• ×

قائمة

Rss قاريء

أبناؤنا لايحبون الدراسة / بقلم نايف الخمري

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

لماذا اصبح أبناؤنا لايحبون الذهاب الى المدرسة وأصبحوا يحبون الإجازات بكافة انواعها أكثر من الدراسة ويستمتعون بها ويسهرون مع تلك الاجهزة الذكية التي تنقل الغث والسمين والضار والكثير من التفاهات من هذه الأجهزة من الأفكار السامة فما عاد الابناء ينامون باكراً وأصبحوا يترقبون مع كل غيمة مطر وعاصفة غبار تعليق الدراسة وينتظرونه بشغف .
أم أنهم يريدون أن يتحرروا من الالتزام لبعض الوقت وطرد شبح الملل هل السبب مرتبط بالكسل وحب النوم أم هو نتيجة ماوصلت إليه التكنولوجيا من طفرات مدهشة أفسدت الغالبية من المجتمع ، فأصبحنا غارقين فيها مما لم يعد هناك مكان للتربية وأصبح سلوك أبنائنا يحتاج إلى تعديل وتصحيح .
وجيل اليوم أصبح يستيقظ من النوم متثاقلاً ولا يحب أن يصحى من النوم ولو رجعنا بذاكرتنا للوراء لوجدنا أنه على أيام جيلنا كنا نراقب شروق الشمس مبتسمين استعداداً للذهاب للمدرسة وكنا نذهب راجلين نحث الخطى متعطشين للعلم ،
حيث كانت للتعليم قدسيته وللحياة معنى وكان يستقبلنا فرَاش المدرسة والذي كان له هيبة في نفوسفنا لاتظاهيها هيبة مدير المدرسة وكنا نطلق عليه ( أستاذ ) لأنه كان مربي ويستحق درجة أستاذ وكنا نخاف من الفرَاش عندما نصادفه خارج المدرسة فقد كانت تهتز جنبات الطريق لخطواته ونحن نلعب الكورة ونخاف ان يستدعينا في طابور الصباح لليوم التالي لأننا كنا نلعب وأهملنا دراستنا ، كانت المدرسه دوحة ومنبر للخطابة فى طابور الصباح حيث النشاطات الأدبيه وجميع التلاميذ يحبون المعلمين .
وكنا نحترم المدرسين داخل المدرسة وخارجها بالرغم من قسوتهم علينا لكنها الفطرة السليمة والاندماج مع المجتمع ، فقد كان للمعلم هيبته وبعده الاجتماعي أي نعم أنهم زرعوا في قلوبنا الخوف وأرهبونا بحجة التعليم وكان آبائنا يقولون لهم ـ لكم اللحم ولنا العظم ـ ولكن كان ذلك نابع من صفاتهم المتميزة وحرصهم علينا وواجبهم تجاهنا ،
وكنا سعيدين وراضين بحياتنا المدرسية ولكن كان جيلنا أكثر انضباطاً واحتراماً من جيل اليوم .
عندما كانت المدرسة بمثابة البيت الثاني لنا وكنا نحب المدرسة ونستمتع بالدراسة ، والحماس يتوهج في نفوسنا وتتدفق أحاسيسنا بحب المدرسة وكنا نتنافس في الاختبارات من يقوم اولاً بتسليم ورقة الاجابة وكانت نتائج الامتحان دائماً مبهرة وزرعنا حقول الفرح في صدور أهالينا حيث كان لدينا الكثير من الأمنيات والرغبات التي نود تحقيقها ،
وجيلنا لم ينعم (بالدلع) ولم تكن شخصياتنا مضطربة ومراهقتنا مزعجة ولم تكن لدينا أمراض نفسية وكانت قلوبنا بيضاء وأحلامنا عظيمة بكل تفاصيلها الملونة وكنا نتمنى الخير للجميع .
ولم يكن هناك تعليق للدراسة بسبب الأمطار والغبار ، أما جيل هذا اليوم فهو ينعم بكافة وسائل الرفاهية التي يعيشون فيها ووسائل التقنية من سناب شات وإسنتقرام وتويتر وواتس آب وغيرها التي افسدتهم وقتلت فيهم مساحات الأمنيات والأحلام وأفسدت الاندماج فيما بينهم وقللت المبادرات وافتقدنا القدوة الحسنة وأعتقد لوكانت هذه الوسائل موجودة على أيامنا لكانت افسدتنا ولوثت سلوكنا وجعلتنا نكره المدرسة ونحب الإجازة ..
أصبح التعليم في نظر أبنائنا غير ُمحبب وكأنه شر لابٌد منه وأصبحت لديهم عدم الرغبة في الدراسة ، ولو سألت أحدهم عن مآلات المستقبل لن يستطيع أن يجيبك لأنه لايعرف كيف يرسم المستقبل ، ولا أعمم على الكل فهناك شباب تشعر بالفخر وأنت تراهم ينهلون من العلم ويتسابقون في دراستهم ليحققوا أحلامهم وأمنياتهم .
يبدوا أن هناك خللاً فنحن بحاجة الى وقفة حقيقة لدراسة هذه الظاهرة من التربويون ورجال التعليم وأولياء الأمور وغيرهم . فماذا نحن فاعلون ،،
نايف الخمري / كاتب صحفي

بواسطة : نايف الخمري - نبزاس
 0  0  2.2K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات