• ×

قائمة

Rss قاريء

ثلاثية حماية الأطفال من التحرش الجنسي - حملة نبراس الإعلامية " رقي "

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

بقلم / أم السعد إدريس ـ مستشارة تربوية ومدربة معتمدة

التغيير سنة كونية ثابتة .. ومن يرفض التغيير سترفضه الحياة .. وصدق من قال ( الشئ الوحيد الثابت في الكون هو التغيير)

ومن ذلك التغيير الذي يعيشه مجتمعنا ؛ الحديث الصريح عن موضوع التحرش الجنسي بالأطفال ، وهو موضوع يحدث في كل زمان ومكان .. ولكن اختلاف نمط الحياة يفرض علينا اختلاف التعاطي مع الموضوع .

فمع وسائل التقنية وما أفرزته ـ في ظل غياب رقابة الوالدين ـ من تعريف الأطفال بأمور سابقة لأوانها ؛ صار من الضرورة توعية المجتمع بكافة أطيافه بخطورة التهاون والتكتم الذي سينتج الكثير من المشاكل ، خاصة مع تعدد وسائل التواصل التي تنشر الضار أكثر مما تنشر المفيد .

لذا لابد من تسليط الضوء على قضية التحرش الجنسي بالأطفال بأنها قضية ثلاثية المحاور :

1) المتحرش
2) المتحرش به
3) بيئة التحرش

فلنبدأ بالمحور الأول والأخطر وهو المتحرش :

فمن هو المتحرش ؟
§ هو فرد من المجتمع .. ولد على الفطرة ، ولكن التنشئة جعلت منه متحرشاً ، فإدمان مشاهدة المناظر المثيرة للغرائز في ظل غياب الرقابة والتوجيه داخل الأسرة سوف ينشئ شخصاً متحرشاً .

§ هو شخص لم توجه غرائزه التوجيه اللازم والكافي ؛ فانحرفت عن مسارها الصحيح ، وساعد على تطور ذلك ضعف العقوبة الرادعة .

§ هو مريض ؛ يحتاج للعلاج من بداية اكتشاف المرض قبل أن يستفحل ويصبح عضواً فاسداً لا يجدي معه غير البتر.


فكيف نتعامل مع المتحرش من الجانبين الوقائي والعلاجي ؟

البداية تكون بالوقاية لأنها أفضل وأقل تكلفة من العلاج ، ومن أهم عوامل الوقاية غرس الأمور التالية في عمق ضمير ووجدان كل فرد منذ الطفولة :

ü الإنسان مسئول مسئولية كاملة عن كل تصرفاته ( إن السمع والبصر والفؤاد .. كل أولئك كان عنه مسئولا )

ü ما لا ترضاه لمحارمك .. الناس لا يرضونه لمحارمهم ( أترضاه لأمك ... الحديث )

ü كما تدين تدان

أما العلاج فيكون بالعقوبات الرادعة التي تتناسب مع كل حالة ؛ والعقوبات يمكن أن تتخذ صوراً غير تقليدية ؛ فيمكن تكليفه بأعمال تطوعية أو خدمات اجتماعية ليستشعر أن عمل الخير وسمو الروح أكثر فائدة وإمتاعاً من الانسياق وراء غرائز الجسد .


وفيما يخص المحور الثاني : المتحرش به

لابد من التنويه لأن المتحرش به غالباً يكون طفلاً أو مراهقاً .. والمشكلة الأساسية للمتحرش به هي عدم القدرة على التصرف السليم عند حدوث موقف التحرش وذلك لأسباب أهمها :

· الجهل بكيفية التصرف السليم
· الخوف من مصارحة الأهل
· الخوف من الفضيحة أو الابتزاز من قبل المتحرش

فكيف نقي أبناءنا من التحرش :

§ التثقيف الجنسي الراقي بما يناسب المرحلة العمرية
§ مد جسور من التفاهم والثقة بين الآباء والأبناء
§ التأهيل الصحيح حول كيفية التصرف فيما لو تعرض للتحرش
§ تربية البنات على الحشمة والحياء في الملبس والحديث والحركات عند الخروج ، والبعد عن كونهن (كاسيات عاريات) حتى في المنزل وفي وجود المحارم .

ومما ينبغي التنويه إليه أن المتحرش به قد يتحمل أحياناً جزءاً من المسئولية في وقوع عملية التحرش وذلك بجذبه للمتحرش ( فيطمع الذي في قلبه مرض ) ، أو تقع المسئولية على الأهل بتركهم طفلهم وحيداً ؛ أو مع من لا يوثق به .

لذا فمن المهم عند إصدار العقوبة بالمتحرش النظر في حال كل المتحرش به ؛ وتصرف الأهل ، فقد يستلزم الأمر أن تطالهم العقوبة بنسبة تتفاوت مع حجم الخطأ أو الإهمال الذي صدر عنهما .


أما المحور الثالث والأخير : بيئة التحرش

المقصود ببيئة التحرش هي ظروف الزمان والمكان الذي يحدث فيه التحرش بالإضافة للأشخاص الموجودين عند وقوع التحرش (غير المتحرش والمتحرش به)

إن لبيئة التحرش دور كبير في وقوع التحرش أو منعه لذا من المهم مراعاة الأمور التالية لنقاء البيئة حتى لا تتاح الفرصة لمن تسول له نفسه بالتحرش :

ü وضع ضوابط للبيئة بما يضمن الوقاية من وقوع حوادث التحرش
ü عدم اصطحاب الأطفال أو حتى المراهقين ممن يخشى عليهم من التحرش للأماكن التي من المحتمل تعرضهم فيها للتحرش .
ü عدم ترك الصغار وغير القادرين على الدفاع عن أنفسهم لوحدهم أو مع غير الأهل أو الموثوق بهم .
ü مبادرة من يشك بموقف فيه تحرش بإبلاغ جهة الأمن المسئولة والتدخل لمنع الإيذاء بصورة لا تعرضه هو نفسه للمساءلة ، ولا يكتفي بالتصوير ونشر الحدث في مواقع التواصل .

ولا يفوتنا الحديث عن التحرش غير المباشر وهو نموذج حديث ظهر مع استخدام الحد السئ لسلاح التقنية ويمكن التعامل معه بوضع ضوابط بعد تنمية الرقيب الداخلي لدى الفرد ، ومن تلك الضوابط :

ü تحديد سن لا يسمح قبلها باستخدام الطفل إلا لمواقع وتطبيقات محددة تناسب الأطفال
ü الإشراف المباشر على أجهزة الأطفال والاستعانة ببرامج حجب المواقع غير المناسبة للأطفال
ü منع الأطفال والمراهقين من استخدام الأجهزة داخل غرفهم المغلقة (فالإثم ماحاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)

نسأل الله أن يوفق أبناءنا في جميع الأمور ويقيهم أبناءنا من جميع الشرور.

بواسطة : بقلم / أم السعد إدريس ـ مستشارة تربوية ومدربة معتمدة
 0  0  864

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات