• ×

قائمة

Rss قاريء

استغلال العقول

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

أميمة عبد العزيز زاهد

اعتاد أغلبنا على استقبال الشائعات دون تمحيص ودون أن نتأكد من صحتها؛ خاصة وأن هناك من يصدقون ما تحمله تلك الرسائل من معلومات غير صحيحة وخطيرة على العديد من المستويات، طوال الوقت تصلنا رسائل على مواقعنا وتجد صدى كبيراً ومساحات واسعة على صفحات الإنترنت، وفي البداية تفاجأ بعنوان غريب، تحذير هام أو معلومة مؤكدة 0، وخبر عاجل وخطير، وإلى آخره من العناوين المثيرة للانتباه بشكل كبير؛ حتى تضمن عدم تجاهلك للرسالة وفتحها على الفور لقراءة محتواها، وما إن تقرأها، حتى تصبح ضحية لمعلومة خاطئة تثير شكك تجاه أمر معين، إنها إيميلات قصيرة جداً في كلماتها، لكنها خطيرة جداً في محتواها ومضمونها، قد تكدر عليك مزاجك وتثير شكوكك؛ فمن غاز سام وانتشار فيروس إنفلونزا الطيور، ومن يحذر من استخدام المساحيق المنظفة ومستحضرات التجميل، أو أنقذ أحباءك من الموت، أو أن هناك جهاز رسم القلب لأحد المرضى يرسم كلمة الله، قصة الشاب الذي فتحوا قبره بعد ساعات فوجدوه متفحماً من أثر عذاب القبر، أو صورة الجني الذي قام شاب بتصويره في كهف ومات الشاب مباشرة، وقصة الفتاة التي تحولت لعنزة مشوهة؛ لأنها استهزأت بقراءة القرآن، وهناك فتاة سخطت لقرد، وهناك صورة بالأشعة لجني في صدر شاب، ومن جهة أخرى هناك أخبار يظن مروجوها أنها مسلية، ويكون ضحاياها غالباً من الفتيات اللاتي يتم عرض صور مركبة لهن، أو سرد لعلاقات غير شرعية، والإعلان عن مواقع إباحية، وتستغل عقول الشباب في نشر مثل هذه الشائعات أخباراً غريبة وخطيرة تؤكد مدى الاستهانة بعقولنا.

والمخيف في الأمر، أن مروجيها مجهولون، هدفهم نشر الأكاذيب، ترى ما مصلحتهم من ترويجها؟ ولماذا يستلذ البعض في إطلاق مثل هذه النوعية من الشائعات؟ وهل يشعر بالراحة عندما يتسبب في إيذاء مشاعر الآخرين؟ أم أنه الحقد والحسد، أو الجهل وضيق الأفق بجانب البطالة وأوقات الفراغ؟ بالتأكيد إنهم فئة مريضة النفوس، لا تمتلك الوازع الديني؛ إضافة إلى قلة الوعي الثقافي والاجتماعي، يحاولون التنفيس عن إحباطاتهم ومعاناتهم بهذا السلوك الشاذ، إن أغراضهم متعددة، والهدف واحد وهو تشويه الحقائق وزعزعة الأمن وإحداث البلبلة بين الناس، وعلينا ألا نصدق كل ما يصل إلينا، ولا بد أن ننتبه عندما تصلنا مثل تلك الرسائل؛ لأنها تتضمن معلومات خطيرة؛ فلا نتطوع ونرسلها لغيرنا، وبذلك نساهم في نشر إشاعة لا أساس لها من الصحة؛ خاصة ونحن نعيش في انفتاح إعلامي يصعب معه إخفاء مثل تلك الأحداث الخطيرة والحصول عليها، وللتأكد من صحتها يجب أن يكون ذلك من المصادر الرسمية.

إن كل ما وصلنا إليه بسبب إشكاليات حقيقية صنفها المارد الإعلامي الذي خرج من قمقم الصمت الطويل؛ لينقل إلينا بقوته الهائلة ثقافات العالم باختلاف أنواعها، وباتت بصمته على الأشخاص المولعين بالإنترنت، أكبر من أن تُنكر، وأبرز من أن نتجاهلها .

بواسطة : الأستاذة أميمة زاهد
 0  0  857

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات