فتحية منديلى . جدة
أحٓزِنٓه الأمرُ : غمَّه وكدَّره ، همَّه وكربه ، وبعث الغم في نفسه وهو عكس سرَّه وأبهجه، فالحزن ماهو إلا مدينة مظلمة تروم على شبح أرض غراء ؛ لايسكنها إلا ذو القلوب الكيئبة المغمومة والنفوس المفجوعة المهمومة ، يميل لونه إلى سواد وطعمه أمرُ من الشقاء يحول دون نيل المراد؛ يمتص رحيق متعة الحياة ويواري ممارسة نشاط الفلاح وينيء عن كل مافيه صلاح ويهيم بكل عمل فيه كفاح، حين يدخل مدن الأحلام يدمرها وعندما يتوغل جزر الأعمار يهدمها، إستمراره قد يودي إلى نهاية في الجسد وخيمة، ووجوده في النفس يولد فيها جروح دفينة ، فما هو إلا ذلك العبء المجهول والألم الموجوع الذي يضعف القلب ويوهن العزم ويضر النفس ويقلل الإرادة، ويقلص القوامة ، ولا شئ أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، ولم يأت" الحزن " في القرآن إلا منهياً عنه كما في قوله تعالى : ( ولا تهنوا ولاتحزنوا ) أو منفيا له كقوله : ( فلاخوف عليهم ولا هم يحزنون ) وسر ذلك أن الحزن أحب شىء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن ليقطعه عن سيره الموعود ويوقفه عن سلوكه المعهود ويشله عن نشاطه الموقوت ، وقد إستعاذ منه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ) لذلك أيها المؤمنين لاتجعلوا الحزن يسيطر على كاهلكم ويتحكم في تصرفكم ويحول دون إرادتكم ؛ إفرحوا وإستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله، وثقوا بما هو عند الله وتوكلوا على الله ستجدون السعادة والرضا في كل مالدى الله ؛ يقول الإمام إﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : "ﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﻓﺮﺣﺘﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻭﻻ*ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻘلك ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ، ﻭﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﻧﺠﺎﺣﻚ ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ، ﻭﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﺍﻵ*ﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﺣﺒﺎﻃﻬﻢ، ﻭﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﻳﻮﻣﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ*ﻣﺲ : ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻚ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ؛ ﻓﺜﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺇﻻ* ﻭﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺧﻴﺮاً، ربما تكون نائماً فتَقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك؛ من فقير أعنته أو حزين أسعدته أو عابر ابتسمت له أومكروب نفست عنه ، فلا تستهن بفعل الخير أبداً، فالحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والغم ولا تقضِها في اليأس والحزن فكن صاحب قلب يتنفس بالصفاء ويجتبي بالرضاء ويميل إلى عيش السعداء، لا تؤذي قلبك وتتسبب في شيخوخته المُبكرة ، فالدنيا لا تحتاج منك غير الرّضا والدنيا لتهنأ فيهاعيشاً تفرض عليك التبسُم ، لا تجعل عمرك يقف إنتظاراً لأحد ولا تقضِهِ ندماً على فوت حدث ولا تأسف على جميلٍ زرعته ولم يُثمر ولا تندم على معروف صنعته ولم يؤتي ، ولا تحزن على أمر كتبه الله عليك وإن أتلفك آلماً ولا تندُب حظاً على ما ألمٓ بك كرباً ، هي حياة واحدة سَنحياها ثمّ نموت ، تعلّم كيف تجعلها بسيطة لتكون لك مُمتعة بهيجة ولا تأخذها على محملِ الجد أبداً، ولا بمعيار الجزم في كل أمر أردت فعله لزماً فو اللهِ إنّها دنيا زائلة ، فحياة "المؤمن" لا تكون إلا بالإبتلاء ولا يكون الإبتلاء أجدى إلا بالصبر ولا يكون الصبر أكمل إلا بالرضا ولا يكون الرضا أنبل إلا إذا أكتسيٓ الطمأنينة والطمأنينة أساس السعد الذي يمنحك الفرح ويهبك المسر ويحيطك الأمن في كل ماتبغيه وكن على يقين أن الله معك في كل ماترتجيه فتوكل على الله ولاتبالي يحقق الله لك ماترغبه في كل حال .
