"افهموا لغتي" مشروع وطني يتيح للناطقين تجربة لغة الإشارة

تجاوزت نسبة الصم في المملكة (5%) من إجمالي عدد السكان، وباتت الحاجة ملحة لتبني مشاريع وطنيّة تهدف إلى دمج تلك الفئة مع سائر شرائح المجتمع لتحقيق الاستفادة القصوى من طاقاتها الكامنة، ولإيجاد بيئة ملائمة تكفل للمواطنين الصم كافّة حقوقهم الوطنيّة بوصفهم جزءاً رئيساً لا يتجزأ من جسد المجتمع السعودي.

ومن أبرز العوائق التي تشكل عقبة أمام فئة الصم بالمملكة هي عدم إلمام الناطقين في المملكة باللغة المخصصة للصم، ما يستدعي وجود مترجم يحقق مبدأ التواصل بين الطرفين، ويرى العديد من الصم بأن مرافقة المترجم لهم طيلة اليوم أمر يصعب مناله، وإن حدث فإن ذلك يعد مزعجاً ويفقدهم جانب الخصوصية في حياتهم الشخصية.

من هذا المنطلق، أنشأ نخبة من المتخصصين في لغة الإشارة موقع "افهموا لغتي" إلكتروني وهو موقع غير ربحي يهدف إلى تعليم الناطقين بأساسيّات اللغة التي يتعامل بها الصم حاملاً عنوان (test4all.net)، ليفتح المجال أمام تجربة جديدة تسعى إلى تخفيف معاناة الصم بالمملكة، وكسر حدة العزلة التي يشعرون بها.

من جانبه، أوضح خبير لغة الإشارة والمشرف على برنامج "افهموا لغتي" الأستاذ بندر العمري أن فكرة المشروع الخيري أتت بناءً على الحاجة الماسة التي يفرضها واقع فئة الصم في السعودية، مشيراً إلى أن تلك الفئة تعاني من قلّة أعداد الناطقين القادرين على التعامل معهم وفهم احتياجاتهم.

وقال العمري: يهدف برنامج "افهموا لغتي" إلى الوصول لمليون مواطن ناطق يدرك لغة الإشارة، فالوعي بأهمية هذه اللغة والاتجاه نحو تعلمها دلالة على ثقافة المجتمع واهتمامه بكافة شرائحه، والبرنامج وُضع بعناية ودقة ليتماشى
مع أحدث أساليب التعليم المتبعة عالمياً، ويتخذ من مبدأ المشاركة والتكامل ركيزة أساسية لإيصال تلك اللغة إلى أكبر عدد من الناطقين في المملكة.