*
أميمة عبد العزيز زاهد
قالت: تُرى هل اشتريتني؟ ومتى أصبحت جاريتك حتى تستعبدني؟ قل لي بربك ما الذي يرضيك ويسعدك؟ لقد احترت في أمري وتاهت معالم الطريق تحت قدمي، فلم أعد قادرة على معرفة الصواب من الخطأ، مع الأسف أنك لا ترى إلا قوتي الظاهرة أمامك، ولو نظرت إلى داخلي لرأيتني أضعف مما تتخيل، ولكنني إنسانة واعية وأحترم نفسي وقراراتي ومبادئي، وتعودت حياة لن أغيرها بأسلوبك الجاف حتى أرضي غرورك، ولن أقف أمامك كالبلهاء وأكتم غيظي، كلما حاولت أن تفرض شخصيتك عليّ بالعنف والسيطرة أو بالتسلط والألفاظ السيئة، ولو تعلم أنه ليسعدني أن أكون كما تريد، ولكن بحب وحنان، وعن طريق الأدب وبالتفاهم والاقتناع، فكيف تحيا مع امرأة تريد أن تلغي شخصيتها لتبرز شخصيتك أنت؟ فالمرأة مهما كانت قوتها تحب أن تشعر بأن زوجها الأقوى، وتحبه شامخاً بأخلاقه وأدبه ومعاملته الصادقة الرقيقة.
فقبل أن تلومني يا سيدي وتوبخني على تصرفاتي وتقصيري في واجباتي، اسأل نفسك أولاً أين هي حقوقي؟ وكيف ضاعت أنوثتي معك؛ بعد أن حرمتني أن أعيش كبقية النساء، لا أدري ما الذي أقوله لك سوى أنني أعيش في منزل كل ما فيه زائف ومصطنع، حاولت أن أتفاهم معك بلغة العقل وحاورتك بلغة المشاعر والعواطف، وكلما ظننت أنك قد بدأت تفهمني، أكتشف أنني لم أتجاوز نقطة البداية، وكلما حاولت أن أرضى بواقعي أفشل، كما فشلت أنت أن تروض سلوكك، أو تعوّد نفسك على أمور لم تتربَ عليها، ولم أستطع أن أمنحك فرصة التسلط وإصدار الأوامر، التي هي من وجهة نظرك من حقك، كما أنك لم تستطع أن تمنحني الأمان والاستقرار والراحة التي كنت أنشدها بقربك؛ لأنك لا تمتلكها. حكّم ضميرك وعقلك، فيكفينا هذه التمزقات، ويكفيني هذا الكم الهائل من العذاب الذي كنت تتفنن في استخدامه معي وتتغنى بألوانه، فرغبتك جامحة في السيطرة على كل من حولك، وأولهم أنا. فحبك لذاتك وأنانيتك فاقت كل الحدود، حتى معاناتنا ملّت من كثرة زيارتها لنا، بعد أن عجزنا عن الوصول لتحقيق سعادتنا، وبسبب عدم رغبتك في العطاء والمشاركة والتنازل، فأنت لا تؤمن بأن الاستقرار والسكن والمودة لن نشعر بها في حياتنا، طالما أنك لا ترى إلا نفسك، وليس لديك استعداد للتفاهم.. التفاهم الذي يصنع الحب في كياننا وجوارحنا ومشاعرنا. لقد عشت معك واقعاً تلاشى فيه كل معنى للحاضر والمستقبل، بعدما تأكدت أنك لا تريدني إلا مجرد ظل وتابع لك، وما من امرأة ترضى أن تعيش مجرد ظل لأحد، حتى لو كان هذا الأحد هو زوجها.
اهدأ أرجوك، فأنا الآن أغلقت أبوابي ونوافذي أمام عواصفك، فقد رحلت من داخلي منذ زمن، رغم وجودك بجانبي، وعاطفتي أصبحت كالصخر قاسية كقسوة يديك وعينيك وقلبك ولسانك، فلقد نجحت في أن تقتل أي إحساس ومشاعر في أعماقي؛ لأنك لم تفهم أبسط معنى للحياة والسعادة
أميمة عبد العزيز زاهد
قالت: تُرى هل اشتريتني؟ ومتى أصبحت جاريتك حتى تستعبدني؟ قل لي بربك ما الذي يرضيك ويسعدك؟ لقد احترت في أمري وتاهت معالم الطريق تحت قدمي، فلم أعد قادرة على معرفة الصواب من الخطأ، مع الأسف أنك لا ترى إلا قوتي الظاهرة أمامك، ولو نظرت إلى داخلي لرأيتني أضعف مما تتخيل، ولكنني إنسانة واعية وأحترم نفسي وقراراتي ومبادئي، وتعودت حياة لن أغيرها بأسلوبك الجاف حتى أرضي غرورك، ولن أقف أمامك كالبلهاء وأكتم غيظي، كلما حاولت أن تفرض شخصيتك عليّ بالعنف والسيطرة أو بالتسلط والألفاظ السيئة، ولو تعلم أنه ليسعدني أن أكون كما تريد، ولكن بحب وحنان، وعن طريق الأدب وبالتفاهم والاقتناع، فكيف تحيا مع امرأة تريد أن تلغي شخصيتها لتبرز شخصيتك أنت؟ فالمرأة مهما كانت قوتها تحب أن تشعر بأن زوجها الأقوى، وتحبه شامخاً بأخلاقه وأدبه ومعاملته الصادقة الرقيقة.
فقبل أن تلومني يا سيدي وتوبخني على تصرفاتي وتقصيري في واجباتي، اسأل نفسك أولاً أين هي حقوقي؟ وكيف ضاعت أنوثتي معك؛ بعد أن حرمتني أن أعيش كبقية النساء، لا أدري ما الذي أقوله لك سوى أنني أعيش في منزل كل ما فيه زائف ومصطنع، حاولت أن أتفاهم معك بلغة العقل وحاورتك بلغة المشاعر والعواطف، وكلما ظننت أنك قد بدأت تفهمني، أكتشف أنني لم أتجاوز نقطة البداية، وكلما حاولت أن أرضى بواقعي أفشل، كما فشلت أنت أن تروض سلوكك، أو تعوّد نفسك على أمور لم تتربَ عليها، ولم أستطع أن أمنحك فرصة التسلط وإصدار الأوامر، التي هي من وجهة نظرك من حقك، كما أنك لم تستطع أن تمنحني الأمان والاستقرار والراحة التي كنت أنشدها بقربك؛ لأنك لا تمتلكها. حكّم ضميرك وعقلك، فيكفينا هذه التمزقات، ويكفيني هذا الكم الهائل من العذاب الذي كنت تتفنن في استخدامه معي وتتغنى بألوانه، فرغبتك جامحة في السيطرة على كل من حولك، وأولهم أنا. فحبك لذاتك وأنانيتك فاقت كل الحدود، حتى معاناتنا ملّت من كثرة زيارتها لنا، بعد أن عجزنا عن الوصول لتحقيق سعادتنا، وبسبب عدم رغبتك في العطاء والمشاركة والتنازل، فأنت لا تؤمن بأن الاستقرار والسكن والمودة لن نشعر بها في حياتنا، طالما أنك لا ترى إلا نفسك، وليس لديك استعداد للتفاهم.. التفاهم الذي يصنع الحب في كياننا وجوارحنا ومشاعرنا. لقد عشت معك واقعاً تلاشى فيه كل معنى للحاضر والمستقبل، بعدما تأكدت أنك لا تريدني إلا مجرد ظل وتابع لك، وما من امرأة ترضى أن تعيش مجرد ظل لأحد، حتى لو كان هذا الأحد هو زوجها.
اهدأ أرجوك، فأنا الآن أغلقت أبوابي ونوافذي أمام عواصفك، فقد رحلت من داخلي منذ زمن، رغم وجودك بجانبي، وعاطفتي أصبحت كالصخر قاسية كقسوة يديك وعينيك وقلبك ولسانك، فلقد نجحت في أن تقتل أي إحساس ومشاعر في أعماقي؛ لأنك لم تفهم أبسط معنى للحياة والسعادة