• ×

قائمة

Rss قاريء

أنفاس الأمن الأسري!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

موده المحمدي - مكة المكرمة

image

الآن عرفتُ بأنّ قلمي جافٌ حبره!
قراطيسي مبعثرةٌ لا أعلمُ من أين أبدأ تجميعها و هنا و هناك صرخاتْ تعلنُ لي الزّوال!
سأندرجُ و لن أُطيل مقدّمتي فداخلي بركانٌ لا يسعه أن يتدرج في صعودهِ على الجميع، دون استثناءٍ سأعاتبُ الجميع حتّى المسافرُ في طائرته نعم، قف وعدْ إلى أدراجك حتّى أفرغ من نائبةٍ قد حلّت على مجتمعنا النامي العقل! لن أعيب زماناً و مكانا، لن أضعَ حدّاً لأحرفي حتّى تصعد أعالي أنهار فيكتوريا!
و كأيّ شخصٍ يريدُ أن يكون له شاغرٌ من الدنيا سأبني سرايا لضحايا " العنفِ الأسريّ" في هذا القصر لن يكون هناك ضجيجُ أمْ تصرخ ليل نهار، لن يتجول أبٌ يقلّلُ من شأنِ موهبةِ ذويه، بين سلالمِ قصري نثرَت قطعُ الذّهب لكلّ فردٍ فيه حتّى تعلن لهم بأنّ تحت هذا العنف أبطالٌ خامدين!
أيّها النائي عن أبنائه بوحشيته أما خِفتَ عند المليك عذابا؟ أو ما كانتِ الحنفية ملتّك حتى تأنى عن (( ارحموا من في الأرضِ يرحمكم من في السّما)) فإن وليتَعن رحمة مليكك من لك بعد ذاك؟
أنت.. يا من تتحدّث كثيراً عن الفسادِ حولك تجولُ المراكز مخاطباً البشر محدثّهم وجامعهم للبحثِ عن حلولٍ لترقى بمجتمعٍ خالٍ من الفساد أما أدركت بأنّ الفساد جنينُ العنفِ الأسريّ؟؟
ذاك الجنين يكبرُ و ينموا في ظلّ شراستك و وحشيتك، من هنا يتولّد أفراداً قد علقّوا لائحةً على الحياة و حكموا عليها بأنّها لا فائدة منها!
اذهب قارئي إلى أقربِ مركزِ شرطةٍ في حيّك، تصفح سجل الجرائمِ و انظر إلى كلّ جريمةٍ بجرمها، هل تصفحت وانتهيت من جميع الملفات لتأتي هنا حتّى أبدأ في توضيحِ تلك البشاعات لك، ملفاتُ الجرائمِ تلك لمْ تخلق عبثا!
إنها أجنّةُ العنفِ الأسري، قد كبرت وتطاولت في جهلنا عن هؤلاءِ الفئة! في ظلّ الظّروفِ المحيطةِ بالأسرةِ المتفككة قد جهل الوالدين عن ذويهم ، كلٌ قد وكلّ أمره على الآخر فنتجتْ أجنّة العنفِ الأسري، عندما يغيبُ الوالي طويلاً وتتيه الأمُ بين ملهياتِ الدنيا، عندما لا يكونُ للشبّاب حدّاً من ورائهم يعاقبون عليه ، عندما نتجنبّ هؤلاءِ الأفرادِ في قسوةِ ظروفهم سيزيدُ ذلك من العنفّ الأسري بل سيتطاول إلى جميع الأفرادِ فيكون عنفٌ بشري!!

حتّى لا ينهمك رجال الأمن بأجنّةِ العنفِ الأسري و يتيهون بين جرائمهم التّي لم يضعوا لها حدّا !
حتّى لا نتطّرق إلى عاصفةٍ تأوي بنا إلى الهلاك!

قبل أن تتحدثّ عن الفساد والرعاية، عد إلى منزلك وانظر إلى أبنائك كم تركتَ فيهم يوماً لم يرو منك مديحاً لصنيعهم؟ أنتِ سيدّتي ولا تحسبين بأنّ الوالي وحده قد وُّكل بالرعاية أو لم يُخلق له العمل وكُتبت عليك الاهتمام بالخلق؟ فإن كان ضياعُ الخلقِ أمراً لا يهمك فسلامٌ على الأجيالِ التي ستتراودُ على مراكزِ الأمن نتيجةً لإهمالِ الجميع!!

قبل أن تحتضن أولاد الغير احتضن أولادك
قبل تبدأ في مدح أحدهم انظر إلى صنيع ابنتك ربّما منذ ولادتها لم تسمع منك مديحا!!
قبل كلّ شي وقبل أن تتكوّن الأجنّة
قبل أن تكون حاجتنا إلى مراكزِ رعاية الأبناء ذوي العنفِ الأسريّ أنت.. اصنع لك ولأسرتك ملجأً لا يُمكنُ لأحدهم أن يجتازه الآن يتكون ضمنَ دائرةِ أنفاسُ الأمنِ الأسريّ..

بواسطة : موده المحمدي - مكة المكرمة
 0  0  390

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات