بقلم الكاتب : ناصر بشير عبدي
لا شك بأن " التحرش الجنسي بالأطفال " ظاهرة ملموسة وإن لم تكن بذلك الانتشار ، بيد أنها ملموسة من خلال ما نشاهده من قضايا تناولها الإعلام أو من خلال ما يجده الباحث في هذا الشأن لدى الجهات المختصة بالرعاية والحماية الاجتماعية والتي قد تفوق في عددها ما ظهر لنا إعلامياً .
ولكون هذه الظاهرة متعلقة بالأطفال تجعل من الأمر أكثر سوء ، فالمرحلة العمرية هذه تحديداً هي مرحلة الاساس التي تبنى عليها المراحل العمرية الأخرى ، ولذلك تعد الأهم دون شك ، والحرص عليها مطلب لا خيار فيه .
ولكي يتحقق هذا المطلب المتمثل في الحرص على الطفل ، يجب أولاً على المربي والمربية أن تكون لديهم المهارات الكافية لتعامل مع هذا الطفل ومعرفة أدق التفاصيل العلمية عن مرحلته ، فكل ما كانا مهيئين كان بوسعهما القدرة على العطاء بشكل صحيح ودون أخطاء تربوية تكلفهم الكثير .
ولعل من أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها المربين مهارة القدرة على فهم شخصية الطفل والأسلوب الحواري الملائم له ، لتكون قناة الاتصال بالطفل فعالة بالشكل الذي يجب .
بحيث أنه يستطيع أن يفصح عما يحدث معه من سلوكيات يقومون بها الآخرون سواء كانت ايجابية أم سلبية وبكل أريحية ، ليسهل بعد ذلك على المربين تعزيز الايجابي منها وانتقاد السلبي انتقاداً يتناسب مع المرحلة علاوة على اتخاذ الاحتياطات تجاه الأشخاص الذين يتعامل معهم .
إن مفهوم التربية رسالة يجب المؤدي لها أن يعطيها حقها على الوجه المطلوب ، وأن لا يقتصرها على توفير سبل الرعاية ، فالرعاية أمر قد يجده الطفل من - أي شخص - ، ولكن التربية لا يجدها إلا من المربي .