره فاقد للشرعية".
وفيما يتعلق بالقضايا السياسية ، أوضح سموه أنه تم بحث مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية ، بما في ذلك جهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراق وسوريا، بوصف ذلك مسئولية دولية نشارك جميعا في تحملها، لدرء خطر الإرهاب الذي يهددنا ،ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل ضرورة محاربة الإرهاب في إستراتيجية شاملة أينما وجد ومهما كانت مبرراته أو التنظيمات والدول التي تقف وراءه، آملاً أن لا تكون جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة ، وضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام، حتى لو استغرق الأمر سنوات.
وأردف سموه قائلاً " لقد بحثنا في الاجتماع نتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة بالأمس وشاركت فيه المملكة وألمانيا، خصوصا وأن بلدينا من الدول الأعضاء في لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، وإذ تنوه المملكة بالمؤتمر وبجهود الشقيقة مصر وجميع الدول المشاركة فيه، إلا أننا نرى في نفس الوقت أن المجتمع الدولي دائما ما يتحمل أعباء هذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت إلى جانب الشعب الفلسطيني" .
وشدد على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة .
وأوضح سمو وزير الخارجية أن الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها مؤخراً، مبيناً أنه لابد من الإشارة إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية دون تغليب فئة على الأخرى .
ومضى سموه يقول " هذا الحل قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لذلك فإننا ندعو اليمنيين بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح ، وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لا تروم الخير لليمن ولا لشعبه ولا حتى للأمة العربية".من جانبه عبر معالي وزير خارجية ألمانيا الأتحادية فرانك فالتر شتاينماير عن شكره الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية على حسن الضيافة ,عاداً هذه الزيارة الأولى في منصبه كوزير خارجية ألمانيا للفترة الثانية .
وشدد معاليه خلال المؤتمر على عمق العلاقة التي تجمع بلاده بالمملكة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية وتكثيف التعاون في مختلف النواحي, مبيناً أن ألمانيا ستصبح في عام 2015م دولة الضيف في مهرجان الجنادرية , متطلعاً من هذه الفرصة لزيارة المملكة في هذا الوقت .
وقال معاليه " تم خلال المباحثات اليوم مناقشة الأوضاع في اليمن, وبفضل المملكة ومجلس التعاون الخليجي بدأ اليمن عملية تحول وهناك تقويض الآن لهذه العملية من قبل بعض القوى في اليمن مما يعرقل تشكيل حكومة جديدة في اليمن عمداً , مبيناً أن المحور الثاني في المباحثات كان الوضع في الشرق الأوسط في العراق وسوريا.
وأضاف " أن تنظيم ما يسمى داعش الإرهابي يهدد المنطقة ، ويشكل تهديداً للعالم مما يفرض ضرورة القيام بالعمل المشترك ضد التنظيم , مشيراً إلى أن المملكة تسهم في العمل العسكري من خلال الغارات الجوية, مؤكداً أن العمل العسكري ضروري من ناحية ولكنه ليس كافياً ولذلك لابد من بحث سبل كفيلة لإيجاد إستراتيجية سياسية مواكبة للعمل العسكري.
وتابع معاليه يقول " أجرينا هذه المباحثات اليوم حول التداعيات بالنسبة للسياسة الداخلية بالعراق ,وتحدثنا عن مواقفنا المتبادلة فيما يتعلق بإيران لتسهم بشكل بناء في مكافحة ما يسمى تنظيم داعش وما يجب اتخاذه إلى جانب الخيار العسكري والعمل السياسي مما يجب العمل في مجال الإغاثة الإنسانية وفيما يتعلق باللاجئين" .
وأضاف " نحن نرفض أي محاولة لخلق معادلة بين الإسلام وتنظيم ما يسمى داعش الإرهابي ، ونشكر من أوضحوا أنهم يرفضون أيدلوجيته وكل من يعمل في هذه الأعمال البشعة , مشيراً إلى أن هناك عدة مواضيع تم التطرق إليها في المباحثات مثل العمل المشترك الذي تم مناقشته أمس في مؤتمر إعادة بناء قطاع غزة .
وقال " نحن نسهم كل فيما يخصه في هذا الإطار ونتوقع في نفس الوقت أن يدوم ما يتم بناؤه الآن بعد الحرب الرابعة على غزة ولذلك لابد من أن ندعم مسارا معينا ألا وهو استثمار إعادة البناء ولكن في نفس الوقت وقف إطلاق النار بشكل مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى تتم العودة للمباحثات حول الدولتين". بعد ذلك أجاب سمو وزير الخارجية ومعالي وزير الخارجية الألماني على أسئلة الصحفيين , حيث قال سمو الأمير سعود الفيصل في إجابته على سؤال بشأن الاستياء من العمل ضد ما يسمى تنظيم " داعش " ، : في الواقع لا أعتقد أننا عبرنا عن استيائنا للعمل ضد " داعش " ولكن، اتفقنا انه يجب أن يكون هذا العمل يتم وفق إستراتجية واضحة ، وأهداف واضحة ، وإمكانيات مؤثرة، مشيراً سموه إلى أن العمل الجماعي ضد " داعش " ضروري، لأنه خطر يهم المجتمع الدولي وليس فقط العراق، خاصة فيما يتعلق بتواجد " داعش " في سوريا، التي تستخدم الأراضي السورية وكراً لها ، وتعتبرها مكاناً آمناً لها ، مؤكداً ضرورة أن يقترن العمل في العراق بالعمل في سوريا بهذا الخصوص.
