آمال عبدالقادر - أخصائية اجتماعية
لا يخفى على أحد مدى التطور التكنولوجي والعولمة التي نواكبها فأصبحت تربية النشئ ذات ابعاد متعددة قد نظن أننا نستطيع أن نتحكم بها من المنزل ولكن مع تتعدد الجهات المسؤولة عنها يصبح دور المنزل جزء من كيان مترابط.
هناك نقطة مهمة نغفل عنها دائما فعندما نتناول قضية التحرش الجنسي بالأطفال فلماذا نركز على الطفل المتحرش به !؟
ونهمل الطرف الاخر في القضية .
إذا من هو المتحرش ؟
هل هو شخص نشأ على ذلك الفعل الجنسي الشاذ وماهي الظروف التي دعته لمثل هذا الفعل ؟!!
هو بالتأكيد ضحية لتنشئة خاطئة لآباء وضعوا ذلك السياج الكهربائي واعتبروا الحديث عن الثقافة الجنسية سواء كان الحديث عن الأعضاء أو الأفعال الجنسية تعد على منطقة محظورة للنقاش .
في العديد من المرات سمعت ان " كل طفل تعرض للتحرش الجنسي سوف يمارس هذا الفعل عندما يكبر " السؤال هنا ؟ هل هو دفاع عن النفس أم انتقام لها ،أم أنه بحث عن تفسيرات للعلاقة الجنسية ولم يجد من يوجهه للفعل الصحيح فلجأ إلى فضاء الإنترنت ليكتسب منه هذه الثقافة.
يغيب دور التربية الجنسية في كثير من الثقافات العربية فلا بدلنا من تغيير موروثنا في هذا المجال فكلما كان هناك توعية ووقاية لأطفالنا كلما استطاعوا ان يدافعوا عن أنفسهم قبل وقوع فعل التحرش فالطفل المثقف جنسيا قادر على تصوير الموقف ذهنيا وبطبيعة الأطفال التخيلية قد يرسم العديد من ردود الفعل الصحيحة التي قد تفيدة عند تعرضة لموقف التحرش، ويبقى الدور الأكبر والأهم على الوالدين فعندما يكون سلوكهما إيجابيا يبني مهارات الطفل كلما كان مطمئنا واثقا بإحتوائهم لما مر به فذلك يعزز لدية الشعور بالثقة والأمان فيستطيع الدفاع عن نفسه وابلاغ والديه بالمواقف التي قد يتعرض لها .
علينا إذا التركيز على التنشئة الإجتماعية الصحيحة من كافة جوانبها وعدم التركيز على جانب دون آخر فهناك من يضع جل اهتمامه على الجانب الديني أو الجانب المعرفي أو الجانب السلوكي ويهمل دور الثقافة الجنسية والجوانب النفسية للطفل .
علينا أن نعمل على تكامل كافة عناصر التنشئة ليكون لدينا جيل واعي قادر على التصدي للغزو الفكري الذي كثيرا ماأصبح يواجهنا في فضاء الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي.
هناك العديد من النقاط ينبغي على الاسرة الإلتزام بها وفيها يكمن الجانب الوقائي الذي يلزم على الأسرة تفعيله لتفادي وقوع التحرش :
1- تعريف الأطفال بأعضاهم التناسلية وكيفية المحافظة عليها والطرق الصحيحة لتنظيفها.
2- توضيح الصورة الصحيحة للعلاقة بين الكبار والصغار .
3- غرس شعور الأمان لدى الطفل والثقة المتبادلة بين أفراد الأسرة .
4- اشباع عاطفة الطفل بالحب والاحتضان وإعطائه الفرصة للتعبير عن آرائه وذاتة.
5- مراقبة الأطفال أثناء بقائهم مع الخدم والسائقين لضمان عدم استغلالهم.
6- عدم ترك الأطفال في الحدائق و الأماكن المهجورة التي لاتتردد عليها الأسرة كثيرا بداخل المنزل.
7- وضع ضوابط لاستخدام الأجهزة الذكية والحرص على مراقبتها عن بعد .
