الكاتب : محمود قريش

مخيم الحجاج هو شجرة النور المثمرة بعرفة ومنها قوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم:24-25].
فالكلمة الطيبة والعمل الصالح بذرتهما إيمان راسخ بالقلب ، وإخلاص في النية لوجه الله تعالى ، لذا فهما مثل الشجرة الطيبة الثابتة الأصل ، الباسقة الفرع في السماء علوا ، و تؤتي ثمرتها كل حين فهما نبتة أيمانية.

هذه البداية لمحور موضوعنا وهو العمل الصالح ، وبالأخص مخيم الحجيج لمستشفى النور التخصصي بمشعر عرفة ، فما بين اليوم والأمس مسافات متباعدة ومن شهد رحلة تصعيد الحجاج المنومين بالمستشفيات إلى صعيد عرفة عام 1434هـ أو الأعوام التي سبقتها يدرك حجم التغير والنقلة النوعية الكبيرة التي شهدتها خدمات الحجيج للمرضى بعرفة.

فالبداية عمل طيب وصالح تبنته مستشفى النور التخصصي بالعاصمة المقدسة من واقع مسئوليتها الريادية لمستشفيات العاصمة المقدسة ، فأنشأت أول مخيم طبي بمشعر عرفة لحجاجها المنومين بالمستشفى بالعام 1435هـ ، فجاء المخيم مثل الكلمة الطيبة والعمل الصالح ينير الطريق ويهدى الحائرين ، عمل طيب تتبناه وزارة الصحة ، لنرى بعد ذلك ثماره وفروعه على أرض النور ، وغفران الآثام والذنوب بمشعر عرفه ورأينا كيف ذادت الشجرة علوا ، وكيف تفرعت الفروع من حولها مخيمات آخري لباقي المستشفيات ، لتقضى هذه المخيمات على مظهر من مظاهر السلبيات في الخدمات الصحية ، كان لا يتفق مع حجم الإمكانيات والعطاءات لمملكة الخير. هكذا أثمر مخيم مستشفى النور التخصصي الذي بدأ وحيدا منفرد بعرفة عام 1435هـ يبقى اليوم كأصل ثابت يفتخر و يتمايل بفروعه المورقة المثمرة من مخيمات باقي اخواته المستشفيات المشاركة بصعيد عرفة لحج العام 1436هـ ، ويسعد بظلالها من يستظل بها من حجاج بيت الله الحرام من الحجاج المرضى والعاملين على خدمتهم.

فنسأل المولى عز وجل لمن فكر ومن نفذ ومن تبنى وكبر ووسع هذا العمل المميز أن يجزاهم الله خير الجزاء على هذا العمل وعلى كل من يستفيد من هذا العمل الطيب على مدى السنوات والأعوام القادمة ان شاء الله ..اللهم آمين.