جمعه الخياط . جدة
موضوع " زواج المسيار " كليا يختلف عما يفهمه العامة وهو يتعلق بالحديث النبوي الشريف
( سيأتي يوما على أمتي القابض على دينه كالقابض على الجمرة ) ..أو ما معناه..
في الماضى لم يكن لدينا وسائل تواصل إجتماعي ،
ولم تكن هناك علاقات شائعة بين الجنسين ،
وفي عصرنا الحاضر تحول الحال وأصبحنا كالأمريكان لدينا علاقات واضحة بينة بين الفتيات والشباب ومنذ نعومة أظفارهم .
الفتاة تبحث عن علاقة حب مثل التي تراها في الأفلام الرومانسية العاطفية لتنتهى بالزواج و إنجاب أطفال والعيش حياة أسرية كريمة سعيدة ، بينما الشاب ينظر إلى تلك العلاقة على أنها مغامرة واستفادة واستغلال ، سرعان ما ينهيها عندما يريد أن يتزوج ، والحجج كثيرة وكثيرة لا داعي لذكرها ، فيترك حبيبته ويتزوج " زواج تقليدي " ليتزوج حبيبة غيره ،وتلك الزوجة تزوجته لتكمل حياتها المنهارة بسبب حبيب آخر كريه كانت تعول عليه وتعتبره أمل وحلم وفارس أحلامها وحياتها غدر بها فأنتهى حلمها الجميل ولم يعد يمثل الرجل شي في حياتها سوى زوج بارد العاطفة كانت مع غيره واندثرت واندمرت فلم يعد هناك في جوفها محبة لرجل أو لزوج ، والزوج أيضا بعد زواجه تستمر علاقاته الغير شرعية بالأخريات ممن كان يعرفهن قبل الزواج ولا ينهيها ،
فتصبح الحياة بين تلك الأنثى المدمرة وهي الشابة في مقتبل العمر وذلك الشاب الكريه أخلاقيا غير محمودة ، فنرى عاطفة كل منهما في وادي آخر غير وادي اﻵخر ،
وعند حدوث أي مشكلة بينهم ولو صغيرة لا تجد علاج لها وتتعمق لعدم وجود المودة والسكينة لبعضهما في قلوبهم والتي كانت زمان أبان " الزواج التقليدي " القديم ،حيث كانت الزوجة تتزوج زوجها وكلاهما بلا علاقات سابقة ، بل تبدأ علاقاتهما بعد الزواج وينشأ الحب بينهم ، ويستمر بعد الإنجاب ، وتستمر حياتهما جميلة ، وقلما كان يحدث خلاف بسيط كان أو عميق قد يؤدي للطلاق بينهم يترتجعا عنه ، لأن هناك الوالدين الحكيمين الذين كانوا يعملوا على تجاوز الخلافات بين ابنتهم وزوجها لرفضهم مبدأ الطلاق فكانت السكينة تحف الزوجين بسبب وجود اولياء الأمور الحكماء للزوج والزوجة يحافظون على تلك الزيجة بحجة أن الطلاق عيب ما يجوز ، وكانت فعلا نسبة الطلاق في الماضي جدا ضعيفة ومحدودة لا تكاد تذكر ولا تحسب ، بينما في الزيجات العصرية " زيجات عصر النت " و وسائل التواصل وصلت نسبة الطلاق فيها في مجتمعنا نسبة ضخمة قد تصل حوالي 70 % من مجموع الزيجات لأسباب العلاقات التي تحدثنا عنها وأيضا لعدم وجود الضامن لاستمرار تلك الزيجة نفر من أهلها نوفر من أهله ليصلح بينهما لتستمر الحياة والسبب في اكمال فشل تلك العلاقات هو الوالدين فأم الزوجة في واد وام الزوج في واد آخر ، ولا يسعون للمحافظة على تلك الزيجة ، وسرعان ما يحدث الطلاق فتعيش المرأة بحريتها ، تفعل ما تريد في حياتها ، وليس القصد أن تفعل الخطأ والغلط ، لا بل القصد الخروج من تحكم " الرجل العرندس " الذي يسعى أن يفعل كل شئ في حياته وحتى الأشياء غير الشرعية ويحاسب زوجته على كل صغيرة وكبيرة ويمنعها أن تعمل أو تذهب لصديقاتها أو تذهب تتمشى في المولات أو تحضر الحفلات إلا بشروط وتحكمات غير جدية لأنه كريه ومن يعرفهن فاسدات ويعتقد أن كل الإناث مثلهن..
لذا بعد الطلاق تعيش المرأة في حرية تامة في وظيفتها وحياتها وتحيا مع أطفالها حياة تعتبرها أسعد من أن تعيشها مع رجل لا تحبه وهو غير سوى لعلاقاته المشبوهة ..
تلك هي الاغلبية من حياتنا الأسرية وليست كلها ، فهناك زيجات ناجحة بمعنى الكلمة ، لكن معظم الطلاق بسبب ما ذكرته من وجود علاقات غير ناجحة بين الطرفين..
أما " زواج المسيار " فهو بسبب علل الحياة فتوافق المرأة على المسيار كي لا تذهب حياتها هراء ، وأيضا كي لا تذهب للعلاقات غير الشرعية وكي تحافظ على أبنائها بعد الطلاق فلا يأخذه أبيهم لو عرف أنها تزوجت وهناك أسباب كثيرة ، جعلت من المرأة أن تتنازل عن حقها بزواج تقليدي إلى مسيار بدل من الخوض في علاقة غير شرعية وهي ما أصبح الشباب يغوصون فيها ولا يعرفون أن العين بالعين والسن بالسن وكما يفعلون ببنات الناس سيفعل ببناتهم وتلك سنة كونية يحاولون تجاهلها، لكنها تحدث ولا محالة ، وربنا يمهل ولا يهمل فالخطأ سيواجه بخطأ والصح سيتبعه الصح.
وأرى أيضا أن المرأة تلجأ للمسيار لسبب رأيسي وهو لسد حاجتها العاطفية والاقتصادية والاجتماعية بدلا من التورط بعلاقة غير شرعية الذي لا يتورع في فعلها الشاب إلا ما رحم ربي وخاصة مع سهولة فعله الآن ويسره،.
ويجب أن نعلم أنني لم أقال من اهمية الزواج التقليدي فهو مستمر ولا أحد يفكر في التقليل من شأنه أو تجاهله ، لكن كما تؤكد لنا إحصائيات المحاكم في الصحف بأن نسبة الطلاق عالية جدا وذكرنا سلفا الأسباب الرئيسية لحدوث ذلك مع وجود أسباب أخرى .
لذا أنا أؤيد تأييدا كاملا " زواج المسيار " للأنثى وهو أقل الضررين
بدل من العلاقة غير الشرعية وتحافظ على نفسها ...
وعصرنا أصبح صعب وأصبحت العلاقات بين المراهقين أسهل من أن تمنعها ، ومثال على ذلك ءن الطفل ذا الخمس سنوات يمسك بالجوال ويستمع لمسلسلات وافلام ويرى صور ويقرأ نكت ويشاهد قصص إباحية أكبر من عقلة بكثير ، فيعيشها غصب عنه ، فتأخذه لعالم أكبر منه ، والأمهات والآباء للأسف في وادي آخر لاهيين عن أطفالهم ومراهقيهم وشبابهم ، وفي مراهقتهم هم أنفسهم لأنهم أساسا لم يستقروا وفشلوا عاطفيا ...
وسامحوني هذه قراءتي لواقعنا الحقيقي والله المستعان .