إن الفن هو روح العالم وقوته والإنسان الفطن يكتشفه في ذاته ليحقق لها به مكانة تستحقها ولا يقتصر مفهومه على الرسم أو التصوير أو الكتابة.. بل إن هناك ما يترجمه ويرسمه بشكل متقن يجعل أحداث العالم مرئية لتحدث وقع أكبر من خلال اجتماع الصوت والصورة ومقاطع الفيديو في آن واحد , ونحن نجد الكثير ممن يزاولون هذا الفن "الإنتاج" ولكن القليل ممن لهم التأثير والتميز والإحسان في تقديم ما ينتجونه
لذلك أحبت صحيفة نبراس تسليط الضوء على المنتجة المبدعة روابي عبدالله الدوسري ، جامعية تبلغ من العمر 21عام ، من محافظة الأفلاج التابعة لمدينة الرياض ، مُنتجة أفلام قصيرة ، مشاركة في مؤتمرات علمية لجامعة سطام بن عبد العزيز،
حاصلة على المركز الأول على مستوى محافظة الأفلاج في مسابقة عاصفة الحزم لجميعة بشرى الخيرية
بداية عرفتنا أسرار بفنها الذي تعمله قائلة:
أنه لها في مجال المنتجة والتصميم لـإظهار المادة الصوتية أو النصية بشكل مرئي يليق بها.
بما أن لكل شخص بداية في رحلة أعماله واكتشاف قدراته الخاصة في أمر ما , فمتى كانت هي بداية روابي؟
منذ المرحلة المتوسطة تقريباً، اتخذته وسيط لإيصال رسائلنا الدعويّة في مصلى المدرسة حتى تخرّجت، بدايةً كُنت على ظن أنهُ حب وشغف مؤقت وسينقطع! لكن مع المُمارسة رأيت نفسي في هذا المجال وكل ما يتعلق به وتفاصيله، وتأكدت أنه ليس هواية بقدر ما هو شغف وحُب متواصل يؤدي لسلسلة من الإنجازات .
وفي سؤالنا عن كيفية مجيء الفكرة لجعله مجال استثماري خاص بها أجابت :
ابتسم كلما تذكرت الفكرة وأوضحت أنها كانت بمنزل عائلة أمها في إجازة الثانوي والدخول للجامعة وقد حدث أمطار وسيول أغلقت المزرعة مما لم يسمح لها العودة لمنزل عائلتها الذي يتواجد فيه الجميع عداها فهي في بيت خالها وفي وقت ضيقتها الشديدة تحاورن مع بنات خالها فيما يخص المونتاج لعلهن ينسينها الأمر دون فائدة تذكر وقد طرحن عليها فكرة عمل حساب خاص تستقبل في طلبات المونتاج مقابل مبلغ وقدره ولكنها لم تعر الموضوع أي اهتمام , وحين هدأت الأمور وعادت لمنزلها أصبحت تفكر بالأمر بكثرة حتى أصبح مشروع على أرض الواقع لأنها حاولت وبادرت ووجدت أنها نجحت كما ذكرت أن السيول والأمطار بذلك اليوم كان لها خيره بالإضافة لأن بنات خالها كلما اجتمعت معهن ومع العائلة وتحدثن عن إنجازاتها قالوا : كان لنا الفضل بعد الله بسبب نجاحك كمداعبة لها.
وفي ظل التشجيع والدعم الذي هو أساس لكل موهبة ولكل خطوة صغيرة يخطوها الإنسان عللت أنه :
بعد فضل ربّها أولاً، ثم:
عزيمتها - إرادتها - نفسها
والأكيد ثناء الأصدقاء ️.
وعن مدى أهمية هذا الفن وهل يجد التقدير في الوطن العربي خصوصا عقبت :
أعتبره جزء من يومي..
ومن المؤكد هو مجال واسع وله مساراته ومحاوره والإعلام بكامله يحتاج لهذا المجال وبشدّة ..
وأفصحت فيما يخص البرامج التي تستخدمها في المونتاج :
كثيرة: بروشو - اي موفي - موشن - وحاليًا تقوم تجربة الأفتر أفكت والسوني فيغاس .
وفي سؤالنا عن هل سبق وتم عمل لقاءات معك سواء تلفزيونية او غير ذلك أظهرت :
تم استضافتها هاتفيًا عبر برنامج بوح البنات في قناة المجد قبل سنتين تقريباً.
وأيضًا تم استضافتها في مدرسة صفيّه بنت حُييّ التابعة للحرس الوطني بالريّاض - الصف 3ث كان لديهم مشروع لمادّة عن "الطفرة الإلكترونية" وكان أسمها ضمن الشخصيّات المؤثرة في الإعلام – وأشارت :كان لقاء خفيف مع أرواح جميلة جداً.
وكشفت لنا عن مؤسستها موڤيك :
مؤسسة موڤيك فكَرة راودتها من فترة طويلة ولكنها أجلتها إلى الوقت المناسب، والحمدلله جاء الوقت هذا ,وتم افتتاحها بتشجيع فريق العمل، وعبرت هي: عبارة عن مؤسسة إعلاميّة عبر السوشيال ميديا فقط وتطمح جداً أن تكون يومًا شيء ملموس على أرض الواقع، تحتوي محاور كثيرة تخصّ مجال الإنتاج أو الإعلام بشكل عام ، مثل: الكتابة سوءاً كانت خواطر أو تقارير، كتابة قصيد، إلقاء بصوت رجل وفتاة وطفلة أيضا، تصوير"قيد الإنشاء"، إنشاد، تصميم فتشوب بالإضافة إلى المونتاج، فريق عمل المؤسسة فريق أحسنت باختيارهم وكُلها ثقة إن كان للمؤسسة نجاح فيما بعد فهُم السبب بعد الله، فريق جميل مُبدعين وتحبهم جداً.
