• ×

قائمة

Rss قاريء

الكاتبة والشاعرة المعروفة هيفاء فقيه في استضافة " نبراس"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
مرام ميشه / نبراس - جدة 
ضيفتنا اليوم من العاصمة الرياض ، فاح عطر شذاها عبر الآفاق ، حيث اشتهرت بكتابة الروايات والمجموعات القصصية وتميزت بالشعر الغزلي ، وأثبتت وجودها بمعارض الكتاب بمشاركاتها ومؤلفاتها المميزة . كما أنها برعت في مجال عملها الوظيفي كمعلمة تربية خاصة حيث مزجت بين إحساسها المرهف وحبها لهذا التخصص الذي يهتم بهذه الفئة الغالية على المجتمع فأصبحت من المعلمات البارزات في هذا المجال .

نبراس تتشرف اليوم باستضافة الكاتبة والشاعرة هيفاء فقيه .

أستاذة هيفاء نرحب بك ونتشرف باستضافتك اليوم .
كتبتِ عن نفسك أستاذتي فقلتِ :
( هيفاء فقيه كاتبة غالباً وشاعرة أحياناً ومعلمة تربية خاصة دائماً )
حدثينا عن كل جزئية بالتفصيل .

أهلاً وسهلاً بكم وبقراء الصحيفة الأعزاء .
1- ( كاتبة )
حين أعرف عن نفسي ككاتبة غالباً وشاعرة أحياناً ومعلمة تربية خاصة دائماً فأنا أعني أن الكتابة حالة تتلبسني حين أكون في مزاج قادر على الكتابة فالكتابة نوع من أنواع الإلهام والوحي الفكري ، فلا يمكن أن أكتب طوال اليوم فالموهبة أو المَلكة أياً كانت نوعها لاتظهر غالباً إلا عند اختلاء الفرد بنفسه ولا أعني بذلك أن يكون الكاتب أو الرسام أو أي فنان يملك موهبةً بمعزلٍ عن الناس فقد يرسم الرسام ويكتب الكاتب وسط ضجيج الناس، فأنا أقصد بالاختلاء بالنفس يعني الانغماس وسط الذات حتى و لو كان الإنسان وسط ضجيج الحياة.
أما الشعر فهو حالة تلبس تعتريني من حينٍ لآخر وربما تتباعد حالات التلبس هذه ولا تأتيني سوى مرةً بالعام لذا فالشعر شرف لا أدعيه ولا أحب أن أصنف ضمن الشعراء فالشعر بحرٌ لا أجيد العوم به ولكني أجد نفسي تتوق إلى كتابة بعض الكلمات المتراصة التي أسميها مجازاً شعراً.
وبالنسبة للشق الأخير من تعريفي لنفسي كمعلمة تربية خاصة دائماً فهذا هو عملي اليومي الذي أكتسب منه عيشي وآمل ألايكون هذا العمل مجرد كسب رزق بل أن يتعداه لآفاق أوسع حيث أن مجال عملي يُعنى بالفئات الخاصة التي لايلتفت لها البعض من الناس، وحين إتجهت لهذا المجال أردت أن أقدم شيئا ما لأخدم بها هذه الفئات وأساعدهم ولا أكتفي فقط بالشفقة عليهم بل أن أعطيهم من وقتي وجهدي وعمري شيئاً ذا قيمة وآمل أن أكون وفقت في هذا المجال.
-بداية انطلاقتك في الكتابة متى كانت؟
بداية انطلاقتي للكتابة منذ مراهقتي المبكرة ولا أعرف على وجه التحديد متى بدأت معي فلا يُسأل الإنسان متى بدأ بالكلام؟ أو متى بدأ بالمشي؟ فالكتابة لازمتني ولزمتني منذ طفولتي لكنها لم تظهر لدي إلا حين بلغت سن الكتابة.
- أنواع كتاباتك ماهي وأعطينا نبذة عن مؤلفاتك
أنا أكتب الشعر الغزلي بالفصحى والنبطي ولافرق عندي في المجالين وإن كنت أفضل قليلاً الكتابة بالفضحى ولي ديوانَي شعر .. الأول بعنوان (( ذكرى الفراق )) باللهجة النبطية والآخر بعنوان (( متى ألقاك)) بالفصحى ، كما أن لي رواية بعنوان (( لسه فاكر)) ومجموعة قصصية بعنوان ((نساء فوق سن الحب)) .
روايتي ((لسه فاكر ))كانت تتحدث عن فتاةٍ في سن المراهقة وتتابعت أحداثها حتى كبرت وحاولت في هذه الراوية أن أرصد حياة فتاة معاصرة تمر بكل ماتمر به الفتاة في سنها من تقلبات مشاعر وعاطفة ، أما بالنسبة لمجموعتي القصصية الأخرى ((نساء فوق سن الحب) ) فهي تحكي عن خمس نساء من مجتمعات وطبقات مختلفة لايجمع بينهن سوى أنهن فوق سن الأربعين في السن الذي يظن البعض منا أنه سن توقف العاطفة والاحتياج ونكتشف في نهاية كل قصة من هذه القصص الخمس أنه لاسن فوق الحب ولا تاريخ صلاحية للحب فالحب حاجة فطرية ولربما زادت حاجتنا لجرعات منه مضاعفة كلما كبرنا في السن.
- لمن ومتى تكتبين؟
أكتب لذاتي قبل كل شيء وأكتب للتخفيف من زخم مشاعري التي تعتلج في صدري ولايهمني أي فئة عمرية تقرأ لي فالكتابة الأدبية لاتصنف بالأعمار ولابالطبقات الاجتماعية، فالكتابة الأدبية كالطعام الموضوع على مائدة قد تمتد له جميع الأيدي وقد يستسيغه البعض ويجده شهياً ، والبعض الآخر يتجرعه و لايكاد يسيغه ، والبعض لايفكر حتى أن يمد يده ويتناوله كتاباتي كصنف من الطعام الموضوع على مائدة الأدب الزاخرة بالأطعمة الفكرية المتنوعة وهو بمتناول الكل. أما بالنسبة متى أكتب؟ فالكتابة كما قلت سابقاً حالة من التلبس تأتيني حين اختلي بذاتي وانغمس في مشاعري وانفصل عن الواقع حينها امتطي صهوة قلمي وأدع له العنان ليأخذني إلى بساتين الفكر والأدب وغالباً ما أكتب بالليل حين تنام هيفاء الإنسانة العادية وتستيقظ هيفاء الكاتبة، فالليل يلهمني كثيراً وحين يشتد ظلامه يسطع قلمي كالقمر المنير، فقلمي مشكاة لاتنير إلا بالدجى .
- رأيك في معارض الكتاب وهل شاركت بها؟
معارض الكتاب ليست وليدة عصرنا بل هي قديمة في تراثنا ، فمعارض الكتاب ماهي إلا الإصدار الحديث من سوق عكاظ ، وهي مهرجان الثقافة والعلم حيث يعرض كل صاحب بضاعة فكرية وأدبيه بضاعته .
ومعارض الكتاب هي من أرقى وأسمى المهرجانات الأدبية ، فهي تضع بين يدي القاريء العديد من الاختيارات وكأنها منابيع متنوعة من الثقافة والأدب يحضر لها القاريء لينهل من ماء الثقافة كيفما يشاء فمعارض الكتاب بالنسبة للكاتب هي حفل تتويج كتبه وزفها إلى جمهور القراء
ولقد كان لي شرف الاشتراك بمعارض الكتاب في الرياض لمدة أربع سنوات متتالية ، وآمل أن لاتنقطع مشاركتي بها طالما أن لي كتب تطرح في الأسواق .

2- ( شاعرة )
- إلى أي مدارس الشعر تنتمين ؟
قرأت في بدايتي لفاروق جويدة ونزار قباني وبدر شاكر السياب وتأثرت كثيرا بفاروق جويدة ونزار قباني لكني مع مرور الوقت بدأت أشق طريقي في الكتابة بعيداً عن أي تأثير حتى أضع بصمة خاصة لي .
‏- نبذة عن دواوينك الشعرية ؟
لي ديواني شعر كما أسلفت الأول باللهجة الفصحى بعنوان (( متى ألقاكَ )) والآخر بعنوان
(( ذكرى الفراق )) وهو باللهجة النبطية
- شاعر له تأثير عليك ؟
في الواقع كل كلمة جميلة أثرت فيني ، وانا لاأنظر غالباً إلى إسم الشاعر بل تأسرني القصيدة الجميلة بغض النظر عن كاتبها ولكن الأكثر تأثيراً عليّ كان نزار قباني بلا منازع.‏
‏-هل الشعر ملَكة يولد الانسان بها أم يمكن النبوغ فيه بالقراءة والتدريب ؟
الشعر ملكة وموهبة في الأساس ثم تصقل بالتدريب وكثرة قراءة الدواوين فلا يمكن أن يكتب إنسان شطراً من بيت شعر إن لم تكن لديه الموهبة وحتى وإن ختم كل دواوين الشعر قراءة.