8- ضمان سلامة الأطفال وتأمين وسائل آمنة لذهابهم وعودتهم من المدرسة.
9- عدم ممارسة الآباء للعلاقة الجنسية بوجود الاطفال حتى في حال نومهم أو في مكان يمكنهم سماعهم به.
10- تعزيز الجانب الديني لدى الأطفال.
11- الفصل بين الأطفال أثناء النوم .
وقد أمرنا الدين الإسلامي بذلك في حديث رواه أبو داود " وفرقوا بينهم في المضاجع"
( تفصيل معنى التفرقة المأمور بها في الحديث، كما يتضح أيضا من هذه الفتوى أن التفرقة المذكورة تشمل الجنس الواحد كالإبن مع جنسه من البنين أو البنت مع جنسها من البنات، أما بشأن البنت مع الذكور فمن باب أولى) "اسلام اون لاين"
فقد جاء أمر التفريق في الحديث بشكل عام ولم يختص لجنس محدد.
ويأتي دور المجتمع في الوقاية من التحرش الجنسي في النقاط التالية :
1-نشر الثقافة الجنسية في المدارس
2- متابعة المدارس ومراكز ومؤسسات الرعاية ووضع ضوابط للعاملين بها لحماية الناشئة.
3- طباعة المنشورات وتوعية الأسر بضرورة الثقافة الجنسية واساليب تعليمها للأبناء.
4- انشاء مراكز متخصصة للحد من التحرش الجنسي وعمل المحاضرات والافلام التعليمة التي يتم نشرها عن طريق قنوات الأطفال التلفزيونية وكذلك تنظيم زيارات للمدارس
5- تصميم مطبوعات توزع على الأطفال في المدارس على شكل قصص ارشادية.
اما الجانب العلاجي للتحرش بعد وقوعه فيكون في النقاط التالية :
1- فحص الطفل المعتدى عليه طبيا ومعالجته نفسيا و معالجة أي عدوى أو أضرار أصابت الجهاز التناسلي للطفل .
2- اذا كان المعتدى عليه فتاة لابد من تأهيلها نفسيا واجتماعيا حتى تستطيع تقبل فكرة الزواج مستقبلا .
3- تجنب تجريح الطفل المعتدى علية ونعته بصفات سيئة مثل : الجبان - الغبي - الضعيف
4- تهيئة البيئة المحيطة بالطفل المعتدى علية وشغل وقته بأنشطة متنوعة لمحو آثار الحادث من نفسة وزيادة ثقته بذاتة.
5- اذا كان الإعتداء قد وقع من الأقارب فيجب إلعاد الطفل عن المعتدي وأسرته وكافة الأماكن التي قد ترتبط بالإعتداء لتقليل قلق الطفل من تكرار ماحدث .
وفي طرحنا للحديث عن التحرش الجنسي لابد لنا ان نبرز الدور الكبير لمواقع التواصل الإجتماعي والكمية الهائلة للمواد الإباحية المتداولة فهذه المواد المطروحة أصبح المتصفح يمر عليها دون استنكار فتأثيرها الأول يكون مؤلما في النفس يكون الشخص منكرا لها بشدة ولكن مع كثرة التداول والمشاهدة اليومية تتحول النظرة لتصبح مشاهد عادية لاتؤثر في النفس .
هو مخطط للغزو يبدأ بالرفض ومن ثم التقبل دون ممارسة وبعد ذلك التجربة من باب الفضول دون لذة ثم التعود إلى أن تصبح أفعالا لايدرك ذلك الشخص خطورتها كما يقال بالعامية "الزن اقوى من السحر "
أخصائية اجتماعية - آمال عبدالقادر - عضو نادي الخدمة الاجتماعبة بمكة
* * * على مستوى افراد *الاسرة او المدرسة *والمجتمع وكذلك مهارات تربوية مفيدة للطفل والوالدين ... موفقة اختنا الفاضلة دائما *لما فيه خيرمجتمعنا *ان شاء اللة*