سماح نبيل سندي - جدة
في زمننا الحالي أصبحت سياسة المدارس هي أن الطالب على حق كما في البيع والشراء تماما ،وذلك لأن التعليم بالفعل أصبح متعلق بالكسب المادي فقط والمدارس ما عادت إلا مؤسسات تجارية تتوارى خلف شعار التربية والتعليم الذي تفتقده مع الأسف معظم المدارس إذا لم يكن جميعها للأسف.
أجد نفسي أقف عاجزة فقد شلت كل أفكاري وأنا أراقب انهيار القيم والمبادئ التي تربينا عليها لا أعلم كيف أبدأ أو من أين ؟! فهل أبدأ من المعلم الذي هضمت كل حقوقه ولا أقصد بذلك الحقوق المادية!! بل حقوقه المعنوية والأخلاقية والتي تنفى وتنتهي تماما بمجرد أن يوقع على أنه ليس له أي حق في أن يعاقب الطالب مهما بدر منه وألا يجرحه لفظيا حفاظا على نفسية الطالب ، عفوا يا صانعي القرارات الهوجاء و ماذا عن نفسية المعلم الذي كان يعد رسولا وهو يرى الآن أنه أقل من أي موظف .. فلا يوجد أي وظيفة تلغي الحق المعنوي للموظف وتسمح بإهانته..
لا أعلم أين الخطأ؟!
هل هو من المدرسة وقوانينها العقيمة أم من المعلم الذي وافق على أن يكون بلا قيمة .. أصبحت فكرة التعليم متقوقعة حول إرضاء الطالب بأي شكل كان سواء كان الحق معه أو كان (غلطان ).
أم أن الخطأ في التربية التي باتت متعلقة فقط بإشباع الطفل وتلبية طلباته وتحقيق رغباته أيا كانت .. دون الاهتمام بالجانب التربوي المتعلق بالأخلاقيات والمبادئ ..
برأيي المسألة هذه تحتاج لحلها جميع الأطراف فعلى المعلم ألا يقبل بأي تنازلات والمدرسة عليها أن تتذكر أن العلم لا يتوج صاحبه دون أخلاق وأن المكسب البشري أهم بكثير من المكسب المادي أما الأهل فعليهم أن يفيقوا من السبات وينقذوا أبناءهم من الضياع في متاهة الحياة قبل أن ( يفوتهم ) القطار..
[/justify]