برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير / خالد الفيصل بن عبدالعزيز – مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة –
وحضرها نيابة عنه صاحب السمو الأمير / فيصل بن محمد بن سعد - ( وكيل الإمارة المساعد للحقوق )
أقامت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة حفلها السنوي ؛ لتكريم الطلاب الأوائل والمتفوقين وقدامى المعلمين الين أمضوا في تعليم الناشئة أكثر من ( 25 ) في حلقات التحفيظ في جميع مساجد مكة المكرمة والمسجد الحرام ،
وقد كان في استقبال سموه عند وصوله معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور / محمد بن ناصر الخزيم -
ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم فضيلة الشيخ / نواف بن عبدالمطلب الشريف -
وقائد قيادة أمن المسجد الحرام سعادة العميد / محمد بن وصل الأحمدي .
حيث بدأ الحفل بتلاوة آيات من كتاب الله الكريم تلاها الطالب / عمر با عيسى - الحاصل على المركز الأول في مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتفسيره ،
بعدها ألقيت كلمة الجمعية ألقاها رئيس الجمعية / الشيخ نواف بن عبدالمطلب - حيث قال فيها :
الحمد لله رب العالمين القائلِ في محكم التنزيل ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ).
والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين , القائلِ ( ومَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَه ) .
صاحبَ السمو / الأمير فيصل بن محمد بن سعد - وكيلَ الإمارة المساعدَ للحقوق والمشرف العام على الشؤون الإدارية والمالية - راعي حفلنا هذا بالنيّابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز – مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة .
صاحبَ المعالي والفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد- المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام . صاحبَ المعالي والفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس( الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي .
أصحابَ الفضيلةِ والمعالي والسعادة، أولياءَ الأمور أبنائنا الطلاب .أحييكم بتحية الإسلام السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد :-
يتجدد اللقاء في شهر رمضان، شهر القرآن في بيت الله الحرام، لتكريم أهل القرآن، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، وإن من إجلال الله إكرام حامل القرآن كما صح بذلك الخبر عن رسول الله e، فالحمـد لله الذي جمـع لنا في هـذه الليلة المبـاركة شـرف الزمان وشرف المكان وشرفَ الموضوع .
كما نحمده سبحانه وتعالى أن هيأ لهذه البلاد المباركة قيادةً رشيدة تُعنى بكتاب الله عز وجل وتتخذه دستوراً ومنهاجاً في شؤون حياتها كلها ، وهذه من النعم العظيمة التي تتميز بها هذه البـلاد المباركة عن سـائر بلاد العالم .
وإن من مظاهر عناية الدولة بالقرآن الكريم الاهتمامَ بالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في سائر مناطق المملكة ، حيث صدرت الأوامر للجهات المختصة بتخفيض رسوم بعض الخدمات الحكومية عنها ، ومنحها الأراضي لإقامة المقرّات الدائمة عليها ، وإسناد الإشراف عليها لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، وتقديم الدعم المادي السنوي لها ، وإقامة المسابقاتِ المحليةِ والدوليةِ المختلفة لطلابها ، وتقديم الجوائز النقدية القيّمة، والشهاداتِ التقديريةِ تشجيعاً للفائزين منهم .
كما أن رعاية أصحاب السمو/ أمراءِ المناطقِ - للاحتفالات السنوية لهذه الجمعياتِ في مختلفِ مناطق المملكة ، وحرصَهم على تشجيع طلابها ومنسوبيها ، ورئاسة مجالسِ إداراتها فخرياً , دليلٌ لما توليه القيادةُ الرشيدةُ لهذه البلاد من عنايةٍ واهتمامٍ بالغٍ بهذه الجمعيات المباركة ، فالحمد لله على نعمه وآلائه التي لا تعدُّ ولا تُحصى .
