بقلم ـ ميساء قطب ـ جده :
أول يوم في المدرسة، جملة تحمل رهبة مررنا بها كلنا منذ نعومة أظافرنا، اشتياق غزى مضاجعنا ولطالما أصابنا بأرق الحماس، تساؤلات واستفهامات عديدة لم تجب حتى اليوم التالي في صباح أول يوم دراسي.
أما كمعلمة، فلم أكن أدرك أن رهبة اليوم الدراسي الأول تمتد لعام كامل، ينتهي بنهاية السنة الدراسية. أدركت خلالها أن المعلمة تلميذة لطالباتها، لزميلاتها، لمديراتها ولأجواء العمل كله. علمتني مهنتي أن أرتقي بطالباتي تربوياً، وليس علمياً فقط. لطالما اعتقدت أن كوني معلمة يقتصر على شدتي على طالباتي من الجانب العلمي، غفلت خلالها عن واجبي الأعم والأكبر، وهو واجبي التربوي. والجميل في ذلك كله أن طالبة من طالباتي كانت لي أستاذة في ذلك الموقف الذي أيقظتني من غفوة ربما وقع فيها الكثير. يتمثل ذلك في موقف لن أنساه ما حييت، حيث أنني أحب طالباتي جداً، وأحرص عليهن وعلى كمال درجاتهن. وقد حدث في يوم أن طالباتي لم يحققن ما كنت آمل من درجات في الاختبار، شعرت بالغضب وعدم الرضا، وكان ذلك واضحاً في تعاملي معهن، دخلت الفصل ولم ألق السلام، شرحت درسي ببرود ولم أستطع أن أخفي علامات الضيق على وجهي حتى آخر الحصة، وأثناء خروجي من الفصل، توجهت إلي إحدى الطالبات وقالت لي جملة لن أنساها، درسا سأظل أذكره ما حييت، قالت لي "يا معلمة، حتى وان كان تقصيرنا الدراسي يغضبك، ليس مبرراً لعدم إلقاء السلام علينا" كانت لحظات صحوة شعرت بأن المعايير قد انقلبت وأصبحت طالبتي معلمتي، وكانت نقطة تحول في حياتي، فعلاً أدركت أنني انهمكت في أمور سطحية وغفلت عن أمر أهم بكثير من درجات مادة وهو السلام، فهو واجب المسلم على أخيه المسلم. أدركت أن واجبنا يبدأ من إصلاح أنفسنا بإعادة النظر في تصرفاتنا وسلوكياتنا فنحن مربون أولاً ومهما كان فارق العمر بيننا وبين طالباتنا أوطلابنا فإننا قد نستفيد منهم كثيرا في تقويم تصرفاتنا وتعديل سلوكنا وماينبغي علينا إلا الاعتراف بأخطائنا وتصحيحها حتى نستحق أن نكون قدوة لهذه الأجيال ونستحق أن نحمل الأمانة.
إن المعلم النافع هو من يفهم طلابه فكرياً ونفسياً، المعلم هو قلم الأمة الذي يرسم ملامح شخصيات أبنائها، المعلم هو المربي والمرتقي بأبنائه خلقياً أولاً، ثم علمياً.
أول يوم في المدرسة، جملة تحمل رهبة مررنا بها كلنا منذ نعومة أظافرنا، اشتياق غزى مضاجعنا ولطالما أصابنا بأرق الحماس، تساؤلات واستفهامات عديدة لم تجب حتى اليوم التالي في صباح أول يوم دراسي.
أما كمعلمة، فلم أكن أدرك أن رهبة اليوم الدراسي الأول تمتد لعام كامل، ينتهي بنهاية السنة الدراسية. أدركت خلالها أن المعلمة تلميذة لطالباتها، لزميلاتها، لمديراتها ولأجواء العمل كله. علمتني مهنتي أن أرتقي بطالباتي تربوياً، وليس علمياً فقط. لطالما اعتقدت أن كوني معلمة يقتصر على شدتي على طالباتي من الجانب العلمي، غفلت خلالها عن واجبي الأعم والأكبر، وهو واجبي التربوي. والجميل في ذلك كله أن طالبة من طالباتي كانت لي أستاذة في ذلك الموقف الذي أيقظتني من غفوة ربما وقع فيها الكثير. يتمثل ذلك في موقف لن أنساه ما حييت، حيث أنني أحب طالباتي جداً، وأحرص عليهن وعلى كمال درجاتهن. وقد حدث في يوم أن طالباتي لم يحققن ما كنت آمل من درجات في الاختبار، شعرت بالغضب وعدم الرضا، وكان ذلك واضحاً في تعاملي معهن، دخلت الفصل ولم ألق السلام، شرحت درسي ببرود ولم أستطع أن أخفي علامات الضيق على وجهي حتى آخر الحصة، وأثناء خروجي من الفصل، توجهت إلي إحدى الطالبات وقالت لي جملة لن أنساها، درسا سأظل أذكره ما حييت، قالت لي "يا معلمة، حتى وان كان تقصيرنا الدراسي يغضبك، ليس مبرراً لعدم إلقاء السلام علينا" كانت لحظات صحوة شعرت بأن المعايير قد انقلبت وأصبحت طالبتي معلمتي، وكانت نقطة تحول في حياتي، فعلاً أدركت أنني انهمكت في أمور سطحية وغفلت عن أمر أهم بكثير من درجات مادة وهو السلام، فهو واجب المسلم على أخيه المسلم. أدركت أن واجبنا يبدأ من إصلاح أنفسنا بإعادة النظر في تصرفاتنا وسلوكياتنا فنحن مربون أولاً ومهما كان فارق العمر بيننا وبين طالباتنا أوطلابنا فإننا قد نستفيد منهم كثيرا في تقويم تصرفاتنا وتعديل سلوكنا وماينبغي علينا إلا الاعتراف بأخطائنا وتصحيحها حتى نستحق أن نكون قدوة لهذه الأجيال ونستحق أن نحمل الأمانة.
إن المعلم النافع هو من يفهم طلابه فكرياً ونفسياً، المعلم هو قلم الأمة الذي يرسم ملامح شخصيات أبنائها، المعلم هو المربي والمرتقي بأبنائه خلقياً أولاً، ثم علمياً.
مقال رآآآآآآآآآآآآآئع كَ روعتكِ أستاذتي "ميساء" أنتظر لجديدك بِ كُل شغف ^_^~