نجح فريق طبي مختص بمركز زراعة الأعضاء التابع لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في إجراء (6) عمليات زراعة كبد لأطفال و بالغين من خلال نقل أعضاء متبرعين أحياء من الأقارب في خلال أسبوع واحد فقط. و تجدر الإشارة إلى أن عمليتين من هذه العمليات الستة كانت لمرضى من مملكة البحرين بالتعاون مع مستشفى العسكري بمملكة البحرين بهدف دعم العلاقة بين المملكة السعودية ومملكة البحرين الشقيقة وتكللت ولله الحمد بالنجاح .
وصرح المدير العام التنفيذي للمستشفى الدكتور مبارك بن عبدالعزيز الملحم عن وجود تعاون مسبق مع مستشفى العسكري يسهم عن نقلة نوعية في دعم برامج زراعة الأعضاء بمملكة البحرين بدلا من تحويل علاج المرضى للخارج، موضحاً جانب مردودها النفسي والاجتماعي على إجراء العملية بالقرب من عائلاتهم وعودتهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل أسرع ، مشيراً إلى أن مستشفى التخصصي سيفتح المجال لاستقبال جميع الحالات المرضية سواء أطفال أو بالغين , وذلك للتخفيف من مشاكل قوائم الانتظار لمرضى الفشل من خلال التنسيق المسبق بين الأطباء المختصين المشرفين على الحالات المرضية وفق معايير تطابق الأنسجة والخلايا . ولتوفر جميع الإمكانيات الطبية بالمستشفى والدعم المستمر والمساندة اللازمة للمرضى ومواصلة تحقيق النجاحات المميزة في أجراء مثل هذه العمليات البالغة الدقة والتعقيد ، كما أشار إلى أن الفضل لهذا التطور في مستشفى التخصصي يعود بعد الله لحكومة خادم الحرمين الشريفين وبدعم واهتمام ومتابعة مستمرة من وزارة الصحة للمدن الطبية والمستشفيات التخصصية لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية التخصصية للمرضى .
وفي التفاصيل أوضح رئيس قسم جراحة زراعة الأعضاء الدكتور محمد القحطاني أن الطفل محمد الذي يبلغ من العمر 9 شهور كان يعاني من تشوهات خلقية في القنوات المرارية وقد تم إجراء عمليتين لتصحيح هذه التشوهات من قبل ، مما أدى الأمر إلى مضاعفات تسببت بفقدان الكبد لوظائفه وفشل الكبد ، حيث أن العملية قد استغرقت نحو 11 ساعة وتكللت بالنجاح، مشيراً إلى أن والدته هي المتبرع له بجزء من الكبد، أما الحالة الثانية كانت عملية الزراعة للطفلة أسماء تبلغ من الوزن 6.5 كيلوجرامات وهي من الحالات المعقدة جدا، مما أستدعى ضرورة التدخل الجراحي السريع بالإضافة إلى إن لديها نسبة فشل عالية في الكبد والتهاب في الرئتين فاحتاجت إلى إن تبقى في العناية المركزة ما يقارب ستة أسابيع , وقد تم بحمد الله إجراء العملية بعد تبرع والدتها لزراعة الكبد لها ، وأفاد أن الفريق الطبي مكَون من جراحي زراعة الأعضاء وأطباء أمراض وزراعة الكبد وأطباء أمراض زراعة الكلى وأطباء التخدير والعناية المركزة وفنيي الأشعة وأطباء وتقني الأنسجة والمختبر ، إضافة إلى المنسقين الطبيين و الإداريين والتمريض .
وأبان المدير التنفيذي للشؤون الطبية والإكلينيكية الدكتور هاني الخالدي إن هذه النوعية من العمليات الدقيقة تتطلب خدمات متطورة سواء كان في الجانب التشخيصي أو العلاجي، وان مستشفى التخصصي خلال الأعوام الماضية استطاع أن يطور هذه التجهيزات واكتسب الخبرات الفنية اللازمة للتعامل مع المراحل المختلفة للزراعة.
الجدير بالذكر أن مركز زراعة الأعضاء تأسس عام 2008 وذلك بالتنسيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، و الذي شهد توسعاً كبيراً في تحقيق قفزات نوعية ونمو سريع حيث بلغ عدد عمليات نقل وزراعة الأعضاء التي أجراها قسم مركز زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي منذ إنشائه أكثر من 600 عملية جراحية ناجحة ،و أحتل المركز الثاني في المملكة في زراعة الأعضاء فهو المركز الوحيد الذي يؤدي العمليات من مستشفيات تابعة لوزارة الصحة .