اسم الكاتبه / حنان أحمد رسام -جدة:
اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بذوي الاحتياجات الخاصه و
أولاهم رعاية وعناية خاصة، فقد كرم الإسلام المعاقين وحرص على عدم جرح مشاعرهم، والشواهد على ذلك كثيرة، ففي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ترك السلام على الضرير خيانة»، وهذا الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، وهو رجل أعمى، جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده أكابر القوم يدعوهم الى الإسلام، فأعرض عنه، فنزلت في حقه آيات عتاب رقيق للنبي صلى الله عليه وسلم جاءت في سورة «عبس»، لتثبت للجميع أن المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة هم جزء مهم لا يتجزأ من المجتمع ، وأن رعايتهم والعناية بهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم، هي مبدأ إسلامي مهم من مبادئ وقيم الإسلام العظيمة الخالدة
رغم ما للموضوع من أهمية قصوى وعواقب خطيرة وباتت قضايا التحرش تطفو على السطح
وأضحى غير ممكن بأي حال ولا يجوز نكرانها وتجاهلها والتغاضي عنها
إلا أن الكثيرين ومنهم ذوي الضحايا وأهلهم لايزالون يرفضون التعرض للموضوع ويتجنبونه خوف الفضيحة أو استبعادا أن يطالهم وعائلاتهم
فما نسمعه اليوم من حواديث وحكايا تروى وقضايا يقشعر منها الأبدان لا سيما تلك التي طالت فيها أيادي الغدر على سبيل المثال ...
اذا ضحية من ذوي الإحتياجات الخاصة .. البراءة بكل معانيها تغتال وتغتصب بشكل مأساوي
ولا أحد يحرك ساكنا
إن الشعور بالقهر والأسى عليهم لأضعف الإيمان ولن يحمي هذه الفئة من المجتمع المغلوبة على أمرها والتي أهدرت كرامتها وسلبت أبسط
حقوق الإنسانية ( العيش بكرامة ) ممن لا يملكون إلا ولا ذمة وما أكثرهم في هذا الزمن للأسف
وحوش بشرية تعيش بين ضهرانينا والأدهى والأمر أن يكونو من أقرب الناس إليهم من ذويهم وأقربائهم .. من لحمهم ودمهم
وقد يكونون كذلك من مراقبين وعمال نظافة وحتى اختصاصيين في مراكز علاجهم
أما يكفي أن جار عليهم الزمن !!
أما يكفي لوعتهم بتهميشهم ونبذهم ونظرة المجتمع الدونية لهم !!
أما يكفيهم ابتلاء الله لهم في أعز ما يملك الإنسان
نعمة العقل والإدراك !!
كيف نحميهم :
إن التوعية الجنسية والمراقبة الدائمة لهي صعبة مع الأطفال العاديين فما بالك بذوي الإحتياجات الخاصة
لقلة حيلتهم واستيعابهم وإدراكهم وصعوبة التعبير وسرد الوقائع فيغدون ضحية سهلة ورخيصة بيد الجاني
لكن بالحرص والاهتمام والتوكل على الله بإذن الله نحميهم ونحافظ عليهم
وهنا بعض الملاحظات والتفاصيل لابد من الإهتمام بها
* المراقبة اللصيقة والمستمرة لهم وعدم تركهم للمربيات والخدم
* كذلك مراقبتهم أثناء اللعب ومشاهدة برامج التلفزيون ومحاولة صرف طاقتهم بأشياء مفيدة
* توعيتهم على عدم قبول تجريدهم من ملابسهم أو ملامستهم بطرق مشبوهة وتعليمهم أساليب للدفاع عن أنفسهم كالصراخ والهروب .
* عدم تعويدهم على القبلات والأحضان بشكل مفرط سيما فترة المراهقة
* أن تكون ملابسهم دائما فضفاضة ساترة لا تبرز المفاتن
عدم السماح لهم وعدم تعويدهم النوم في غرفة الوالدين .
* تدريبهم على الأداب والطريقة الصحيحة للجلوس بعدم فتح الرجلين ورفع الملابس وكشف العورة
* مراقبة الأم لجسم ابنها المعاق دائما وملاحظة أي كدمات أو آثار قد تدل على اعتداء جنسي .
* وضع كاميرا بغرفته في حال وجود خدم وإعلامهم
قد تكون أمور وتفاصيل صغيرة لكن الإهتمام بها يدفع الكثير من الخطر عنهم وعن استغلالهم والغدر بهم .
أعزائي القراء:
قد يكون من ذوي الإحتياجات الخاصة لكنه إنسان مثلنا يحس ويشعر ويتألم وله من الحقوق مثلنا وأكثر
وجب علينا حمايته والإهتمام به ودرء أي خطر يهدد
استقراره النفسي وحياته وكرامته فهم جزء لايتجزأ من مجتمعنا ولايحق لأحد مطلقا أن يلغي أو ينكر تواجدهم الفعال
رغم نظرات العطف تارة ونظرات النقص تارة أخرى
هم يتعايشون بيننا يتنفسون هوائنا كبروا وأحلامهم وطموحاتهم ترافقهم دوما
نعم لهم إحتياجاتهم الخاصة لنقص ما ولكن لهم أيضا إبداعاتهم
ولمساتهم المبهرة التي قد يعجز عنها الأسوياء منا
ولكن مجتمعنا و للأسف يوجد به من لايتقبلهم مطلقا
الى أن يصل لحد السخرية بهم والإنتقاص بذواتهم وعقلياتهم ..!!
ألا يستحقون منا حرارة التشجيع وحسن المعاملة وعدم التهميش...!!
لما لا نمد لهم الأيدي الحانية ونحتضن أرواحهم بهمسات مقوية...
لما نغلق عليهم أبواب الأمل ونوصد أمامهم باب قرب الأجل...!!
انزعوا عن أعينكم نظرات الإستهزاء وأبدلوها برحابة صدر
وتفهم لعقلياتهم بلا استحقار ....