بقلم - الكاتبة : روان بالخير - مكة المكرمة
عظيمة هي ثقافة التطوع حينما تحفز الإنسان لممارسة إنسانيتة يشعر بالآخرين ويمد يد العون لهم فيحلق في سماء العطاء ويقتص من عمره ساعات للبذل ونشر الحب والسلام راجياً الأجر والثواب ومساهماً بدور فعال في التطور والنماء .
لكن اليوم وبعد الإنتشار الواسع لهذة الثقافة الراقية بين أوساط الذكور والإناث نرى تغير مسارها الإنساني بغياب القيم وتحول الأهداف ففقد التطوع مصداقيته ، وأصبح هم بعض مرتاديه الأوحد الركض خلف فلاشات الإعلام ، وتوزيع الخبر في الصحف والمجلات أو الحصول على العدد الأكبر من اللايكات والريترويتات وزيادة عدد المتابعين في برامج التواصل الإجتماعي فضلاً عن تكوين العلاقات والتباهي بالدروع والتكريمات .
وكأن التطوع أصبح مظلة يحتمي تحتها كل من يبحث عن الشهرة والأضواء للبروز في المجتمعات بالرغم من أن طرق الشهرة سهلة ميسرة (كن معتوهاً تصبح مشهوراً) لا تحتاج إلى لف ودوران أوإنسياق خلف الأطماع لتحويل كل معالم هذا النقاء فالأصل في التطوع الصدق في العمل ، والإخلاص في المبدأ ، والبعد عن الرياء ، و دوافعة دينية أخلاقية إجتماعية وليست شخصية .