من الجميل أن تعيش في هذه الحياة وأمامك أهداف واضحة تمشي عليها وتناضل وتستميت لأجل تحقيقها ..ليست أهداف على المدى القصير فحسب ..وإنما أهداف تسعى لتحقيقها طوال حياتك ..مبادئ وقيم تعيش عليها وتموت عليها ...تُحقق هدف تلو هدف حتى تصل إلى الهدف الأسمى الذي يسعى إليه كل البشر الموحدين بالله وهو الجنة جعلنا الله وإياكم من أهلها ،بعض الناس رسم لنفسه هذا الطريق في حياته ..لم يعش هذه الحياة فقط ليأكل ويشرب وينام ..بل عرف السبب الأعظم لسبب وجوده في هذه الحياة ..عرف معنى أن الله استخلفه في هذه الأرض أي أن يكون خليفة الله في هذه الأرض ..عرف معنى هذا المنصب وهي الخلافة في الأرض وإنها قبل أن تكون تشريف فهي تكليف ومقابل هذا التكليف هناك جزاء وحساب وعقاب ..فرسم صورة له في هذه الحياة كيف يمكن أن يعيشها وفق ماأراد الله له ..وأخذ يحقق هذه الأهداف تباعا محاطة بقيم ومبادئ لا يمكن المساومة عليها أبدا حتى يصل إلى مايريد ..وبدأت نتائج تحقيق هذه الأهداف تظهر للنور وتظهر روعتها ويتضح الجودة والإتقان في رسم هذه الأهداف وتحقيقها ..هذا بالضبط ماقامت به فقيدة مدارس الإبداع مديرة المدرسة /الأستاذة رجاء رحمها الله التي وافتها المنية يوم الثلاثاء الموافق الخامس من شهر صفر عام ١٤٣٧..شخصية عرفت لماذا تعيش وكيف تعيش ؟؟كانت تمتلك عقلا متقدا وبصيرة نافذة وحكمة تغلف كل تصرفاتها ..كانت بمثابة الأم الرؤوم والحنون لكل المنتسبين لهذه المدرسة سواء المعلمات إلى الإداريات إلى الطالبات إلى العاملات وصولا إلى الأهالي جميعهم ..لا يسع أي شخص يعرفها إلا أن يذكرها بكل خير ويعرف مقدار تمسكها والتزامها بالقيم والمبادئ الإسلامية ..غرست هذه المبادئ والقيم في نفوس الإداريات والمعلمات والطالبات أيضا ..كان جل اهتمامها هو تنشئة جيل يحمل على عاتقه مبادئ وقيم يمشي عليها ..كانت تغرس فيهم الأدب والأخلاق قبل العلم ..كانت حريصة على تربيتهم تربية قرآنيه ..ولا يخفى على كل المنتسبين للمدرسة حرصها الشديد على حفظ كتاب الله وتدارسه فيما بينهم ...كانت حريصة على الجميع حرصها على ابنائها ...رحمها الله وغفر لها وتقبل منها صالح أعمالها وأن يجعلها كما كانت تتمنى أن تكون..في صحبة خير الأنام عليه أفضل السلام ..هذه الكلمات ماهي إلا غيض من فيض لهذه الشخصية الرائعة والمبدعة التي نحسبها كذلك والله حسيبها ..ولا نزكيها على الله ولكن هناك دلالات وبشارات للمؤمن الصادق في الدنيا قبل الآخره ..نسأل الله أن يجيرنا في مصابنا وأن يخلف لنا خيرا منها يارب..
ربت أجيالًا على كتاب الله وهدي نبيه واعتنت بتحفيظ القرآن وحرصت عليه كما يحرص غيرها على أنفاس الحياة من كرجاء فقدتها ولولا ثقة بربي في أني سألقاها في الفردوس الأعلى لطاش العقل واختل التوازن
عسى الله أن يتغمد روحها الطاهرة بالرحمة وينزلها منزلًا مباركًا مع النبيين والشهداء والمتقين **
ملاحظة .تصحيح *كلمة المنتسبين *الى منتسبات*
*
رثائي الى رجاء
عظم الله اجركم ورحم الله ام ابراهيم
وجمعنا واياها على الحوض
وادخلنا جنة الفردوس من غير حساب ولا سابقة عذاب
لاادري ما الكلمات التي تستطيع ان تعبر عن*
حزني لفقدانها*
ولا نزكي على الله احد
ولكن عرفناه*
امره بالمعروف وفاعله له
ناهيه عن المنكر ومبتعده عنه
عالمه وعامله بعلمها
عالمه ومعلمه للعلم
عابده وذاكره ومزكيه*
مربيه لاجيال*
قائده في عمل الخير
لم تكن تنتظر لكي تمشي وراء الناس*
بل كانت تتقدم الصفوف والناس تمشي وراءها
لم تخشى في الله لومة لائم
كانت لي قدوه على المثابره
فقدت ابنها الاكبر وعانت في مرضها لكنها صبرت واحتسبت
نرجو الله ان يغفر لها وللجميع
وان يلهم اهلها الصبر والسلوان
ابن خالها
*باسم قزح
فنزويلا فالينسيا