• ×

قائمة

Rss قاريء

المياه والألغام.. أسلحة داعش الجديدة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة-ندى جمال-نبراس 
بعد عام من الإعلان عن «الخلافة» المزعومة على يد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، بدأ التنظيم في تنفيذ استراتيجيات جديدة في محاربة أعدائه، حيث فخَّخ عناصر التنظيم المتطرف بالألغام والعبوات الناسفة المواقع الأثرية في مدينة تَدْمُر التاريخية وسط سوريا، لمنع تقدُّم قوات الجيش السوري الموجودة غرب تدمر، وسط تخوفات الكثير من تفجير المدينة الأثرية التي تعد من أهم الأماكن التاريخية في العالم العربي، تزامن ذلك مع إقدامه على إستراتيجية جديدة في العراق باستخدام سلاح المياه والتهديد بتجفيف مناطق الـ«أهوار».

وأكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم تلقيه معلومات من سكان المدينة تفيد بزرع مقاتلي «داعش» ألغاما في المعابد الأثرية، المدرجة على لائحة التراث العالمي، وحذر من تكرار سيناريو تفجير آثار النمرود والحضر من قبل التنظيم شمال العراق.

وتُعرف تدمُر بـ «لؤلؤة البادية» السورية، ودخل المتطرفون في 22 الشهر الماضي أي غداة سيطرتهم على المدينة إلى متحفها ودمّروا عدداً من المجسّمات الحديثة التي تمثِّل عصور ما قبل التاريخ، وتُستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا الأبواب ووضعوا حراساً على مداخل المتحف.

ويستعد الجيش السوري باستقدام تعزيزات عسكرية لمواجهة “داعش” في تدمر بعد تقدّم التنظيم في بعض النقاط من حقول جزل النفطية، شمال غرب تدمر شرق محافظة حمص، وسط تأكيدات عن نيته شن هجوم مضاد ضد التنظيم.
من جهة أخرى تستحدث داعش استراتجيتها في العراق من خلال سلاح المياه الذي تهدد به بتجفيف المدن العراقية، حيث بدأ التنظيم بتهديد مدينة أهوار العراق وهي من أكبر الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط، وما زالت تتعرض للضرر منذ السبعينيات، نظراً لإقامة السدود، ومن بعدها عمليات التجفيف، على الرغم من التحذيرات المتكررة من خطورة اختفائها نهائياً من العراق ما لم تتخذ إجراءات عاجلة.

بين المدينتين الجنوبيتين المدينة التابعة لمحافظة البصرة والتشبايش التابعة لمحافظة ذي قار تقع الأهوار، تلك المسطحات المائية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين أكثر من 80 في المئة من مربي الجاموس هجروا الأهوار الوسطى بمحافظة ذي قار بعدما وصلت ملوحة المياه إلى أكثر من 7000 جزء بالمليون، ما يعني أنها أصبحت غير صالحة للاستخدام الحيواني.

يسير داعش على خطى العديد من الدول والأنظمة في حروب عدة استخدمت سلاح المياه لتهديد أعدائها في وقت سابق، واليوم تبدأ حقبة تجفيف جديدة تتزامن مع بدء هجرة جديدة من المنطقة بحثاً عن الماء، لاسيما أولئك الراغبين في الحفاظ على ما لديهم من ثروة حيوانية، بعد ما أغلق داعش السدود في الرمادي والموصل أمام تدفق الماء إلى الجنوب.

باتت الأهوار الوسطى في العراق اليوم أقرب الى مناطق صحراوية بسبب موجة الجفاف التي ضربتها، الأرض تشققت من العطش والسكان يعيشون محنة الجفاف، والثروة الحيوانية والسمكية مهدده بالهلاك، فمناطق الأهوار التي كانت مغمورة بالمياه قبل نحو شهرين تعاني حاليًا الجفاف والتدهور البيئي بسبب ضعف الإطلاقات المائية من تركيا وإغلاق داعش للسدود.
نقلا عن البديل
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  534

التعليقات ( 0 )