هناء الصاعدي . المدينة المنورة
" ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا "
ومن منّا شقّ طريق حياته بلا صدٍّ ولا تمرّد !
السفر يحتاج إلى جسم معافى وروحٌ توّاقة ونفسٌ صابرة ، اذا اكتملت الصفات الثلاث في مسافر راحل فنعم السفرُ سفره وإن سقطت إحدى تلك البنود فوا أسفاه .
في الحياة ثمّة أسفار عدّه في شق الطريق لطلب رزق سفر ، والصدّ عن أفكارٍ نؤمن بصدقها سفر ، والتغجرف والتعطرس في العلم والجاه سفر ، والإعراض عن خيرٍ سيق لنا سفر .
ولكن أيّ الأسفار تربح الوصول ؟!
في الدنيا الشقيّة تُحرثُ نقطة البداية للسفر
إن كان سفراً لمالاً فسيحصل على ماله خلال عدّة أشهرٍ فقط ولكن النتيجة أي بمعنى آخر الربح أهو بركةً أم نقمة ؟ علمها بالنّوايا التي خبأناها حتى عن والدينا ، وحساب النوايا بيد خالقها .
وأما إن كان سفراً لعلما ، فالله الله علينا أرواحنا حينذاك لتُرفع أيادينا تضرّعاً أن يكون علمنا حجةً لنا لا علينا .
وإن كان سفراً قاصداً لإعراض عن ذكر من لا يموت فياويحنا ويا ذلّنا ، قد يخطر بالبال أن هذا السفر محال أن يكون متربّعاً في تحنان قلوبنا ولكن للأسف قد يكون متشبّثاً بنا لا متعلّقا ، ف الإعراض له عدة أوجه إما أن يكون علناً كأن أعرض عن صلاة أوصدقة وأنا مقتدرة فهذا قبح لا أرانا الله طريقه وقد يكون إعراضاً غير مباشر كالتساهل في ذكر الله فهناك أرواح شقّت طريقها بترطيب لسانها وهناك أفواهٌ جفّت وجفّ نحيبها فيمسي ويصبح غافلاً إلى أن تقف عقارب الساعة ليُصعق حينها في عالمه اللاموجود " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا " حينئذٍ سافرنا وطال سفرنا بلا ربح ولا فوز .