3- ( معلمة تربية خاصة دائما )
- تخصصك كان باختيارك وعن قناعة أم غير ذلك ؟
في الحقيقة لم يكن هذا التخصص هو اختياري الأول حين التحقت بالجامعة ففي بداية التحاقي بالجامعة درست الصيدلة لمدة عامين لكني بعد مضي هذه السنتين اكتشفت أن هذا التخصص غير مناسب لي حيث يتطلب قلبا جسورا ، بعدها قررت تغيير تخصصي وبالصدفة البحتة وقع اختياري على مجال التربية الخاصة ولم أكن حينها أعي ماذا يعني هذا التخصص وكنت كأغلب الناس لامعرفة لي بهذه الفئة، وحين تخصصت وتعمقت بدراسة هذا المجال ازددت عشقاً له والآن وبعد مضي وقت على عملي في مجال التربية الخاصة تيقنت أن الله اختار لي الافضل .‏
‏وماهو التخصص الدقيق لك ؟
تخصصي هو معلمة صعوبات تعلم.
‏-هل تنصحين بدراسة هذا التخصص ؟ وماهي متطلباته ؟
نعم أنصح كل من لديه القدرة والتحمل على التعامل مع الفئات الخاصة. بأن يسلك هذا الدرب، فالفئات الخاصة ليسوا بحاجة إلي الشفقة بقدر ماهم بحاجة إلى مساعدتهم ليشقوا دروبهم في الحياة بسواعدهم إن أمكنهم ذاك .‏
أما عن متطلبات هذا التخصص فهي أن يملك الإنسان القدرة والصبر على التعامل مع هذه الفئة وأن يحتسب عمله لوجه الله! فالتربية الخاصة عمل إنساني قبل أن يكون مجرد وظيفة وأرجو لكل من يعمل في هذا المجال أن ينال أجرَي الدنيا والآخرة .‏
- مالفرق بين مسار صعوبات التعلم ومسار التوحد ؟
فئة التوحد فئة صعبة قليلاً وتعتبر أصعب مسار في التربية الخاصة لكن هذا المجال بالذات جديد وأتوقع له مستقبلاً باهراً في مجال التوظيف حيث أن الدولة بدأت توليهم الاهتمام.
‏- أين تعملين ؟ وماهي الصعوبات التي تواجهك في تدريس هذه المادة ؟
أنا أعمل في مدرسة حكومية إبتدائية، وبالنسبة للصعوبات التي تواجهني فهي كأي صعوبات في أي مجال آخر، فلا يخلو مجال عمل من صعوبات وتحديات، وقد تتركز الصعوبة التي تواجهني هي في تحدي ذاتي على الإنجاز والوصول بهذه الفئات إلى أقصى مايمكنهم الوصول إليه والأخذ بيدهم والصعود بهم إلى مشارف النجاح وبذلك أحاول دائماً ان أجعل من الصعوبات تحديات.

كلمة أخيرة ؟
كن نفسك دائماً ولاتحاول أن تقلد الآخرين فما يناسبك قد لايناسب غيرك ومايناسب غيرك ليس بالضرورة أن يليق بك، ولاتلقِ بالاً لآراء الآخرين الذين يحاولون أن يشدوك الى أسفل القاع فبعض الكلمات السلبية تستحق أن نضعها تحت أقدامنا لتزيدنا طولاً.


نبراس تشكر ضيفتنا الأستاذة هيفاء على هذا الحوار الشيق وتتمنى لها مزيدا من التقدم والتوفيق .

image

image

image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : مرام ميشه
 0  0  974

التعليقات ( 0 )