• ×

قائمة

Rss قاريء

نحن والواتس

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
منال فدعق - جدة

( الواتس آب ) تطبيق كان الفضل في ظهوره شابٌ أوكراني اسمه ( جان كوم ) ، وبسببه تحول من شابٍ بائسٍ فقير إلى مليونير لقب بملك الدردشة . فقد اختار ( جان ) لنفسه صديقاً وفياًّ، وعملا معاً على اختراع خدمة وسائل متطورة وأطلق الثنائي عليها اسم ( واتس آب ) بمعنى ( ما الجديد ) .
وكتب لها النجاح منذ اطلاقها عام ٢٠٠٩ ومن ذلك الوقت حتى عامنا هذا تم تحديث التطبيق عدة مرات وإضافة خدمات جديدة له ، وكان من آخرها الاتصال الصوتي ، زر مشاركة الصور بشكل أسرع ، وخاصية الأرشيف .
ولا تقتصر مزايا التطبيق على الخدمات الموجودة فقط بل ويشمل الأسرار الكثيرة والفوائد كإمكانية استعادة المحادثة السابقة ، أو مشاهدة رسائل الأصدقاء وقراءتها من دون معرفتهم ، أو فتح البرنامج على جهاز الكمبيوتر الشخصي وقراءة الرسائل والمحادثة مع الأصدقاء .
بالإضافة إلى إمكانية حماية التطبيق برقمٍ سرِّي .
هذا قليلٌ مما يخص الجانب التقني الذي أوردته كمقدمة للموضوع متسائلةً في نفسي : هل ندرك كمستخدمين ( الواتس ) وغيره من التطبيقات كل هذه المزايا وأسباب استخدامها أم أنها مجرد تطبيقات تملأ بها أجهزتنا و تتردد على مسامعنا أسماؤها ونستخدمها كيفما اتفق والمهم نكون مع الركب و ( زي الناس ) .
واسمحوا لي أن أنقل لكم بعض ما يحدث على ( الواتس ) بكل شفافية وأترك لكم التعقيب والتعليق .
نستصبح أولاً بما لا يقل عن العشرات من صباح الخير وتوابعها من باقات وردٍ ووجوهٍ مبتسمة وأدعيةٍ وأذكار . ولا ننسى يوم الجمعة حيث يتضاعف العدد بسبب التذكير بسورة الكهف والصلاة عالنبي المختار .
وإذا حل الليل ، انهلت رسائل المساء وأذكاره وأدعيته وتحايا السهرة . أما القروبات ، فهذا شأنٌ آخر لا يخفى عليكم حاله . فتكاد لا تخلو جوالات الكثير من عشرة قروبات عالأقل مابين قروب العائلة ، الوناسة ، الزمالة ، الأصدقاء ، النكت ، العمل ، الطوارئ وأسماءٌ أخرى لا ينتهي سردها .
ومن كل قروب تتفرع أيضاً قروبات أخرى من أجل الحش والتعليق ، والصراحة وأخذ الراحة بحجة أن القروب الأصلي جماعةٌ لا يحلو الكلام في وجودهم .
وأصبح ( الواتس آب ) مسرحاً مفتوحاً لارسال كل ما يمكن أن يخطر على بال من مفيدٍ وضار ، صحيحٍ وخاطئ ، وما قصر وما طال ، وخاصٍ وعام ، ومحليٍّ وعالمي ، وعربيٍّ وأجنبي ، ولم يعد الجوال يتوقف من كثرة الإرساليات وخاصةً في السهرات والليالي الخاليات ، وإذا تم تصنيف ما أرسل . سنجد أن غالبيته رسائل مكررة ، غير موثوق من مصدرها ، ليست ذات أهمية أو معلوماتها غير صحيحة . وهي لا تضيف للشخص بقدر ما تأخذ من وقته في الإطلاع عليها وإعادة إرسالها أو حذفها .
ناهيكم عن التشتت الذهني والإنشغال الذي يصاب به الشخص خاصةً أبناءنا الأعزاء بسبب متابعة هذا الكم من الصادرات .
وهنا أقف مع الأسئلة التي تطرح نفسها :
*هل ما يطرح من خلال ( الواتس ) هو الجديد الذي *سمي التطبيق باسمه ؟
*وما هو الجديد في أنظارنا كمستخدمين ؟
* آخر صيحةٍ أم آخر خبر ؟
*آخر تعليقٍ أم آخر سخافة ؟
*وإلى متى سنكون الأشخاص الذين يوجه لهم الاتهام بأنهم ممن يسيئوا استخدام كل اختراعٍ مفيدٍ وهام ؟
علماً بأن ( الواتس ) ليس التطبيق الوحيد الذي أسيء استخدامه بل تلاه ( الانستجرام ) ، و( السناب ) ، وكل ماهو قادمٌ أو فات ، وإذا كان وسيلة تواصل اجتماعي كما يطلق عليه فهل فعلاً حققنا من خلاله تواصلاً اجتماعياً كالسؤال عن مريضٍ برسالةٍ بدل الاتصال ، أو تعزيةٍ في حالةٍ عدم الحضور ، أو الإستفقاد في حالة الغياب ؟ أو التهنئة حتى يتم تأدية الواجب ؟ وهل تناقلنا ما هو جديد على حسب علاقاتنا مع متبادلي الرسائل ونوعية وأهمية الجديد لنا ولهم ؟ وهل فكرنا في طرق مبتكرة يكون تنفيذها من خلال الواتس ويكون لنا السبق في سنها و تطبيقها ؟ وهل تتكافئ نسبة الاستفادة من الواتس مع مقدار الوقت الذي يستنزفه منا ؟ أم أن الدردشة وسيلةٌ لتضييع الوقت الذي لا نعرف أين وفيما نقضيه ؟ وإذا كانت هذه أحوالنا ككبار راشدين بالغين فماذا تركنا لأبناءنا وهل يحق لنا أن نلومهم بعد ذلك .
( الواتس ) وغيره مما استجد علينا و سيضاف إلينا هو نعمةٌ إذا تم تسخيره لمنفعة ، وترشيده لمصلحة ، واستثماره لأفكارٍ مبدعة .

بواسطة : منال فدعق -جدة
 0  0  2.0K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات