• ×

قائمة

Rss قاريء

رمضان يجمعنا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الأحساء . مِيعاد عبدالعزيز - نبراس 

" رمضان يجمعنا " جُملة لطالما تكررت علّى مسامعي دونَ أن أستشعر يوماً كيف يكون معناها !
و كأني أعيشُ كُل عامٍ عكسها !

رمضان يجمعنا مع من ؟ ان لم يجمعنا مع الحبيب و الصديق !
أصبح رمضان يجمعنا خلف شاشة الهاتف بضغطت زر نتبادل الرسائل نطلب فيها السماح و العفو ! دون أن نفقِه كيف يكون السماح و العفو ! ، دون أن ندرك معنى ان نكون ارواحاً سماوية ، تعيش لله فقط .

تمنيتُ لو أنُ رمضان هذهِ السنة يجمعني مع كبار السن ، أتأمل تجاعيد وجوههُم كيف رسمت لهم الحياة خطوط اليأس و الأمل ، أنصتُ لِكلماتهم السهلة حينما يغرسونها في صدر السماء فتنجب روحاً تحيا ناسية الأمس و ماضيه ، وحدهُم المُسنين من أدركوا الحياة جيداً وحدهُم من أستطاعوا ان يعيشوها رُغم بؤسها و مرارتها ، عناقِاً منهُم يكفي لِيخبرنا بأننا سنعتاد على الحياة و نعيشها برضا رُغمَ كُل شئ .

تمنيتُ لو أنُ رمضان هذهِ السنة يجمعني مع فقير لا يملك سِوى رغيف خُبزٍ و ابتسامته لا تغيب عن وجهه ، قلبهُ ينبضُ بياضاً ، تعانقه جُدران متشققة ، و سقفاً نحيل ، أنيسهُ القرآن فقط ، يعيشُ برضاُ بسلام .. و هدوء ! بعيداً عن خُبث البشر .

تمنيتُ لو أن رمضان هذهِ السنة يجمعني مع غريباً أتى عابراً عن موطني بعد ثلاثين يوماً ، لا أعرف عنهُ شيئاً و لا يعرفُ عني شيئاً ، نسرد الحكايا ، نُعيد الذكريات ، و ننبشُ قليلاً في ذاكرة الأيام القديمة ، نبتسمُ في وجهِ احزاننا ، نضمدُ جراحينا ، نزرع أمنياتٍ جديدة ، و نرحل تاركين الحياة تمضي بنا بعيداً.

تمنيتُ فقط أن أكون مع أحداً ما ، أجعلهُ يشعرُ بجملة " رمضان يجمعنا " علّني أشعر بها أنا أيضاً .


تمنيت لو أن رمضان أخذني لأعيشهُ في مكة ، ما بين حُضن أمي و حضن الكعبة ، أزفرُ أنفاساً ، أرتلُ آيه ، أبكيها ، أطيل سجُوداً ، أمتلئ طُهراً ، لِتعود لِي الروح ..



ومضة : أشرعوا نوافذ قلوبكم ليدخل النور إليكم ، أفسحوا المجال لرمضان أن يسكب طهره في قلوبكم ، كُونوا لهُ أقرب .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 5  0  1.3K

التعليقات ( 5 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    28 يونيو 2015 12:59 صباحًا صفيه طاهر :
  • #2
    28 يونيو 2015 02:25 صباحًا أم زهراء :
    ماشاءالله كلمات رائعه جداً*
    ورمضان يجمعنا كل عام وماننحرم من سطورك الرائعه*
  • #3
    28 يونيو 2015 03:21 صباحًا البندري :
    ماشاء الله تبارك الرحمن*
    التمس في كلماتك انغام الطيور و صفاء السماء لربما لانها تخرج من اعماق القلب لا اجد تعبيرا يجد مدى انبساطي حين اقرا كلماتك و اتحسسها ارى في جمالها جمال قلبك الطاهر*

    دمتِ بخير*
  • #4
    28 يونيو 2015 04:12 صباحًا سعاد المذهلة :
    جميلة تلك الفكرة التي الهتمك في ان تجتمعين مع الكعبة الشريفة في الشهر الشريف ..*
    هنا تتجلى الروحانية ليتجسد هذا الشهر الكريم مع معناه الحقيقي فتنبت شجرة مثمرة بصالح اعمالك
    تجنين شيئاً من ثمارها ف العيد المبارك
    وشيئاً منها تدخرينه للجنة ...

    تستطيعين ذلك اينما كنتِ ،
    بُوركتِ يا ميعاد ،

    خالتك سعاد*
  • #5
    28 يونيو 2015 01:33 مساءً مريم :
    بوركت حبيبتي ميعاد ازهري لنا الحياة بكلماتك الرئعه*
    امك ❤