وإن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة تفتخر بتواضع وهي تكمل عامها الرابع والخمسين ، بصفتها أول جمعية خيرية أسست في المملكة العربية السعودية لتعليم القرآن الكريم ؛ حيث بدأت نشاطها بمكة المكرمة في شهر رمضان المبارك من عام ( ألفٍ وثلاثِمائةٍ واثنينِ وثمانينَ ) من الهجرة ، وقامت - ولله الحمد- بأداء رسالتها طيلة عمرها المديد على أحسن وجه مستمدة العون في ذلك من الله عز وجل أولاً وآخراً ، ثم من دعم المحسنين وأهل البذل والإحسان وبرعاية كريمة ، ودعم لا محدود مادياً ومعنوياً من قادة هذه الدولة المباركة - أعزهم الله وأيدهم بنصره - .
ويسرنا أن نزف لكم في هذه الليلة المباركة البشرى , بأن عدد الحفاظ لكامل القرآن بلغ هذا العام ( سَبعَمائةِ ) حافظٍ وحافظةٍ ، كما بلغ عددُ الحفاظ لنصف القرآن ( ألفاً ومائتينِ وواحدٍ وثلاثينَ ) حافظاً وحافظة ، كما بلغ عددُ الطلابِ والطالبات لدى الجمعية قرابةَ ( مائةِ ألفِ ) طالبٍ وطالبة ، يقوم بتعليمهم :
( ثلاثةُ آلافٍ ومائةٌ واثنانِ وعشرون ) معلماً ومعلمة ، وقد تكللت جهود الجمعية بعد توفيق الله بتحقيق ( اثنين ) من طلابها في العام الماضي المركز الأول في الفرع الأول والفرع الثاني في مسابقة الملك / سلمان بن عبدالعزيز المحلية ، كما حقق أحد طلاب الجمعية المركز الأول في الفرع الأول في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في هذا العام ، وسوف يتم تكريمهم هذه الليلة من سمو راعي الحفل ، بتسليمهم مكافآءتهِم ، تقديراً لتميزهم ، وتحفيزاً لزملائهم .
وإن دور الجمعية لا يقتصر على التدريس في الحلقات المنتشرة في المسجد الحرام ، ومساجد مكة المكرمة فقط ، بل يمتد إلى جميع القطاعات والمستشفياتِ والمرافقِ الحكوميةِ والخاصة الراغبةِ في افتتاح حلقاتٍ للتحفيظ كالسجون ، والإصلاحيات ، ومراكز الدفاع المدني ، وشرطة العاصمة المقدسة ، وقوة الطوارئ ، وقد كان من نتائج الدور الإيجابي لافتتاح حلقات التحفيظ في سجون وإصلاحيات مكة المكرمة أن تجاوز عدد الملتحقين بها هذا العام : ( خمسَمائةِ ) نزيلٍ ونزيلةٍ ، وقد تجاوز عدد المستفيدين من المكرمة الملكية بتخفيض مدة محكومية كل نزيل حفظ كتاب الله أو أجزاء منه منذ بدايتها حتى وقتنا الحاضر بأكثر من ألف وخمسمائة نزيل ونزيلة ، وقد انخرطوا في المجتمع وأصبحوا أفراداً نافعين لأنفسهم وأهليهم ومجتمعهم .
كما تم - ولله الحمد - إيلاء جانب الدورات المتخصصة للمشرفين اهتماماً بالغاً للوصول لأفضل السبل وأنجحها من ناحيةالإشراف والتوجيه على الحلقات ، كما ننوه بالدور الذي يقوم به معهد دار الأرقم بن أبي الأرقم التابعُ للجمعية بالمسجد الحرام ، والذي يعتبر المعهدَ الأول في المملكة العربية السعودية لتخريج المعلمين المتخصصين في تدريس القرآن الكريم بالقراءات العشر وفق برامج ومناهج من لجان متخصصة في المجال القرآني ، وقد تم في هذا العام افتتاحُ القسمِ العالي بالمعهد ، وخُصص له مبنىً مستقلٌ مستكملٌ لجميع الأجهزة والإدارات بحي العزيزية بمكة المكرمة .
