بقلم / أم السعد إدريس
مستشارة أسرية ومدربة معتمدة
ماذا لو .. لم يقل صبحي بترجي كلمته الشهيرة التي مفادها أن الشعب السعودي (مدلع) ؟
كيف كانت ستجري الأمور ؟
وما السبب الحقيقي وراء تحرك الشعب بهذه القوة ؟
هل هو بغريزة الدفاع عن النفس أم أن هناك دوافع أخرى ؟
بالتأكيد صبحي بترجي أخطأ ونال جزاءه العادل المستحق ..
ولكني أرى أن الموضوع أبعد بكثير من (شخصنته) في صبحي بترجي .
وكأن الله أراد أن يبدأ الفصل الختامي لمكافحة الفساد في وطني ..
والتي بدأت بقرار الملك عبد الله رحمه الله .. والتي بدأت بإنشاء هيئة مكافحة الفساد وهو يعلم أن مكافحة الفساد تحتاج تصافر الجهود من الجميع .
ثم جاء دور ملك الحزم سلمان ليكمل المسيرة ويدفع عجلة التنمية للأمام بثبات وعزم .
إن صبحي بترجي لم يتفوه بتلك المقولة ولم يتفاعل معها الشعب إلا بأمر الله وحكمته .
ولكن .. ماذا بعد ؟
هل سيكون همنا واهتمامنا فقط بالبحث عن تعديات البترجي و اختراع النكات وكأن الموضوع تحول إلى انتقام شخصي وتشف وشماتة .. وهذا يخالف نهج نبينا صلى الله عليه وسلم في عدم التشفي بمن نال جزاءه .. وفي قصة المرأة التي زنت وأقيم عليها الحد دليل على ذلك .
إن القضية ليست قضية أشخاص وإنما مقدرات وطن وحقوق مواطنين تسلب وتنهب .
والفساد لا يستشري إلا بتكامل ثلاثة عناصر :
- فئة تفسد
- فئة تساند
-فئة تسكت عن الفساد
وأخطرها وأكثرها هي الأخيرة ..
فما هو دورنا ؟
ها قد جاء دورنا كمواطنين لنعبر عن الحب والولاء للوطن بعدم سكوتنا عن الفساد والمفسدين .
فها هي هيئة مكافحة الفساد فاتحة أبوابها ..
والوزارات فتحت أبواب التواصل الاجتماعي ليصل المواطنون إليها ..
وفوق هذا كله بدأ الملك سلمان حفظه الله بمبادرة إنشاء حساب بتويتر ليتواصل معه الشعب .
فلا حجة لنا إن لم نوصل للمسئولين ما نراه ونتحقق منه من صور الفساد .
لقد فتح الله لنا بوابة مكافحة الفساد .. فحري بنا أن لا تستوقفنا لذة الشماتة والتشفي عند شخص أكثر مما ينبغي .. إن الواقع الذي نعيشه يحتاج سرعة ودقة في التعامل لتزول تراكمات الفساد .
ها قد حان دورنا كمواطنين .. إذ جاءتنا الفرصة على طبق من ذهب لنعبر عن حب الوطن عمليا ..
فهل من منتهز ؟