من جهته قال الوزير الألماني : إن الغارات الجوية في العراق أوقفت الزحف الغازي لتنظيم ما يسمى بداعش ، وأرجو أن ينجح ذلك رغم الأخبار المتناقضة التي وردت بالأمس من سوريا ، بأن الموضوع ينفذ في ظروف أكثر تعقيداً ، بحسب ما رأيناه في الأسابيع الماضية أن " داعش " يشن عملياته من خلال المناطق المأهولة بالسكان ، مما يعني أن الغارات الجوية تنفذ بصعوبة للغاية حفاظاً على أرواح المدنيين .
وعن رؤية المملكة حول نظام بشار الأسد بعد تنظيم ما يسمى بداعش وهل ممكن أن تمتد ضربات التحالف الدولي لتطال النظام السوري ، وماهي المعايير في تصنيف المجموعات المقاتلة في سوريا ، وهل من الممكن تأهيل بعض منها إلى مجموعات معارضة معتدلة ، قال سمو وزير الخارجية : " في الواقع النظام السوري يدين نفسه ، لأن النظام الذي يقتل شعبه بدون هوادة وبدون أي رادع يبطل شرعيته ، كما فقدها نظام بشار الأسد من قبل، مؤكداً سموه ضرورة حماية الشعب السوري من الضربات المقيته التي يقوم بها الجيش النظامي.
وتابع سموه يقول : إن القوات السورية الموجودة مصيرها أن تتحد، ونحن نعتقد أنه من مصلحتها أن تسرع في هذا الاتحاد وفق ما نص عليه الميثاق الذي عقدوه بينهم ، موضحاً أن المعارضة للنظام هي لتوحيد سوريا وليس لتمزيقها وتفريقها ، ولحفظ كرامة الإنسان السوري، وليس لإهانته ، وهي ليست للانتقام ، ولكن لتضمن أن الإنسان السوري يعامل كأي إنسان آخر أياً كان مذهبه أو هويته، وبالتالي وفق هذا الطرح نحن نعتقد أن لا مجال لمن يرفض من الجهات المقاتلة في سوريا أن ينظم للجيش الحر ، لأن في وحدتهم زيادة في قدرتهم ، وتأثيرهم على الوضع في الأرض ، وذلك بزيادة إمكانياتهم ، وإذا ما استطاعوا أن يغيروا الوضع على الأرض ، استطاعوا أن يغيروا الوضع السياسي ، وينقذوا الدماء السوريةوعن انضمام إيران إلى المساعي الدولية ، أشار معالي وزير الخارجية الألماني إلى أن إيران خارج التعاون الأمني الإقليمي ، بسبب النزاع الإيراني المستمر منذ عشر سنوات حول التسلح النووي ، الذي يشكل تهديداً على أمن المنطقة بأسرها ، لافتاً الانتباه إلى أن إيران بحثت عن طرق خاصة بها لتوسيع تأثيرها في المنطقة ، وإذا نجحت المساعي الدولية في صد إيران من مواصلة التسلح النووي ، فإن ذلك يعدّ خطوة لرفع مستوى أمن المنطقة .
وأكد أن الجماعات الإٍرهابية مثل " داعش " تشكل تهديداً على أمن إيران ، آملاً أن تتصرف إيران برغبة أكثر مصداقية للتعاون مع المجتمع الدولي أكثر من الماضي ، ويجب على إيران أن تتخذ خطوات إستراتيجية في المستقبل القريب ، مفيداً أن الاتصالات التي جرت خلال الأسابيع الماضية أبرزت أن دول الخليج العربي مستعدة لبحث تصرف إيران المحتمل من أجل تعاوناً إيجابياً مع دول الجوار.
من جانبه أكد الأمير سعود الفيصل أن قيام إيران بدور في شؤون المنطقة يتوقف على إيران نفسها، وليس هناك أي تحفظ على إيران كوطن وكمواطنين، وإنما التحفظ على سياسة إيران في المنطقة، مشير سموه إلى أن كثيرا من النزاعات في المنطقة تكون إيران جزءاً من هذه المشكلة ، وليست جزءأ من الحل.
وأردف سمو قائلاً " في سوريا لدى إيران قوات تحارب سوريين، فكيف يكون ذلك من المعقول أن دولة خارجية تأتي حرب أهلية ، وتقف مع هذه الصفوف ، تحارب فئة من الشعب نفسه، مشيراً سموه إلى أن القوات الإيرانية قوة محتلة ، لأن النظام فقد شرعيته ، ولا يمكن أن يكون ممثلاً للشعب السوري الذي دعا القوات الإيرانية لتساعده،فجاءت بحكم إرادتها .
ومضى سموه يقول : " إذا أرادت إيران أن تسهم في حل المشاكل ، فعليها أن تسحب قواتها من سوريا، وهذا الأمر يسري على المواقع الأخرى التي تعمل فيها إيران سواء كان في اليمن ، أو في العراق، أو في أي مكان آخر ، وإذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل ، فأهلًا بها، ولكن إذا بقيت جزءاً من المشكلة ، فلا يمكنها أن تؤدي دوراً في المنطقة.
وفي سؤال عن دور المملكة في لم الشمل الليبي، قال سمو وزير الخارجية " إن لمّ الشمل الليبي يتوقف على الليبيين أنفسهم، وأنا أعتقد ما يحدث في ليبيا مأساة كبيرة ، وفوضى عارمة ، ونحن مستعدون كدولة عربية ضمن الدول العربية التي اتخذت قرارات في جامعة الدول العربية أن نسهم في الحل ".