وأشادت في سؤالنا عن هل قامت بعمل دورات تدريبية وإن كان لا, ألا تفتكر بذلك؟
أنه طُلب منّها هُنا في محافظتها"الأفلاج", لجمعية بشرى وأيضًا لجامعة سطام بن عبدالعزيز، والسبب الأول برفضها أن البرامج التي تعمل عليها تابعه لنظام الأبل فاحتمالية الانضمام للدورة جداً ضئيلة وهذا سيكون سبب كبير لعدم نجاحها، ولكن لعلّ فيما بعد نعمل على إستبيان لنرى نسبة المُنضمين بإذن الله والعاملين على نِظام الأبل.
روابي عبدالله تجد نفسها متقنه لفنون ومواهب أخرى؟
لا تقول مُتقِنه إتقان تام، لكن ترى أنّها إن خاضت كل مسارات الإنتاج من كتابة سيناريو - إخراج - حِوار - ستنجح بإذن الله.
وفي استفسارنا عما إن كان لهذا الفن تأثير بحياة الأفراد شددت:
بالتأكيد لكل فن أو هواية تأثير على الفرد خصوصًا في تنظيم وقتَه وبرأيها سيكون نظامها أكثر، ومُحب للإنجاز وكاره للفراغ ولِكلمة "ملل" في قاموسه.
وأيضًا سيرى تفريغ طاقته وطاقة شعور في مجاله سيرى كيف يُعبر عن ذاته بداخل فنّه .
لابد من الإلهام بين حين وآخر ليظهر العمل بأجمل صورة من أين يأتي الإلهام غالبا بمونتاجات روابي وهل تصمميها بذوقك الخاص أم بذوق من يطلب منك:
في نطاق عملها لا تحب التقييّد، ولا تحب أن يطلب منها أحد عمل ويكون مقيّد لها فيه من الألف إلى الياء، بل تحب إعطاءها المجال لتبدع، تفكّر، تصور السيناريو ببالها وتحوّل الإيحاء لفكرة واقعيّه ترضيها قبل أن ترضي الطالب لهذا العمل..
لكل منا أشخاص يميلون لمجالهم الذي يتشاركون فيه من هم الأشخاص الذين تميلين لمونتاجاتهم غالبا وتستمدين منهم الأفكار الايجابية وتحبين ما ينتجونه :
أسماء كثيرة من المبدعين تخشى أن تنسى أحدًا سهواً.. " شغاف الروح - كايد الشوق - سارة خالد - سارة صالح - ندى مفلح - الجوري عبدالله - رغد ناصر - افنان عبدالله - والكثير الكثير..
وبالنسبة للمواقع المستخدمة من قبل المنتجة الرائعة روابي قالت :
اليوتيوب - فيمو
أما فيما يخص الخلفيات الصوتية هل تأتيها غالبا جاهزة أم يطلب منها أحيانا أن تقوم بذلك بأنه :
سابقًا تأتيها جاهزة أو تكون وسيط بين من يطلب المونتاج وبين الملقي، لكن حاليًا توفّرت هذه الخدمة في مؤسسة موڤيك وأصبح الإلقاء يُطلب منّهم بشكل مباشر.
وفي كيفية طريقتها لاستقبال الطلبات أكدت:
في الغالب تمشي على خطط خاصة في مجال عملها.
أما عن سر النجاح المبهر لروابي رغم وجود العديد من المونتاجات للفيديو أمثالها شكرت فرحة:
بالتأكيد من الله، ثمّ إنّ بالقلب دعوة في ظهر الغيب لكل من يُحب نجاحي ويُحب أعمالي وينشرها ويسَعدُ لي ويدعمني بعلمي أم دون علمي، حقيقةً من يُحب شيئًا من أعمالي أشعرُ بأنهُ يحبني ذاتي.
ووجهت كلمتها للمنتجين بهذا العالم ولكل صاحب الهام يخشى أن يبرزه :
قد تكون هُناك نبةً خضراء أُنبتت في صحراء قاحلة أو بين الصخور، نبته خضراء تُعطينا رسالة أن لا مانع أن يُخلَق النجاح في الظروف الصعبة في البيئة الغير مُناسبة! أنّ النجاح يحتاج لـإرادة لعزيمة لمُبادرة، لا تخشى شيئًا ولا تنتظر كفّ أحدٍ أن يكون سنداً لك، كُن لنفسك وفتّش في ذاتك ستجدُ مجالك وفي أين ستكون، صافح ذاتك وصافح الحياة حينها ستجدُ النجاح .
وختمت اللقاء بشكرها لصحيفة نبراس وتمنياتها لها بالنجاح الدائم والإنجاز الكبير وتتمنى حقيقة أنها قد قدّمت أثرا طيّب فيها.
بعض مونتاجات المنتجة المتألقة روابي عبد الله
- علمتني الأشواق | كلمات فاروق جويدة
- إحفظو هُوّيتكم | كلمات رؤى الصاعدي