رغم مظاهر البر والتقوى المتعددة في رمضان، وطقوس المحبة والوئام وعادات الاجتماع والتقارب، يقبع على الطرف الآخر من رمضان شكل آخر للشهر الفضيل، يحمل من الشرور بقدر ما يحمل الأول من مظاهر الخير، وتظل المصالح ضاربة بجذورها لتخترق كل أشكال التدين ومظاهر الأخلاق التي يعج بها الشهر.
فرصة للمخالفات
ليست المخالفات المرورية التي تغرق شوارعنا بينما ينشغل أفراد شرطة المرور بالاحتفال برمضان، لكن الشهر أيضًا موسم معروف لمخالفات البناء، أثناء انشغال الدولة بمتابعة المسلسلات الرمضانية، تبور الأراضي الزراعية وترفع البناءات المخالفة وتشيد العقارات لتصبح أمرًا واقعًا بعد أن تفيق الدولة من غفوتها بعد عيد الفطر.
موسم للتسول
تعد أعمال البر بالفقراء في رمضان من أبرز صور الاحتفال بالشهر، استغلها محترفو التسول لجمع ثروات من جيوب ربما من هم أفقر منهم، وقد تطوروا أيضًا من مجرد متسولين بالشوارع والأسواق إلى جمعيات وهيئات تشرف على بنائها وإدارتها شخصيات عامة، تجد في رمضان موسمًا للتسول “المودرن” بعمل إعلانات في التليفزيون تكلفها الملايين لجني أضعافها تبرعًا، ولا يخلو الأمر من استغلال آلام المرضى والفقراء بعرضهم لاستدرار عطف الشعب العاطفي بالفطرة، والجديد في رمضاننا هذا هو طلب التبرع من أشقائنا العرب أصحاب آبار النفط وأكوام الأرز.
سوق الإعلانات
يعتبر انتظام مواعيد ملايين المشاهدين أمام شاشات التليفزيون بعد الإفطار أرضًا خصبة لزراعة كل ما تريد الشاشات زراعته في عقول المشاهدين، مع تخمة الإفطار وترهل الجسد وارتخاء الأعصاب ينفتح وعي المشاهد على تلقي رسائل المعلنين، فتحقق شركات الإعلانات أرباحًا مهولة تقتسمها مع أصحاب الشاشات من جيوب مستهلكي المنتجات.
شهر الأعمال الفنية الهابطة
يحسب المتابع لسير الأعمال الفنية وتلخص عرضها في رمضان، أن فرصة الإعداد لمدة عام كامل لعمل واحد والمنافسة الشديدة بين الأعمال قد ترفع من مستوى الأعمال، لكن ما حدث هو العكس تمامًا، فكثرة الأعمال أدت إلى انحدار المستوى الفني وتقليل الإنفاق على مكونات العمل وحصر الإنفاق على أجور النجوم، رغم فشلهم المتتابع في تقديم أعمال متميزة أو حتى جاذبة للجمهور.
ساحة للمنافسة السياسية
يستغل الشهر أيضًا محترفو العمل السياسي في الإعلان عن أنفسهم والدعاية لهم، سواء بلافتات التهنئة بقدوم الشهر مع إبراز اسم المهنئ، الذي عادة ما يكون منتويًا للترشح لإنتخابات مقبلة، يزيدها من هم أقدر ماديًّا على إنشاء مائدة للإفطار الرمضاني، تحت رعاية وعناية أحد المهتمين بمكانتهم الإجتماعية، وكانت الجماعة أبرز المستغلين للمناسبة بعد ثورة يناير في استغلالها للدعاية السياسية للجماعة، ثم القوات المسلحة التي توسعت في توزيع الشنط والكراتين الرمضانية، ليس لهدف سوى للدعاية للمؤسسة ومساعدة الرئيس المنتمي لها في ملاحقة حاجات الشعب.
ليس عيبًا في رمضان، لكن العيب في كل مدع ومستغل للمشاعر الطيبة والأوقات السعيدة، مستفيدًا من مظاهر الخير والحب في تحقيق مصالح من جيوب وأحلام الفقراء، ممن لا يتذكرهم سوى في رمضان، ولا تكون ذكراه لشعوره بهم لحظة الصيام أو بسبب خشوع قلبه لجوعهم، ولكن طمعًا في قروشهم القليلة وأصواتهم الكثيرة.
