هنادي عباس - جدة
لطالما ترددت في الأونة الأخيرة عبارة شغلت الرأي العام العربي وتحديداً اللبناني وهي " النأي بالنفس" وانتشرت كمفهوم يعبر عن الهروب من الصفوف الأمامية للرأي التي تفضح حقيقة التوجه ولقد استخدمت الى حد كبير من السماجة في بعض الأبواق السياسية العربية بمناسبة وبغير مناسبة، ومع تزامن ما يسمى بالربيع العربي ومع إحتدام تفاقم الأزمة السورية في المنطقة وخصوصاً حين لا يستطاع الإنحراط في المواجهة الحقيقة المباشرة والعلنية في الانتماء إلى أي مشروع قومي عربي فبادرت حينها بعض الدول إلى التسلّح بهذه العبارة وبالتحديد هنا يأتي لبنان الذي نأى بنفسه عن الدخول الى أي صراع عربي ووصولاً الى إستمرار رفع هذا الشعار الذي يبدو أنه شمل أيضاً الشأن اللبناني الداخلي
وهنا يكمن السؤال : هل أن النأي بالنفس الذي كان قد عبر به لبنان من خلال حكومته المتصدعة سلك طريقاً للنجاة من تدهور الأمن والاستقرار الدخلي؟ والجواب بالطبع لا والبديهي أنه إن كان كذلك فمن المسلمات أن يكون الحال أفضل فلم إذاً كل هذا التدهور وما الخلل الذي أضحى بعد التمسك بهذه العبارة ؟
حقيقة أن ما يثير الغرابة والاستهجان ليس التمسك والنأي بالنفس بل تلك الأنفس الأمارةَ بالسوء التي لا ترى من لبنان إلا ساحة للتصفيات والمناهضات الاعتباطية من تلك الأنفس الجائعة اللاهثة وراء البيع بالمزاد وقد طالت الى حد التنصل من الواجبات والحقوق التي كان يجب أن تعيد الى وطننا الإزدهار والعمران.
ويبدو أن النأي بالنفس يعتبر المخرج الطبيعي للهروب نحو التضليل الذي بني على سلبٍ ونهبٍ وإنجراف خلف الأهواء السياسية المدرة من أرزاقٍ منهوبة في جيوبهم
وهل أن مسألةٍ كمسألة النفايات التي أرجعت لبنان الى الدرك الأسفل من الحضارة وضربت بهيبته الأرستقراطية التي كانت مضرب مثلاً في الشرق والغرب تبرر بهذه المصطلحات وما تعني كل مصطلحاتهم عندما تصبح الأزمات البيئية والصحية والاجتماعية متدنية تفتك بالمجتمع وتهدد أمنه وتحطم أمانيه إقتصادياً وعمرانياً وحضارياً ؟
وما معنى النأي بالنفس هنا وقد أصبح لبنان على مفارق طرقٍ تهدد عروبته أمناً وأماناً؟
هل يجب علينا ك" عرب" أول ومن ثم لبنانيين أن نناظر بأعيننا ونحن نرى كل هذه الطبقة المهترءة من الساسة وهي تدفع بلبنان نحو الأسوأ فالأسوأ ونظل صامتين تحت شعاراتهم الزائفة.
أنني أقول وبكل مصداقية ومصداقيتنا كشعب مستضعف تختلف بكثير عن مصداقيتهم (المتأنتكة) أن الوضع بات لا يحتمل أبداً في كل تصعيداته المتتالية بشد الحبال بينهم وأمرنا معلق بحبال أهوائهم وسياستهم المدعومة من الخارج ليبقى الشعب ( المعتر) ضائعاً حائراً وراء لقمة عيش مسلوبة وعيشة مغلوبة وسياسة مغصوبة وكلمة للحق بالكاد منطوقة لا يدري الى أين ستدفعه ( المرجوحة المأجورة )
ومن يدري فلربما سيؤول بِنَا الحال بعد كل ذلك لأن يرفع كلٌ منا شعاراً ينسخه عنهم ويقول ؛" وأخيراً أعلن أنني نأيت بنفسي" نكون حينها كالخراف المدبدبة وقد دخلنا مرحلة التآكل الحي والموت المحكم في قوقعة الحقائق وتضليل الحق وسلب أضعف الحقوق البشرية المنددة بالاستقلالية في بلدٍ يدعي الديمقراطية المتمثّلة بحكم الشعب من الشعب الى الشعب ويبعد كل البعد عن منطق الحرية
هنادي عباس
كاتبة ومستشارة إعلامية