أحٓزِنٓه الأمرُ : غمَّه وكدَّره ، همَّه وكربه ، وبعث الغم في نفسه وهو عكس سرَّه وأبهجه، فالحزن ماهو إلا مدينة مظلمة تروم على شبح أرض غراء ؛ لايسكنها إلا ذو القلوب الكيئبة المغمومة والنفوس المفجوعة المهمومة ، يميل لونه إلى سواد وطعمه أمرُ من الشقاء يحول دون نيل المراد؛ يمتص رحيق متعة الحياة ويواري ممارسة نشاط الفلاح وينيء عن كل مافيه صلاح ويهيم بكل عمل فيه كفاح، حين يدخل مدن الأحلام يدمرها وعندما يتوغل جزر الأعمار يهدمها، إستمراره قد يودي إلى نهاية في الجسد وخيمة، ووجوده في النفس يولد فيها جروح دفينة ، فما هو إلا ذلك العبء المجهول والألم الموجوع الذي يضعف القلب ويوهن العزم ويضر النفس ويقلل الإرادة، ويقلص القوامة ، ولا شئ أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، ولم يأت" الحزن " في القرآن إلا منهياً عنه كما في قوله تعالى : ( ولا تهنوا ولاتحزنوا ) أو منفيا له كقوله : ( فلاخوف عليهم ولا هم يحزنون ) وسر ذلك أن الحزن أحب شىء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن ليقطعه عن سيره الموعود ويوقفه عن سلوكه المعهود ويشله عن نشاطه الموقوت ، وقد إستعاذ منه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ) لذلك أيها المؤمنين لاتجعلوا الحزن يسيطر على كاهلكم ويتحكم في تصرفكم ويحول دون إرادتكم ؛ إفرحوا وإستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله، وثقوا بما هو عند الله وتوكلوا على الله ستجدون السعادة والرضا في كل مالدى الله ؛ يقول الإمام إﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : "ﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﻓﺮﺣﺘﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻭﻻ*ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻘلك ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ، ﻭﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﻧﺠﺎﺣﻚ ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ، ﻭﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﺍﻵ*ﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﺣﺒﺎﻃﻬﻢ، ﻭﻻ* ﺗﻔﺴﺪ ﻳﻮﻣﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ*ﻣﺲ : ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻚ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ؛ ﻓﺜﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺇﻻ* ﻭﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺧﻴﺮاً، ربما تكون نائماً فتَقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك؛ من فقير أعنته أو حزين أسعدته أو عابر ابتسمت له أومكروب نفست عنه ، فلا تستهن بفعل الخير أبداً، فالحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والغم ولا تقضِها في اليأس والحزن فكن صاحب قلب يتنفس بالصفاء ويجتبي بالرضاء ويميل إلى عيش السعداء، لا تؤذي قلبك وتتسبب في شيخوخته المُبكرة ، فالدنيا لا تحتاج منك غير الرّضا والدنيا لتهنأ فيهاعيشاً تفرض عليك التبسُم ، لا تجعل عمرك يقف إنتظاراً لأحد ولا تقضِهِ ندماً على فوت حدث ولا تأسف على جميلٍ زرعته ولم يُثمر ولا تندم على معروف صنعته ولم يؤتي ، ولا تحزن على أمر كتبه الله عليك وإن أتلفك آلماً ولا تندُب حظاً على ما ألمٓ بك كرباً ، هي حياة واحدة سَنحياها ثمّ نموت ، تعلّم كيف تجعلها بسيطة لتكون لك مُمتعة بهيجة ولا تأخذها على محملِ الجد أبداً، ولا بمعيار الجزم في كل أمر أردت فعله لزماً فو اللهِ إنّها دنيا زائلة ، فحياة "المؤمن" لا تكون إلا بالإبتلاء ولا يكون الإبتلاء أجدى إلا بالصبر ولا يكون الصبر أكمل إلا بالرضا ولا يكون الرضا أنبل إلا إذا أكتسيٓ الطمأنينة والطمأنينة أساس السعد الذي يمنحك الفرح ويهبك المسر ويحيطك الأمن في كل ماتبغيه وكن على يقين أن الله معك في كل ماترتجيه فتوكل على الله ولاتبالي يحقق الله لك ماترغبه في كل حال .