أتدرون ما الصورة الكربونية ..
إنها تطابق الأجيال..
جيلاً بعد جيل.
إنه زرع الحقد والبغضاء ..
في القلوب.
زراعة العداوة ..
في قلوب النشأة.
تجد الشاب متعلم ..
ويحمل أفضل الشهادات ..
وهو بعقلية قديمة ..
قد امتلئ قلبه ..
حقداً وضغينة ..
على إخوانه المسلمين.
كأنه من الجيل السابق ..
لم يحرك فيه تعليمه شيئاً ..
يتذكر الماضي ..وهو قد مضى .
لا ينسى الإساءة ..
التي كانت لأجداد سابقون.
ليس للعفو مكان عنده.
قلبه خصباً بالحقد والبغضاء.
تجده يرتقي في المناصب ..
ويتعلم في المدارس ..
ولكن حينما تخاطبه ..
تجده بعقلية متحجرة.
لا تتذكر إلا الحقد والبغضاء
ولا تعرف المحبة ..
ولا العفو ..
فمن شيم الكرم التسامح.
وهو صفة الأخيار..
ذاك المتغطرس
ليس له هم ..
إلا الانتصار على خصمه.
وقد تربى ..
على هذا الحقد ..
والبغضاء ..
منذ نعومة أظفاره.
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ..
على ما كان عوده أبوه ..
عوده ..
على كراهية فلان وعلان.
هؤلاء ..
هم الذين أخذوا مال جده.
وهؤلاء ..
هم الذين أساءوا إلى أبيه.
وهؤلاء ..
هم الذين نصبوا العداء لأهله.
فلا يمكن مسامحتهم ..
ولا يمكن العفو عنهم ..
فينشأ فيه هذا الحقد ..
ويتربى معه في قلبه ..
حتى يصبح الحقد ..
عنوان لهذا الشاب ..
تجد القضية ..
تجلس في المحاكم ..
سنوات وسنوات .
ولا نجد لها حل ..
بل تجلس أجيال متتابعة ..
وقد تشعبت تلك القضية..
إلى قضايا أخرى ..
فما كان السبب ..
إنه زراعة الحقد في قلوب
الأجيال المتلاحقة ..
ولطن لابد أن تتعلم ..
العفو والمسامحة
والتسامح.
فديننا ..
دين التسامح .
ولابد أن تعفو ..
عن من أساء إليك.
لابد..
أن ننسى أخطاء الماضي .
فنحن أبناء اليوم ..
فتذكر الماضي حمق ..
وجنون وقتل للإرادة ..
تبديد للحياة الحاضرة ..
ملف الماضي عند العقلاء
يطوى ولا يروى .
يغلق عليه أبداً ..
في زنزانة النسيان.
لأنه ماضي وانتهى.
لا الحزن سيعيده .
ولا الحقد يمكن أن يعيده .
لا تعيش في كابوس الماضي.
أنقذ نفسك من ذلك الشبح.
أتريد أن ترد النهر إلى مصبه.
والشمس إلى مطلعها.
والطفل في بطن أمه.
مستحيل..
فالقراءة في دفتر الماضي..
ضياع للحاضر وتمزيق للجهد المبذول للتواصل..
اترك القديم ..
فلابد لكل جيل جديد..
طباعة عادته وأخلاقه الحسنة
لابد أن نأخذ من الجيل القديم
حسناته وتترك سيئاته ،
نأخذ محبته وتواصله وتترك عداوته وبغضاءه.
نأخذ منهم العفو والطيبة ونهجر الحقد والحسد.
فلنجعل الماضي ..
ذكرى جميلة...لا نتذكر منها..
إلى الشيء الجميل.
ننظف قلوبنا ..
من الحقد والبغضاء البائد
ونتعلم الحب ونزرع البسمة.
على شفاة محبينا واحبابنا
نتعلم العفو ..
فالعفو من شيم الكرام ،
ننسى آلام الماضي.
فالسابقون رحلوا عن عالمنا. .
ولم يأخذوا معهم شيء منه.
وعلينا أن نكون مثلهم.
فيوما ما سنترك كل شيء ..
ونذهب عن هذه الدنيا ..
فلنذهب بالعمل الصالح ..
إن شاء الله..
فلنحرص على تنظيف القلوب.
ونمد اليد إلى من خاصمناه.
ونكون إخواناً متحابين .
ننسى الإساءة ..
ونتذكر الحسنة ..
قبل أن يفوت الأوان.
ونخسر الشيء الكثير .
ونذهب من هذه الدنيا
دون أن نحصل على شيء
سوى الكراهية
والحقد للمعارف
وقطع صلة الرحم
وسيئات كثيرة ستلحق بنا ، فلنتدارك أنفسنا.
قبل فوات الأوان .
مدير عام التحرير والنشر
لصحيفه غرب الالكترونيه
احمد محمد السعدي