مودة المحمدي . جدة
انتهينا من شهداءِ مكّة و لمْ نلبثِ القليل حتّى عاد الوطنُ العربي يرثينا ويتلو عزاءه علينا!!
حينما تسيرُ وحدك بين رعودِ السّماء هلعاً من برقِ مزنها أنت لا تدري ممَ ستتوخى الحذر؟ أمِن مُزنٍ لا يُوقفُ وبله الشديد عليك، أمْ من أنهارٍ ابتلعت المارّة بدواماتها!!
حينما تتجنبُ السّير بمظلّتك واقفاً بجانب الطّريق مدركاً أنك في أمان، ستتصدّع من تحتك أرضاً لمْ تكن لها بعالم!
حينما تتركُ فلذاتِ كبدك قليلاً وأنت لاتدري بأنّ مازن السّماءِ سيبدأ في بثّ أمطارهـ ستعودُ وكأنك لم تكن!!
هنا.. ستدركُ أنّك في جدّه!
إلى أين يا جدّه وكلّ يومٍ تسقطُ منّي مودّه، حين سماعِي بأنك قد غرقتِ بين القليل من المطر؟
إلى أين جدّه وكلّ وليٍ عنك له يومٌ وعُدّه ؟
لن يسعنا سيدّتي سوى أن نلقي وداعاتنا وحصننا عليك حتّى لا نُبتلى بفراق من أحببناهم فيك!
هل تبلّل ثوبك حين مضيت تحت المطر؟ أكُسر زجاجُ سيارتك حينما كنت في غفلةٍ من أمرك؟ هل تصدّع الطريقُ من تحتك وأنت سارياً عليه؟ نعمْ أنتَ في جدّه حيث لا يأبه أحدٌ سوى لأمرِ
المخدّه!!