كما أن الجمعية استمرت ولله الحمد في تنفيذ برنامج تصحيح التلاوة لحجاج بيت الله الحرام بالتعاون مع جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية والتي قامت مشكورةً بتوفيق الله عزوجل ثم بتوجيه فضيلة رئيس مجلس إدارتها الشيخ صالح بن محمد آل طالب - إمام وخطيب المسجد الحرام - بتقديم الدعم المادي لهذا المشروع العظيم ، حيث تم تصحيح تلاوة المستفيدين من حجاج بيت الله الحرام لسورة الفاتحة وقصار السور في موسم الحج العام الماضي ، ونفذ البرنامج في المسجد الحرام وأكثر من ( مائةٍ وعشرينَ ) مسجداً ومصلىً من بينها ( أَربعينَ ) مصلىً للنساء وقد استفاد من هذا البرنامج أكثر من ( مائةٍ وتسعةٍ وأربعين ألفاً وثلاثمِائةِ) حاجٍ وحاجةٍ من ( سبعينَ) دولةً مختلفة .
كما أن الدورات الصيفية التي تقيمها الجمعية بالمسجد الحرام منذ عام ( ألفٍ وثلاثمائةٍ وثمانيةٍ وتسعين) لغرض استغلال وقت الإجازة الصيفية بما يعود بالنفع والفائدة على الطلاب وزيادة أوقات مراجعة محفوظهم من القرآن ما زالت تؤتي ثمارها ويلتحق بها أعداد كبيرة من الزائرين لمكة المكرمة في الإجازة الصيفية من كافة مدن المملكة وخارجها ويتم في نهاية كل دورة تكريم كافةِ الطلابِ الملتحقين بالدورة الصيفية في حفلٍ خاصٍ ويتم منحهم شهاداتٍ تقديريةً ومكافآتٍ ماليةً .
كما تم وضع الخطط التنظيمية لتنمية موارد الجمعية العينية والنقدية ، لإعادة تأهيل وصيانة بعض عقارات الجمعية المعطَّلة والتواصل مع أهل البذل والإحسان لحثهم على التبرع للجمعية لتكون رافداً يستفاد منه في الإنفاق على أنشطة الجمعية المختلفة ولمواجهة المصاريف المتزايدة لطلب افتتاح الحلقات .
صاحبَ السمو - أيها الحفل الكريم :هذه نبذة مختصرةٌ وعجالةٌ سريعةٌ عن بعض أعمال الجمعية للعام الماضي ، وإن التفاصيل المختلفة تجدونها بين أيديكم في التقرير السنوي ( الثامن والأربعين ) ، الموضح لأنشطة الجمعية المختلف ة، وأهدافها ورؤيتها ورسالتِها ، وبعضِ الإحصاءاتِ الموضحةِ لتزايد أعداد المعلمين والطلاب والحلقات والحفاظ بقسمي البنين والبنات ، ونتائج الطلاب الفائزين في المسابقات المحلية والدولية ، وكشفاً بأسماء الداعمين والمتبرعين ومقدار تبرعاتهم عرفاناً بجميل صنيعهم في دعم حملة كتاب الله عز وجل في بلد الله الحرام .
وإن آمالنا لا تتوقف عند هذا الحد ، فمجلس إدارة الجمعية وكافةُ منسوبيها عاقدون العزم بإذن الله تعالى على السعي والتقدم بأعمال الجمعية نحو الأمام وإكمال المسيرة التي بدأها السابقون ، وبخطى واثقةٍ بحول الله وقوته ، خدمةً لأهل القرآن في بلد الله الحرام .
