سلط تقرير نشرته مجلة "تايم" الضوء على قضية حظر الدنمارك "للحوم الحلال"، حيث أصدرت وزارة الغذاء والتجارة في الدولة الأوروبية قراراً في فبراير/ شباط من العام الماضي يمنع ذبح الحيوانات وفق "الطقوس الدينية" ويشترط صعقها أولا حتى يكون الحيوان فاقدا للوعي خلال عملية الذبح، فيما أثار القرار سخطا واسعا بين الأقليات الدينية المسلمة واليهودية على أساس أنه ينتهك "الحريات الدينية".
ومن المعلوم أن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها في الذبح الحلال منها على سبيل الإيجاز وليس التفصيل:
1- أن يكون من يقوم بعملية الذبح مسلما أو من أهل الكتاب (اليهود والنصارى)، فضلا عن كونه عاقلا مدركا لما يفعل.
2- أن تكون أداة الذبح حادة وقاطعة وتستخدم عند الودجين بحيث تنتهي عملية الذبح سريعا لتخفيف الألم على الحيوان.
3- ذكر اسم الله جل وعلا قبل بدء الذبح.
وانتقد التقرير قرار الدنمارك في ثلاثة أمور:
أولا: أن عملية الصعق نفسها مؤلمة للحيوان، ويظل الحيوان يتألم حتى يفقد الوعي تماما، كما أن تعرض الحيوان لشحنة كهربائية زائدة قد يتسبب بموته مما يجعله غير صالح للأكل حيث يحرم الدين الإسلامي أكل لحوم الحيوانات الميتة.
ثانيا: إن القرار يتجاهل بقية أركان تربية ومعاملة الحيوان طوال حياته ويركز فقط على أسلوب الذبح، فالدين الإسلامي يولي أهمية كبيرة للرفق والرحمة بالحيوان، ومن يخالف ذلك له عقاب أليم عند الله، على الجانب الآخر لا تتم مراعاة هذا العامل في بعض مذابح الدانمارك.
ففي بعض هذه المذابح يمكن رؤية الدواجن وهي تنقر هياكل الطيور المذبوحة أمامها بل وتأكل فضلاتها، كما يتم معاملة الحيوانات بأسلوب خال من الشفقة لأن العاملين ينظرون إليها على أنها مجرد سلعة وليست كائنا حيا له حقوق.
ثالثا: إن الدين الإسلامي يشترط أن يكون الطعام "طيبا" وهو ما لا يتوفر في عمليات تصنيع اللحوم في الدنمارك، وأكبر دليل على ذلك هو أسلوب معاملة وتغذية الحيوانات، فالصناعة تعجز عن إدراك قدرة الله في جميع خلقه وحمده على هذه النعم التي منحها للإنسان، وتنزع الجانب الروحاني من عملية الذبح حيث يضحي الحيوان بحياته من أجل استمرار حياة الإنسان.
وأخيرا أكد التقرير أن الحكومة الدنماركية أغفلت كل هذه العوامل، وليس من المنطق أن تنتهك الحريات الدينية للأقليات، كما أن الحظر أخفق في تقديم البدائل المنطقية لهذه الطوائف من المجتمع الدنماركي وكأنها ليست جزءا منه.