لطالما ترددت في الأونة الأخيرة عبارة شغلت الرأي العام العربي وتحديداً اللبناني وهي " النأي بالنفس" وانتشرت كمفهوم يعبر عن الهروب من الصفوف الأمامية للرأي التي تفضح حقيقة التوجه ولقد استخدمت الى حد كبير من السماجة في بعض الأبواق السياسية العربية بمناسبة وبغير مناسبة، ومع تزامن ما يسمى بالربيع العربي ومع إحتدام تفاقم الأزمة السورية في المنطقة وخصوصاً حين لا يستطاع الإنحراط في المواجهة الحقيقة المباشرة والعلنية في الانتماء إلى أي مشروع قومي عربي فبادرت حينها بعض الدول إلى التسلّح بهذه العبارة وبالتحديد هنا يأتي لبنان الذي نأى بنفسه عن الدخول الى أي صراع عربي ووصولاً الى إستمرار رفع هذا الشعار الذي يبدو أنه شمل أيضاً الشأن اللبناني الداخلي
وهنا يكمن السؤال : هل أن النأي بالنفس الذي كان قد عبر به لبنان من خلال حكومته المتصدعة سلك طريقاً للنجاة من تدهور الأمن والاستقرار الدخلي؟ والجواب بالطبع لا والبديهي أنه إن كان كذلك فمن المسلمات أن يكون الحال أفضل فلم إذاً كل هذا التدهور وما الخلل الذي أضحى بعد التمسك بهذه العبارة ؟
حقيقة أن ما يثير الغرابة والاستهجان ليس التمسك والنأي بالنفس بل تلك الأنفس الأمارةَ بالسوء التي لا ترى من لبنان إلا ساحة للتصفيات والمناهضات الاعتباطية من تلك الأنفس الجائعة اللاهثة وراء البيع بالمزاد وقد طالت الى حد التنصل من الواجبات والحقوق التي كان يجب أن تعيد الى وطننا الإزدهار والعمران.
ويبدو أن النأي بالنفس يعتبر المخرج الطبيعي للهروب نحو التضليل الذي بني على سلبٍ ونهبٍ وإنجراف خلف الأهواء السياسية المدرة من أرزاقٍ منهوبة في جيوبهم
وهل أن مسألةٍ كمسألة النفايات التي أرجعت لبنان الى الدرك الأسفل من الحضارة وضربت بهيبته الأرستقراطية التي كانت مضرب مثلاً في الشرق والغرب تبرر بهذه المصطلحات وما تعني كل مصطلحاتهم عندما تصبح الأزمات البيئية والصحية والاجتماعية متدنية تفتك بالمجتمع وتهدد أمنه وتحطم أمانيه إقتصادياً وعمرانياً وحضارياً ؟
وما معنى النأي بالنفس هنا وقد أصبح لبنان على مفارق طرقٍ تهدد عروبته أمناً وأماناً؟
هل يجب علينا ك" عرب" أول ومن ثم لبنانيين أن نناظر بأعيننا ونحن نرى كل هذه الطبقة المهترءة من الساسة وهي تدفع بلبنان نحو الأسوأ فالأسوأ ونظل صامتين تحت شعاراتهم الزائفة.
أنني أقول وبكل مصداقية ومصداقيتنا كشعب مستضعف تختلف بكثير عن مصداقيتهم (المتأنتكة) أن الوضع بات لا يحتمل أبداً في كل تصعيداته المتتالية بشد الحبال بينهم وأمرنا معلق بحبال أهوائهم وسياستهم المدعومة من الخارج ليبقى الشعب ( المعتر) ضائعاً حائراً وراء لقمة عيش مسلوبة وعيشة مغلوبة وسياسة مغصوبة وكلمة للحق بالكاد منطوقة لا يدري الى أين ستدفعه ( المرجوحة المأجورة )
ومن يدري فلربما سيؤول بِنَا الحال بعد كل ذلك لأن يرفع كلٌ منا شعاراً ينسخه عنهم ويقول ؛" وأخيراً أعلن أنني نأيت بنفسي" نكون حينها كالخراف المدبدبة وقد دخلنا مرحلة التآكل الحي والموت المحكم في قوقعة الحقائق وتضليل الحق وسلب أضعف الحقوق البشرية المنددة بالاستقلالية في بلدٍ يدعي الديمقراطية المتمثّلة بحكم الشعب من الشعب الى الشعب ويبعد كل البعد عن منطق الحرية
هنادي عباس
كاتبة ومستشارة إعلامية
حقيقية وضع لبنان كما قلتي في المرجيحة من زمن ماض ليس بالقريب والنأي بالنفس سيجعله وحيدا ضعيفا لاحول له ولاقوة كم نحب لبنان الجميل في كل شيء إلا أنه في طريقة للأختطاف من قبل ميلشيات ايران وبأيدي وسلاح حزب حسن نصرالله
مقالك فيه حرقة قلب نتيجة تشخيص صحيح ومتمكن لحال لبنان مبلد وقادة*