وامتثالاً لقول النبي الكريم r " لا يشكرُ الله مَن لا يشكرِ الناس " فإن مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة وكافة منسوبيها من طلابٍ ، ومعلمين ، ومشرفين وإداريين ، رجالاً ونساءً ، يتقدمون بالشكر والتقدير بعد شكر الله عز وجل ، لكل من أسهم في دعم هذه الجمعية وعلى رأسهم خادمُ الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وسموُ وليِّ عهده الأمين صاحبُ السمو الملكي الأميرُ /محمدُ بن نايف بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وسموُ وليِّ وليِ عهده صاحبُ السمو الملكي الأميرُ / محمدُ بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - .
والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز - مستشارِ خادمِ الحرمين الشريفين، أميرِ منطقة مكة المكرمة - ، ولسموكم الكريم وجميعِ أفراد الأسرة المالكة ، وأهل البذل والإحسان الذين دعموا هذه الجمعية منذ تأسيسها ، حتى وقتِنا الحاضر .
كما نشيد بجهود صاحب المعالي الشيخ / صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ - وزيرَ الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ) - لما يوليه من رعاية كريمة ، وعناية مستمرة ، لكافة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية ، ولفضيلةِ وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد والمشرف على الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ / عبدالله بن صالح آل الشيخ ، وشكرٌ خاص للقائمين على الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، وعلى رأسهم صاحبُ المعالي والفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتورُ / عبدُالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، ومعالي نائبهِ فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن ناصر الخزيم ، وكافة منسوبي الرئاسة ، على عنايتهم بحلقات الجمعية المنتشرة في المسجد الحرام ، وتسهيل أمور طلابها ومنسوبيها ، وتقديم كامل الدعم لهم وتذليل كافة العقبات التي تعترضهم ، ورعاية حفل الجمعيةَ السنوي منذ خمسين عاماً في أروقة المسجد الحرام ، و الشكر لجميع الحضور والداعمين ووسائل الإعلام المختلفة .
والله نسأل أن يكتب ذلك في موازين حسنات الجميع ، وأن يجزيهم عن القرآن وأهله خيرَ الجزاء ، وأن يرفعنا بهذا القرآن مع السفرة الكرام البررة ، وأن يجعلنا ممن يشملهم قولُ النبي الكريم r: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ، والله ولي التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كما أستمع الضيوف الكرام بعدها لتلاوات الطلاب المتفوقين الحاصلين على المركز الأول .
هذا وقد شارك معالي الشيخ الدكتور / صالح بن عبدالله الحميد ( المستشار بالديوان الملكي ) وإمام وخطيب المسجد الحرام - بكلمة قال فيها : إنه لشرف عظيم على هذه الجمعية المباركة , على العناية بحفظة كتاب الله الكريم , والإهتمام بتكريم طلابها المتفوقين في أقسامها الثلاثة , وقال أيضا : أنه أحد خريجيها قبل أكثر من ( 52 ) عاما , أي الدفعة الثانية بعد تأسيس الجمعية , وقال نفتخر بهؤلاء الخريجين والمتفوقين , وأيضا المعلمين الذين أفنوا جل أوقاتهم في تعليم الناشئة كتاب الله الكريم منذ نعومة أظفارهم , كما شكر إدارة الجمعية من المشرفين والإداريين والرؤساء , على هذا التميز والرقي , وعلى تفوق أبنائها الطلاب في المسابقات المحلية والدولية .
بعد ذلك تم تكريم المدرسين الذين أمضوا خمسة وعشرين عاماً في تعليم القرآن الكريم بالجمعية وعددهم ( 48 ) معلماً ، والعشرة الأوائل من الطلاب المتفوقين بمعهد الأرقم بن أبي الأرقم ، وحفظة كامل القرآن ونصفه لعام : 1436هـ ، بالإضافة لممثلي الجمعية في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ، ومسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .
وفي نهاية الحفل أخذت الصور التذكارية مع سمو الأمير والمعلمين والطلاب بهذه المناسبة الكريمة .