نقلا عن البديل
فرصة للمخالفات
ليست المخالفات المرورية التي تغرق شوارعنا بينما ينشغل أفراد شرطة المرور بالاحتفال برمضان، لكن الشهر أيضًا موسم معروف لمخالفات البناء، أثناء انشغال الدولة بمتابعة المسلسلات الرمضانية، تبور الأراضي الزراعية وترفع البناءات المخالفة وتشيد العقارات لتصبح أمرًا واقعًا بعد أن تفيق الدولة من غفوتها بعد عيد الفطر.
موسم للتسول
تعد أعمال البر بالفقراء في رمضان من أبرز صور الاحتفال بالشهر، استغلها محترفو التسول لجمع ثروات من جيوب ربما من هم أفقر منهم، وقد تطوروا أيضًا من مجرد متسولين بالشوارع والأسواق إلى جمعيات وهيئات تشرف على بنائها وإدارتها شخصيات عامة، تجد في رمضان موسمًا للتسول “المودرن” بعمل إعلانات في التليفزيون تكلفها الملايين لجني أضعافها تبرعًا، ولا يخلو الأمر من استغلال آلام المرضى والفقراء بعرضهم لاستدرار عطف الشعب العاطفي بالفطرة، والجديد في رمضاننا هذا هو طلب التبرع من أشقائنا العرب أصحاب آبار النفط وأكوام الأرز.
سوق الإعلانات
يعتبر انتظام مواعيد ملايين المشاهدين أمام شاشات التليفزيون بعد الإفطار أرضًا خصبة لزراعة كل ما تريد الشاشات زراعته في عقول المشاهدين، مع تخمة الإفطار وترهل الجسد وارتخاء الأعصاب ينفتح وعي المشاهد على تلقي رسائل المعلنين، فتحقق شركات الإعلانات أرباحًا مهولة تقتسمها مع أصحاب الشاشات من جيوب مستهلكي المنتجات.
شهر الأعمال الفنية الهابطة
يحسب المتابع لسير الأعمال الفنية وتلخص عرضها في رمضان، أن فرصة الإعداد لمدة عام كامل لعمل واحد والمنافسة الشديدة بين الأعمال قد ترفع من مستوى الأعمال، لكن ما حدث هو العكس تمامًا، فكثرة الأعمال أدت إلى انحدار المستوى الفني وتقليل الإنفاق على مكونات العمل وحصر الإنفاق على أجور النجوم، رغم فشلهم المتتابع في تقديم أعمال متميزة أو حتى جاذبة للجمهور.
ساحة للمنافسة السياسية
يستغل الشهر أيضًا محترفو العمل السياسي في الإعلان عن أنفسهم والدعاية لهم، سواء بلافتات التهنئة بقدوم الشهر مع إبراز اسم المهنئ، الذي عادة ما يكون منتويًا للترشح لإنتخابات مقبلة، يزيدها من هم أقدر ماديًّا على إنشاء مائدة للإفطار الرمضاني، تحت رعاية وعناية أحد المهتمين بمكانتهم الإجتماعية، وكانت الجماعة أبرز المستغلين للمناسبة بعد ثورة يناير في استغلالها للدعاية السياسية للجماعة، ثم القوات المسلحة التي توسعت في توزيع الشنط والكراتين الرمضانية، ليس لهدف سوى للدعاية للمؤسسة ومساعدة الرئيس المنتمي لها في ملاحقة حاجات الشعب.
ليس عيبًا في رمضان، لكن العيب في كل مدع ومستغل للمشاعر الطيبة والأوقات السعيدة، مستفيدًا من مظاهر الخير والحب في تحقيق مصالح من جيوب وأحلام الفقراء، ممن لا يتذكرهم سوى في رمضان، ولا تكون ذكراه لشعوره بهم لحظة الصيام أو بسبب خشوع قلبه لجوعهم، ولكن طمعًا في قروشهم القليلة وأصواتهم الكثيرة.
نقلا عن البديل