أشرقت شمس المدينة و داعبت عينيها الصغيرة
تحركت لترى ما حولها و اذا بها تجد مناظر يقشعر
جسدها منه و يرتجف قلبها من سوء المنظر .
و هي أبنة التاسعة ترى أم صديقها متوفاه فأخذت تطبطب على ظهره لعلها تخفف من حزن قلبه .
ترى لعبتها المفضلة ممزقة .. تملؤها الدماء المبعثرة
ثم تبحث عمن يأخذ بيديها الصغيرتين و يتحدث لها
ويطمنئها أن كل شي سيزول بالغد ، و أنها ستنصت الى حكايا أمها لتنام بهدوء* و عندما تستيقظ ستذهب برفقة أبيها الى المدرسة ، تلك أحلامها التي هدرت و ذهبت كسراب .
طفلة في التاسعة لا تفكر في عروستها الجديدة أو هديتها عندما تحضر شهادتها لا هي تفكر في الأمان الضائع فمن سيحميها ، و من سيعيد إبتسامتها الممتلئة بالبهجة ؟!
حينما تعود الى واقعها تنظر الى عين الغريب بإبتسامة صفراء لعله يشفق على طفولتها المهدورة ، لعله يحقق أحلامها ..
لم تدرك أن بعد تلك النظرات البريئة سيطلق عليها النار
و سيتمزق جسدها الصغير الى أوصال متناثرة لتذهب شهيدة الى خالقها ..
ويبقى السؤال هنا : أين حقوق الانسان التي يتحدثون عنها البشر من أحلام تلك الطفلة ؟!